أكذوبة اليوم العالمي للطفل
أحمد الجبلي / وجدة سيتي
في الثامن عشر من هذا الشهر عقدت هيئة الأمم المتحدة مؤتمرا دوليا بالأردن يروم تحقيق شرق أوسط خال من الأسلحة النووية والكيماوية وأسلحة الدمار الشامل، وهي في الحقيقة نكتة سخيفة ومضحكة لأننا نحن دول الجنوب كما كان يسمينا المرحوم المهدي المنجرة نعلم أن هذا الحديث جاء بعدما تم تدمير العديد من دول الشرق الأوسط، كما أننا نعلم بأن لا أحد يستطيع ولا أحد يريد أن ينزع أسلحة إسرائيل سواء كانت نووية أو كيماوية أو كرتونية.
والمفارقة العجيبة أن اليوم الذي انعقدت فيه هذه الكذبة بعده بيومين سيكون اليوم العالمي لأكذوبة أخرى وهي عيد الطفل أي في العشرين من هذا الشهر.
فلماذا ندعي أن اليوم العالمي للطفل ما هو إلا أكذوبة مثل أكذوبة شرق أوسط بدون أسلحة نووية وكيماوية وأسلحة دمار شامل؟ لأن الحديث عن الطفل بصيغة العموم يحتم الحديث عن الأطفال في غزة الذين يحرقون ويقصفون وتدمر منازلهم و تسفك دماء دويهم، كما يحتم الحديث عن أطفال اليمن وليبيا وسوريا الذين شردوا في كل بقاع الأرض، قوبلوا بالرصاص والنار والضرب في العديد من الحدود الدولية لبلدان عنصرية مقيتة، وفي أحسن الحالات يلفظهم البحر على شواطئ مختلفة من شواطئ العالم الذي يحتفل بعيد الطفل، إن الطفل السوري هو الطفل الوحيد الذي صار رجلا قبل الأوان إذ وجد نفسه بدون أب ولا أم ومسؤولا عن إخوة يصغرونه سنا. فكيف سيتم الاحتفال بهذا الطفل؟ هل يمكن أن ندخل البسمة في قلبه بإرجاع وطنه ووالديه ومدرسته التي هدمت وأصدقائه الذين إما ماتوا أو تاهوا في الأرض وقد فقد كل أمل في رؤيتهم من جديد؟
فعن أي عيد نتحدث، وعن أي طفل نتكلم؟ هل عن الطفل في غابات إفريقيا الذي يقدم كوجبات للحيوانات المفترسة يوميا لأنه يسكن في بيوت من قش لا تحميه من أي شيء؟ أم نتحدث عن الطفل في بورما المسلمة الذي يقدم مشويا على موائد الرهبان؟ أم نتحدث عن الطفل في إقليم الإيغور الذي يؤخذ من أبويه المسلمين عنوة ويدفع به لأسرة مسيحية حتى ينسى دينه ودين أجداده، ويكره على أكل الخنزير وشرب الخمر؟؟
أم نتحدث عن الطفل في العراق الذي ذهب شعبه ضحية أكذوبة القرن أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي جاء غوتريس ليدعي القدرة على القضاء عليها في الشرق الأوسط حتى يحافظ على السلم في منطقة أريد لها أن تشتعل وتظل مشتعلة إلى أن ينزل المسيح ليقضي على ماتبقى من عرب ومسلمين وبعض اليهود (السارازان) كما نص على ذلك إنجيل أنتونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريش؟
إن هيئة الأمم المتحدة لا يمكن إطلاقا أن تخرج عن الإطار العام الذي سطرته الولايات المتحدة الأمريكية سبب كل شر وبلوى في هذه الأرض، وبالتالي لا يهمها أن يموت أو يحيى هؤلاء الأطفال، خصوصا إذا كانوا عربا مسلمين، هم في نظرها، عبارة عن مشاريع رجال يخشى إذا اشتد عودهم أن يقوموا بتحرير بلدانهم من الغطرسة الأمريكية، ويقطعون جميع الأصابع التي تدير جميع الصراعات في العالم، والتي أول ضحاياها أطفال يدعو غوتيريس إلى الاحتفال بهم ظلما وعدوانا..
Aucun commentaire