انهيار جزء من أسوار مدينة وجدة القديمة يشكل خطرا على المارة قد يُخلّْف ضحايا
عبدالقادر كتــرة
يبدو أن حياة موطني مدينة وجدة الألفية لا قيمة لها لدى المسؤولين القائمين على تسيير شؤونهم والاهتمام بمصالحهم وقضاء حوائجهم وحمايتهم من الأخطار العارضة، سواء منهم ممثلو السلطات المحلية أو المنتخبون بمجلس الجماعة الغائبون عن الاهتمام بمشاكل المدينة، الحاضرون لتتبع مصالحهم، وإذكاء الخلافات وافتعال النزاعات وتأزيم الخصومات بين الفرقاء السياسيين خلال الاجتماعات التي تحولت إلى فرجة …
وفي غفلة من مجلس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة الذي تتصارع فرقه الحزبية الثلاث التي أفرزتها انتخابات أكتوبر 2015، أسوار مدينة وجدة القديمة الوحيدة ومآثرها التاريخية تتآكل بناياتها وتتساقط واجهتها وتوشك على الانهيار خاصة تلك المحيطة بباب سيدي عبدالوهاب للمدينة القديمة عند مدخل سوق التمور وسوق الجزارين، حيث تنتظر فقط زخات مطرية خفيفة للانهيار، في غياب الاهتمام والمراقبة والمتابعة، رغم خضوعها لبعض الترميمات فيما سبق، وأصبحت تخضع الآن لبعض الترقيعات، في ظل الجهل بأن هذه الموروثات التاريخية والثقافية من المآثر التي لا تعوض.
وبدل الإسراع إلى ترميمها قبل انهيارها على رؤوس المرتادين على أسواق المدينة القديمة العابرين للباب الجنوبي للأسوار المزدحمة بتحركات المواطنين المليئة بمختلف الأنشطة التجارية، تدخلت المصالح البلدية، على ما يبدو، واكتفت، فقط، بوضع حواجز على جزء السور الذي تناثرت واجهته وتساقطت أتربته قد تتبعه أجزاء أخرى، في انتظار سقوط ضحايا، لا قدر الله
…
واجب السلطات المنتخبة والمحلية ومديرية وزارة الثقافة والجمعيات المهتمة بالتراث والمآثر التاريخية أن تنهض لحماية هذا الإرث الذي لا يعوض وتحسيس المواطن بواجب صيانته عبر برامج إذاعية وملصقات وتدخلات مباشرة والطرق المعتمدة في هذا المجال، قبل فوات الأوان، كما يجب فتح تحقيق في طريقة ترميمه وأسباب تساقط واجهته التي تؤدي إلى أسواق التمور والسمك واللحوم، والتي أصبحت تشكل خطرا على المارة والمرتادين لهذه الأسواق وبعض المواطنين المصطفين المتكئين على السور.
للتذكير فقط، كان أول من أحاط مدينة وجدة بالأسوار هم الموحدون ثم تم تدمريها في عهد المرينيين بعد صراعهم مع بني عبدالواد ثم أعيد بناء القلعة سنة 1336م وتم تجديدها في عهد المولي إسماعيل سنة 1679م. ويبلغ علو أسوار القصبة ما بين 6 و7 أمتار وقاعدتها مترا واحدا و30 سنتيمترا وبنيت بالطين المضغوط. وخلال أحداث آخر القرن التاسع عشر من هجومات القبائل المجاورة والتي كانت مدينة وجدة مسرحا لها وبعد تنامي الأحياء خارج الأسوار وحماية لها قرر عامل المولى عبد العزيز على وجدة ادريس بن عيش بناء سور وكان ذلك ما بين أكتوبر 1895 وأبريل 1896 بسواعد سكانها.
وفي خطوة لحماية هذه المآثر التاريخية، رصد غلاف مالي لبرنامج إعادة الاعتبار للمدينة العتيقة بوجدة ناهز 183.7 مليون درهم. واستفادت من المشروع المدينة العتيقة التي تمتد على مساحة 28 هكتارا، حيث وصل عدد البنايات بها إلى 1250 بناية. وتم إنجاز أكثر من 40 في المائة من المشروع همت ترميم شبكات التطهير والطرقات وترصيف الأزقة وبعض الساحات بغلاف مالي بلغ 7 ملايين درهم، وتدعيم البنايات الآيلة للسقوط وترميم دار السعادة وتنقية الخرب (5 ملايين درهم)، وإعادة بناء الأبواب التاريخية وترميم الأسوار (2 مليون درهم) وتهيئة حديقة للامريم (9 ملايين درهم)، وتهيئة ساحة وقيسارية المغرب العربي (5.79 مليون درهم، حيث شملت الأشغال في الساحة ، التي تمتد على مساحة 2500 مترا مربعا، عمليات الترصيف والإنارة والتشجير وبناء رواق الفنون وتجديد واجهات مسجد وقيسارية.
كما تم إنجاز برنامج التجديد الحضري لساحة باب سيدي عبد الوهاب بغلاف مالي يبلغ 120 مليون درهم، وبناء سوق جديدة بدل المستودع البلدي القديم، وترميم السور القديم بغلاف مالي إجمالي يبلغ 25 مليون درهم، فيما همّ الشطر الثاني تهيئة ساحة عمومية وفتح طريق جديد بين ساحة المغرب العربي وسوق طنجة، وإعادة تهيئة السوق نفسه بغلاف مالي بلغ 95 مليون درهم.
Aucun commentaire