Home»Débats»النـزق السياسـي ووأدُ أحـلام الشعبيـن الجزائـري والمغربـي!

النـزق السياسـي ووأدُ أحـلام الشعبيـن الجزائـري والمغربـي!

0
Shares
PinterestGoogle+

سعيد عبيد
التقطتُ هذه الصورة صباح اليوم في منطقة « بين الأجراف » حيث يقف يوميا مئات المارين على الطرفين المغربي والجزائري أسفلَ الجُرفين ليُحيُّوا بعضَهم، أو ليتأملوا ساخطين حزينين هذا المشهد الوحدويَّ الأزلي الأبدي الذي تريد الحسابات السياسية الضيقة أن تَئِدَه وتئِد معه أحلام الشعبين.

التقطت هاته الصورة صباح اليوم نفسه الذي أعطى فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمره بمنع الأجواء الجزائرية الشقيقة عن الطيران المغربي، بعد أن أمر بقطع العلاقات مع المغرب، في خطوة متهورة غريبة، لا سيما أنها أتت مباشرة بعد خطاب العرش 21 الذي ضمَّنه الملك محمد السادس معاني أخوية رائعة من على رأسها أن الدولتين توأمان، مبرئا الرئيس الجزائري الحالي نفسَه من قرار الإغلاق، قائلا بالنص: « … خاصة أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولون عن قرار الإغلاق، ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا. وليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول. نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا. أما ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ فهذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد… فالحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة… لذا، ندعو إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا. فالمغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان… لذا، أدعو فخامة الرئيس الجزائري، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك ».

قرار الرئيس تبون بمنع الأجواء وقطع العلاقات ومعها قطع اليد المغربية الممدودة جاءا متزامنين مع حدث وفاة الرئيسين الجزائريين السابقين عبد العزيز بوتفليقة وعبد القادر بنصالح، وهما الوفاتان اللتان لم يتَّعظ بهما الرئيس تبون ومن يقفون خلفه من العسكر، ومن لم يتعظ بالموت من عوامِّ الناس فلا واعظ له، ومن لم يتعظ بدروس التاريخ وعِبَره من السياسيين فلا واعظ له!

هذه الصورة تقول الكثير الكثير، وأهم ما تقوله أنكم أيها الحكام المتعنتون الآمرون بأهوائهم وأحقادهم لكم دينُكم ولنا دين؛ دينكم لوَّثته النوايا المبيَّتة، وديننا على فِطرة الأخوة لا يزال، ولو نفخ النافخون في كِير العداوة ما نفخوا!..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *