قوجيل ورعب إسرائيل
رمضان مصباح
تقديم:
انه صلاح قوجيل ، رئيس مجلس الأمة الجزائري.
» من مواليد 1930 ، سياسي جزائري ، شارك في ثورة التحرير الجزائرية وهو عضو جبهة التحرير الوطني . انتخب رئيسًا لمجلس الأمة في 24 فبراير 2021 وكان في وقت سابق وزيرا للنقل والصيد البحري في عهد الشاذلي بن جديد . في 9 أبريل 2019 ، بعد تعيين عبد القادر بن صالح رئيسًا للدولة، أصبح رئيسًا بالنيابة لمجلس الأمة. »
ويكيبيديا
الصيحة على الجزائر:
استيقظ هذا الرجل أخيرا ، مرعوبا ،ليجد نفسه لم يبرح خرائط حلمه الليلي المزعج ،الذي يبدو أنه سيتواصل في يقظته ؛طيلة ما تبقى من شيخوخته المتقدمة جدا ،حد الخرف :
بعد أن توالت عقود من أزمنة المتعة في الصحراء المغربية الشرقية ،التي ألحقها المستعمر ب « التراب الفرنسي » في تخوم دولة الجزائر المؤسسة فرنسيا؛ وبعد عشرات السنين من مكابدة عرقلة كل الجهود المغربية ،وهو يستعيد وينمي صحراءه الجنوبية التاريخية والجغرافية ؛ شُبِّه للجزائر العسكرية أنها تقف أنفا لأنف مع « الأرمادا » العسكرية الإسرائيلية؛ خصوصا الذكية.
ان الصيحة على الجزائر ،يقول قوجيل:
» ان الأعداء يتحركون أكثر فأكثر للنيل من الجزائر. »
« اليوم اتضحت الأمور أكثر ،مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب؛ بعد زيارة وزير الخارجية ،الذي هدد الجزائر ،وهو بالتراب المغربي ،دون أي رد فعل من الحكومة المغربية. »
ويواصل :
« لو كانت الزيارة لوزير السياحة ،أو الاقتصاد، لاعتبرناها تدخل في اطار العلاقات التي كانت ،وان سريا، قائمة فعلا بين هذا البلد (المغرب) والكيان الصهيوني ؛لكن مادام الأمر يتعلق بوزير دفاع هذا الكيان ،فان الجزائر هي المستهدفة. »
ثم يتساءل:
» أين الاخوان؟ أين العالم العربي؟ وأين الاخوة الفلسطينيون؟ »
عن:LIBERTE:26/11/2021
هكذا يجتهد بعض السياسيين الجزائريين المدنيين ،في ابداع مستويات من الولاء ،بل الانغماس، في أطروحة جنرالات الحكم بالجزائر؛ التي لا ترى شرعية لها خارج اطار معاداة المملكة ؛في تاريخها الامبراطوري القديم ،وفي خرائطها ،وفي نهضتها التنموية .
وفي ما تنعم به من وحدة وطنية متجذرة،و سلم داخلي ،ومؤسسات راسخة .
اعلاء صرح صنم الرعب المغربي، المهدد لأمن الجزائر ،وربما الشمال الافريقي كله ، تخصص عسكري جزائري منذور للدوام ؛الى أن يبزغ فجر الدولة المدنية الديموقراطية؛ وقد لاح بياضه في الأفق.
وكلما توالى اكتشاف الشعب الجزائري لزيف هذه الأطروحة ؛ خصوصا وهو المهدد في أمنه الداخلي ،المنهوب غذاؤه وموارده ؛ كلما سعى الجنرالات وأزلامهم من المدنيين ، الى ترسيخها ؛حد اعتبار المغرب لا وجود له خارج دوامة تهديد الجزائر ؛واعتبار الجزائر لا وجود لها خارج توقع الأذى المغربي والتصدي له.
وقد سبق أن عبرت عن هذا بممارسة الرئاسة المخصية داخليا ؛ لدى الجار الغربي ،وحيثما تحرك في المحافل الأممية والدولية.
خارج هذا الاشتغال ،لا وجود للجزائر؛ ولعل تفسير هذا يحتاج الى علم النفس أكثر مما يحتاج الى السياسة: جزائر فتية تدرُج كمولود صغير ،يسعى لإثبات ذاته وسط كبار الأسرة.
اسألوا « ماكرون » وارث سر الجمهوريات الفرنسية، فلديه الخبر اليقين.
إسرائيل :ذريعة اللاحرب
على أي لم نعد في أزمنة حرب الرمال ، وأسلحتها التقليدية الخفيفة، ووجود الاخوة العرب « الفكَّاكة » ؛والا لأشعلها الجنرالات حربا للتهدئة الداخلية ،المطلوبة بحدة.
تعرف الجزائر اليوم أن المغامرة العسكرية الخارجية ،من أجل التهدئة الداخلية ،وتجديد بكارة حكم العسكر؛ لا تعني شيئا آخر عدا تسوية جميع مصافيها النفطية ومنصاتها الغازية بالتراب.
بهذا سيموت اقتصاد العسكر ،الذي طالما حارب الثروات الشعبية ،وأجهض كل المحاولات لإقامة اقتصاد جزائري خارج اقتصاد المحروقات؛ رغم الوعود التي كان يقدمها كل الرؤساء ؛المتدربين وغير المتدربين ،على حد تبجح عبد العزيز بوتفليقة ،ذات نشوة « انتخابية ».
وبمعنى آخر كل تحرك عسكري حربي لجنرالات الحكم ،ينقل العدوان الديبلوماسي الى ركح القتال الفعلي داخل التراب المغربي، سيصب –تلقائيا – في صالح الحراك الشعبي .
لا فرصة للشعب الجزائري ،ليسقط حكم العسكر العاض على الدولة، الا بانقلاب داخل المؤسسة العسكرية ،يرتب لحكم مدني ؛أو مغامرة حربية كما بينت.
لقد تحكمت لغة المصالح الاقتصادية ،في دول العالم الحر، فأنتجت هذا الصمت الدولي الرهيب ؛إزاء حراك مطلبي شعبي راق ومزمن.
ونفس التحكم المغرض يعاني منه المغرب ،وهو يقيم الدليل تلو الدليل – للعالم -على تورط الجزائر العسكرية، في تركيب سوريالي لدولة ،تزعمها بشعب مطارد ومضطهد ؛والحال أن ساكنة الصحراء المغربية – جغرافيا وتاريخيا – تنعم بالأمن والنماء السريع والرخاء ؛حتى والفاقة لا تخفي وجهها في مناطق عدة بالبلاد،شمالا.
تضحية مواطنية تقول ،بدورها، للعالم: حق للصحراء أن تُعوض على عشرات السنين من المعاناة مع استعمار متخلف جدا؛ أكل اللحم وامتش العظم.
وتقول أيضا: لقد أنفقنا وصبرنا لنقيم سلما في صحراء ،يحيط بها الإرهاب ويوشك أن يواقع حماها؛ وهذا ليس سهلا أبدا ؛فها نحن نرى أقوى دولة في العالم تخرج هاربة من إرهاب وتسيب أفغانستان ،لا تلوي على شيء.
يعرف جنرالات الحكم ،ويعرف لهم محركوهم ،ألا قبل لهم ب « الهاراكيري » الياباني ،الذي يلجأ اليه فرسان الساموراي ،بطولة وتحديا.
لكن كيف التحلل من التزام تاريخي مزيف – إزاء الشعب – بالتصدي للخطر المغربي ؟؛والحال أن هذا الخطر أصبح قائما فعلا ؛اذ لا أحد، أيا كان، يقترب من حمى الوطن الا واحترق ؛يُؤتى مغربيا من حيث لا يدري.
الى متى سيظل جنرالات الحكم يكذبون ، ويعدون ويتوعدون؟
أخيرا انحلت العقدة ، ورُفع الحرج ؛وكل هذا الخلاص جاء من إسرائيل ؛و يا للمفارقة .
انها ببابنا وتتربص بنا – كما ذكر قوجيل نيابة عن جنرالات الحكم – وأنتم تعلمون من تكون إسرائيل ؟.
أيها الشعب الجزائري لا قبل لنا بحرب إسرائيل .
هكذا يقولونها ،بوجوه لا تندى، ولمَّا يمض على العلاقات المغربية الإسرائيلية الرسمية والمعلنة ،عام كامل؛ ولم يمض على زيارة وزير دفاع إسرائيل لبلادنا أسبوع كامل.
على مدى عشرات السنين كانوا يقدرون على حربنا ؛ولم يفعلوا؛ أما اليوم فهم لا يقدرون ،اذ لا قبل لهم بإسرائيل؛ وهي بالكاد تلملم حقائبها ،في اتجاه تاريخ مغربي يهودي مشترك.
اهدأ يا قوجيل ، خصوصا وأنت في أرذل العمر ؛حتى لا تموت وأنت مفتون بإسرائيل.
واعلم أن المغرب ،لو لم يكن في وسعه الدفاع عن خرائطه ،ولو بالأسنان والسكاكين والنبال ،ما أقدم على ما أقدم عليه ،وحماه خير حماية منذ سنة1975.
فكيف وهو بقمرين في السماء ،وبشموس من الوطنية ،ملتهبة في قلوب كل مواطنيه ؟
ان المغرب قوي بتاريخه الذي يستوعبكم أيضا ؛ وفي هذا التاريخ الضارب في القدم ابحث عن علاقته المتجددة بإسرائيل .
البقية التي ترهبك يا قوجيل مجرد تفاصيل .
ومهما كذبتم على الشعب الجزائري ،لن يصدقكم ،وآثار فؤوسكم بجميع أبوابه .
وخير الختام وعد ملك المغرب للجزائر: لن يأتيكم منا ضرر..
Aucun commentaire