قانون إغلاق المقاهي التي يرتادها زبناء بدون كمامات يظل حبرا على ورق
عزيز باكوش
وقف قائد المنطقة بزيه العسكري متاهبا ، مناديا بقلق مالك مقهى تدفق زبناؤها نحو الشارع 4 مرات حجمها الحقيقي ، واتجهت أنظار أكثر من 40 زبونا نحو القائد واثنين من مساعديه وصاح بقلق مسرحي : ألحاح ..شوف لكليان كاملين حتى واحد ماداير الكمامة ؟؟؟؟ واردف ..هذا مخالف للقانون …
يرد مالك المقهى في خجل وأدب مصطنع ، كما لو أن الأمر مفاجئا : سعادة القايد ،عيينا معاهم.. لا حول ولا قوة الا بالله ..وتابع مشيرا الى بضع لافتات تتضمن جملا بالكاد تقرأ وصور مشوهة باهتة ، : هانت سيدي القايد ..كلشي باين ….
ولأن الحقيقة عكس ذلك تماما ، فإن مالك المقهى لم يسبق له أن نهر أحدا بهذا الخصوص أو تلاسن مع أحد زبنائه في كل ما له علاقة بالكوفيد 19 ، لقد فوض الأمر لنادلين وبحذر شديد ، فالزبناء القابعون منذ السابعة صباحا حتى الثانية بعد الزوال كل يوم ملوكا وتيجانا فوق رأسه ، ومصدرا أساسيا للرواج الاقتصادي والتقرب من جشع السلطة ، فلا يجوز بوجه أو بآخر إزعاجهم…بأي شكل من الأشكال .
لذلك ، وباستثناء ملصقات تم إلصاقها على مضض غطت زجاج الواجهة الأمامية ، ومدخل المقهى الرئيسي، تحث الجميع بلغة الخشب على ارتداء الكمامة ..فلاشيء يذكر ..
ينصرف قائد المنطقة إلى المقهى المجاور ليقوم بالعمل نفسه ، ويعود مالك المقهى ليشرع في عد المقاعد الفارغة ، وتوزيع التحايا بسخاء هنا وهناك ، ليظل قانون إغلاق مقهى زبناؤه دون كمامة حبرا على ورق …
Aucun commentaire