ثلاث إجراءات مستهجنة أقدم عليها رؤساء مؤسسات تعليمية خلال الفترة الأخيرة فتحت باب جهنم على الادارة التربوية من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية….
مدير يتهم استاذة ،قامت بتصوير فيديو حول واقع مزر لمدرسة باقليم سيدي قاسم، بتزوير الواقع ويحرض ضدها زملاءها في العمل لإصدار عريضة مرفوضة شكلا ومضمونا في حين كل الدلائل تشير إلى أن الفيديو حقيقي وقد صور إبان الدخول المدرسي وليس قبله بشهادة الأهالي..
مدير يستفسر أستاذا بإقليم المحمدية في شأن قيامه بالضحك أثناء تحية العلم الوطني …
ومدير ثالث يستدعي الشرطة لاعتقال تلميذ بحجة قيام هذا الاخير بتغيير بعض كلمات النشيد الوطني اثناء تحية العلم وقد قدم التلميذ للنيابة العامة في حالة سراح و قررت عدم متابعته لكون ملف الإحالة فارغا…
في الحالة الأولى كان على المدير أن يتحمل مسؤوليته كاملةويعلن عن أسباب عدم تأهيل الأقسام المعنية وهل الأمر راجع إلى تقصيره في إنجاز الإصلاحات المطلوبة في الوقت المناسب ويكشف عن اسباب ذلك أم أن المسؤولية تتحملها المديرية الإقليمية التي لم تمكنه من الإمكانيات المالية واللوجستكية لإنجاز المهمة….بدل إلقاء اللوم على المعلمة التي كشفت المستور ….
في الحالة الثانية والثالثة من المؤسف أن بعض الزملاء بقي فهمهم لمهام المدير حبيس تصور ماضوي يعتبر السلطة القهرية اساس التسيير الإداري للمؤسسة التعليمية فتجدهم حريصين أشد الحرص على الأعمال المكتبية وإنجاز التقارير وعقد مجالس الانضباط لأتفه الأسباب وكثرة الاستفسارات وتهميش التواصل والاستعانة بالسلطة الادارية واحيانا بالسلطة الامنية كما هو الحال في الوضعيتين السابقتين اللتين كان من الممكن تجاوزهما بمجرد تواصل فعال ….
ما سبق سلوكات إدارية غير مقبولة تتعارض مع التدبير الإداري العقلاني للمؤسسات التعليمية وهي لحسن الحظ حالات معزولة يجب أن لا تشكل مبررا للتهجم على رجال ونساء الإدارة التربوية الذين يبذلون جهودا جبارة لتجاوز الإكراهات الكبرى التي تعترض السير العادي للمؤسسات التعليمية من قبيل النقص المهول في الموارد البشرية والمادية والمتطلبات المتزايدة للأسر التي اصبحت تشترط ظروفا ملائمة لتدريس ابنائها ناهيك عن الإشكالات الطارئة الناتجة عن التحولات السريعة التي تعرفها البنية البشرية للمؤسسات نتيجة رحيل جيل بكامله وتوطين جيل جديد بكل محاسنه ومساوئه…
هؤلاء القابضون على الجمر في غياب دعم حقيقي جديرون أيضا بالاهتمام بدل التركيز على الشاة الضالة.
المختار شحلال، مدير ثانوية المهدي بنبركة التقنية وجدة.
1 Comment
استاذي الفاضل ، اشكركم جزيل اشكر على تفضلكم بالكتابة في هذا الموضوع الاني الذي تخلل الدخول المدرسي الحالي برسم 2019 // 2020 . وكما تفضلتكم استاذي كان بامكان السادة المدرين تحكيم العقل في التسيير الاداري . كان على السيد المدير الذي استدعى الشرطة ان يستعدي التلميذ وتنبيهه الى اقواله وافعاله اثناء تحية العلم وما يليق به من احترام ، وان كرر ذلك فيجب استدعاء ولي الامر ومعالجة ذلك اداريا كوقوه بجانب المياعد التربوي المكلف بالحراسة اثناء الاصطفاف لتحية العلم ليشعر انه مراقب من طرف الادارة والحراسة قبل استدعاء الشرطة .
ذكرتني استاذي بالمرحومين طيب الله ثراهما المرحوم الملحاوي الذي كان مديرا على مدرسة ابن طفيل والمرحوم بلشهب الذي كان مديرا على ثانوية عبد المومن ، عندما كانا يقفان في الساحة يعم الهدوء ويسود الاحترام . وكما يقول المغني – مشي غير ارواح وقول راني مدير – يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مع الاستمرارية في التكوين …
استاذي الفاضل، انا استغرب عدم مناقشة هذا الموضوع من طرف ذوي الاختصاص من السادة الاساتذة والمدرين اشكركم مرة اخرى على شجاعتكم واهمس في اذان الحاصلين على الدكتورة من اجل الترقية ماذا قدكتم لهذه الامة ؟ …
ننتظر المزيد في المستقبل القريب .