Home»Débats»الجزائر….انتخابات من أجل لاشيء..!!

الجزائر….انتخابات من أجل لاشيء..!!

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد المهدي

يقول المثل المغربي الدّارج  » المـَـاء ما يْرُوبْ و الكلبة ما تُّوبْ » .. هذا تذكير لكل من راودته فكرة و لو في المنام أن عسكر الجزائر و دُماهُم (جمع دُمية) السياسية التي تدور في فلكهم و تُسبح بحمدهم سيتخلصون من عقدة العداء المستحكم للجار المغرب حُكاما و محكومين لا فرق في ذلك. و من هذه الدمى المتحركة مرشح العسكر المفضل السيء الذكر المدعو  » تبون » ، الذي تَربى على يد جنيرالات فرنسا الذين قادوا الجزائر الى حافة الافلاس و الدمار الشامل، إنه أحد رموز نظام المخلوع بوتفليقة الذي علمهم قيم النذالة و الخسة و نكران الجميل و الفساد و سرقة المال العام و تبذيره على المرتزقة في إفريقيا و أمريكا اللاتينية و دعم الجماعات الارهابية في ليبيا و النيجر و مالي .. سيء الذكر  » تبون » هو نفسه الذي صرح في وقت سابق أنه على المغرب تقديم الاعتذار للجزائر مقابل فتح الحدود، (هههه) متوهما أن المغرب كدولة هو في حاجة ماسة الى الجزائر الدولة الغارقة في الديون و الأزمات الاقتصادية والاجتماعية و السياسية مع كل جيرانها شرقا وغربا وجنوبا . ناسيا أو متناسبا أن مطلب فتح الحدود كان و لا يزال مطلبا شعبيا جماهيريا للشعبين الشقيقين المغربي والجزائري معا ، اللذان لا نحتاج إلى التذكير بحجم ونوع الروابط التي تجمعهما تاريخيا ..
إن العقلية البائدة التي لا تزال تحكم الطغمة العسكرية المسيطرة بالجزائر هي من أهم أسباب تخلف هذه الأخيرة ، و هي أيضا سياسة مفضوحة و مكشوفة دأب النظام الديكتاتوري الشمولي على نهجها ، لتحوير اهتمام الشعب و إلهائه عن مشاكله الداخلية و ثنيه عن المطالبة بحقه في الثروات الهائلة التي تزخر بها الجزائر، و عن حقه في العيش الكريم و الحرية المُستحقة التي استرخص من أجلها مليون ونصف المليون من الشهداء الأبرار أرواحهم.. إنها سياسة خلق الأعداء الوهميين و التهويل من الخطر الخارجي. هذا الخطر الموهوم الذي كان تارة مغربيا و تارة تونسيا و أخرى ليبيا ..!!
لكن هيهات .. لم تعد هذه الأسطوانة المشروخة تنطلي على الشعب الجزائري الذي جسد رفضه القاطع لكل ما له علاقة بنظام العسكر و عصابة الحكم في حراك شعبي عَـمّ كامل التراب الجزائري بحواضره و بَواديه.. حِراك بلغ أسبوعه التاسع والاربعون ، ولا يزال مُستمرا في الزمان والمكان رفضا للمسرحية الهزلية المسماة زورا و بهتانا « انتخابات » ، قاطعتها الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري الحر..مسرحية سيئة الإخراج و التمثيل تابَــعَ مَشاهِدها البئيسة كل العالم بسخرية و اشمئزاز. مسرحية هزلية أَضَرّت بصورة الجزائر كدولة لها مكانتها في القارة، و لطخت حكامها بالعار و الهوان .
أخيرا نقول .. إن الشعوب مهما طال صمتها وصبرها، لابد أن سيكون لها أجل معلوم ستقول فيه كلمتها رغم كل أساليب القمع و ألاعيب التدجين و التجهيل التي يسلكها النظام العسكري، والشعب الجزائري قد قال كلمته تَأَسيا بشعوب عربية أخرى في السودان والعراق ولبنان وتونس، كلمة مضمونها الرّفض التام لكل رموز النظام منذ الانقلاب العسكري لبومدين و من معه .. كلمة لَخَّصّها شعار الحرك الشعبي « يتنحاو كاع ».
محمد المهدي
تاوريرت 19 دجنبر 2019

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *