* بتاريخ 13 أكتوبر 2021 وجهت مراسلة للسيد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق في شأن مصير تلاميذ الثانية باك شعبة العلوم تجريبية مسلك علوم الحياة والأرض الذين درسوا المواد العلمية باللغة العربية وكرروا السنة الدراسية فألزمتهم مؤسسة الزيتون بالعيون التي يدرسون بها بتوجيه طلب من اجل تغيير التوجيه نحو مسلك علوم الحياة والأرض خيار فرنسية ليتم تسجيلهم برسم الموسم الدراسي 2022/2021.
للإشارة فإني ولي أمر أحد هؤلاء التلاميذ حيث تكفلت به منذ أن كان في الثالثة إعدادي.
كما تم توجيه نسخ من هذه الرسالة لكل من السيد والي جهة الشرق والسيد عامل إقليم تاوريرت والسيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتاوريرت.
غير أنه لغاية الأسف لم تتحرك أية جهة لحل مشكل هؤلاء ونحن علي ابواب الفروض، فمنهم من يئس وغادر. لذا فإني وجدت نفسي مضطرا لنشر هذه الرسالة على صيغة رسالة مفتوحة للسيد مدير الأكاديمية املا ان تجد اذانا صاغية وفي ما يلي نصها.
السيد المدير

يشرفني ان أتوجه لكم بصفتي من قدماء تلاميذ داخلية ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة، تابعت دراستي بتلك المؤسسة العتيقة أواخر الستينات بفضل المنحة التي وفرتها لي الدولة لكوني قادما لها من منطقة نائية.
وبصفتي من خريجي المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط، تمكنت من الاطلاع على ظروف تمدرس أطفال الوسط القروي بحكم العديد من الدراسات التي أشرفت عليها.
وحيث أني استفدت من خدمات التمدرس التي توفرها الدولة فإني أقدر كل التقدير المجهودات التي تبذلها الدولة لتوسيع شبكة المؤسسات التعليمية والحد من الهدر المدرسي في إطار تكافؤ الفرص بين جميع الطفلات والأطفال المغاربة للاستفادة من حقهم الدستوري في تعليم ميسر الولوج وذي جودة. كما أن إلمامي بمشاكل منظومة التربية والتكوين ازداد لما أصبحت أبا وأتيحت لي الفرصة لأكون عضوا بمكتب جمعيات لأولياء التلاميذ بمؤسسات تعليمية بالعاصمة.
وحرصا على تطبيق سليم لمبدأ تكافؤ الفرص ومن أجل تقليص نسب الهدر المدرسي، اسمحوا لي السيد المدير ان أوافيكم بالمعطيات التالية:
ـ بعض التلاميذ من ثانوية الزيتون بمدينة العيون التابعة إداريا لإقليم تاوريرت (شعبة العلوم تجريبية علوم الحياة والأرض باللغة العربية) أخفقوا في الحصول على شهادة البكالوريا في نهاية الموسم الدراسي 2020/2021 وقد قرر مجلس القسم أن يكرروا. جل هؤلاء التلاميذ ينحدرون من أسر فقيرة ولولا تدخل بعض المحسنين لما استمروا في دراستهم إلى التعليم الثانوي، اعطي كمثال التلميذ هشام حمو القادم من اعدادية مستكمار واثنين من رفاقه الذين تابعوا دراستهم بثانوية الزيتون بالعيون سيدي ملوك.
ـ عند بداية الموسم الدراسي 2021/2022 فوجئ هؤلاء التلاميذ بأن شعبة العلوم التجريبية علوم الحياة والأرض باللغة العربية غير متوفرة بثانوية الزيتون وأنهم ملزمون، لمتابعة دراستهم، أن يسجلوا بشعبة العلوم التجريبية علوم الحياة والأرض خيار فرنسية.
ـ وحيث أن هؤلاء التلاميذ درسوا المواد العلمية باللغة العربية طيلة مسارهم الدراسي وحيث أن مستواهم في اللغة الفرنسية ضعيف جدا فإنهم لن يتمكنوا من مسايرة الدروس باللغة الفرنسية.
ـ لكل ما سبق فقد قرر البعض من هؤلاء التلاميذ مغادرة الدراسة.
السيد المدير، أتوجه إليكم بصفتكم مسؤولا تربويا تهمه مصلحة جميع تلاميذ الجهة، ملتمسا منكم إيجاد حل لمشكل هؤلاء التلاميذ وأعتقد أن هذا المشكل قد يكون في شعب أخرى وفي مدن أخرى بالجهة.
واسمحوا لي السيد المدير أن أتقدم لكم باقتراح سيحل هذا المشكل إذا حظي بموافقتكم:
عدد تلاميذ شعبة العلوم التجريبية علوم الحياة والأرض باللغة العربية قليل في كل مؤسسات إقليم تاوريرت وباقي أقاليم الجهة. لذا أقترح عليكم تجميع هؤلاء التلاميذ في المدن الكبرى بالجهة المتواجدة بها مقر المديريات الإقليمية للتربية والتكوين، وإحداث قسم يجمعهم مع توفير منحة بالقسم الداخلي.

السيد المدير المحترم، كل المهتمين بقضايا التربية بالجهة الشرقية يشهدون بالطفرة التي عرفها القطاع منذ توليكم المسؤولية على رأس هذه الأكاديمية والكل يعلم مدى حرصكم على حل المشاكل التي تعترض التلاميذ.
لذا فإني أجدد التماسي أن يحظى الاقتراح بالقبول أو أي حل آخر يضمن لهؤلاء التلاميذ حقهم الدستوري في متابعة دراستهم.
وتقبلوا السيد المدير فائق التقدير والاحترام.
الرباط في 30 اكتوبر 2021.
محمد بوعصابة، ابن اقليم تاوريرت .