الجزائر من قوة ضاربة إلى كوكب فوق القارة!!!
محمد إنفي
الجزائر قوة ضاربة؛ هذا ما قاله عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية. لكن لم يقل لنا فيما هي ضاربة. هل ضاربة في القدم؟ ضاربة في الجِدَّة؟ ضاربة في التخلف؟ ضاربة في الكذب على الشعب الجزائري الشقيق؟ ضاربة في تبديد ثروات البلاد؟ ضاربة في العنتريات الفارغة؟ ضاربة في التنصل من التزاماتها؟ ضاربة في الاستبداد؟ ضاربة في العداء لجيرنها؟ ضاربة في الغباء السياسي؟… أم فيما هي ضاربة؟
أما الجزائر-الكوكب فقد قالها شخص كان يتحدث في قناة جزائرية حسبما يظهر من خلفية الشاشة (الجزائر مباشر)؛ وذلك في بلاطو فيه ثلاثة أشخاص (أو شخصيات؟)، أحدهم يبدو، من موقعه في هذا البلاطو، أنه المحاور للعبقري الذي زف لعلماء الفلك (وللرأي العام الدولي) خبر أحد اكتشافاته الباهرة: إنه اكتشاف كوكب جديد ليس كباقي الكواكب المكتشفة لحد الآن.
لقد قال المتحدث بالحرف وبنبرة صارمة وبلغة دارجة فصيحة: « احْنا كجزائريين مطالبين أولا بالافتخار بهذا البلد [لا عيب في ذلك]، بهذا القارة [هنا يبدأ التساؤل حول العدد الحقيقي للقارات الموجودة على الكرة الأرضية]، احنا تجاوزنا الجزائر القارة، رَنا في مرحلة الجزائر الكوكب [أم الآن فقد دخلنا عالم علم الفلك من بابه الواسع؛ والأصح دخلنا عالم المخبولين والمجانين] ».
لا أدري ما هي الصفة (وزير؟ برلماني؟ ديبلوماسي؟ محلل سياسي؟ إعلامي؟ باحث؟ رجل مخابرات؟، « كاري حنكو »؟…) التي يتحدث بها هذا المخبول. لكنه فاق عبد المجيد تبون في غبائه وفي جنونه وفي جهله بأبجديات المنطق وبالحد الأدنى من قواعد الخطاب الإقناعي.
فلا غرابة، إذن، أن تصل الجزائر- وفيها أمثال هذا المخبول الذي ربما يحتل منصبا ساميا في البلاد أو موقعا استراتيجيا في نظامها – أن تصل إلى ما وصلت إليه من إفلاس سياسي وديبلوماسي واقتصادي واجتماعي وحقوقي…وغيره.
نحن لا يسرنا ما وصلت إليه الأوضاع الاجتماعية في الجزائر من تردي؛ وإننا نعلم أن الشعب الجزائري الشقيق هو الذي يعاني من هذه الأوضاع المأساوية، رغم أن ثر وات بلاده طائلة؛ ونعلم أن أزلام النظام العسكري يرفلون في بحبوحة من العيش.
ويسيئنا، أيضا، ما يتلفظ به بعض المسؤولين الجزائريين وبعض المحسوبين على « النخبة » من كلام لا يسنده عقل ولا منطق؛ وذلك ليس لكونه يسيئ إلى بلادنا، بل لكونه يضحك العالم على جارتنا الشرقية، وشعبها شقيق شعبنا؛ بل هما توأمان، كما قال الملك محمد السادس في خطابه الأخير.
مكناس في 8 أكتوبر 2021
Aucun commentaire