Home»Débats»« المنتزه الإيكولوجي »، تلك الكارثة!

« المنتزه الإيكولوجي »، تلك الكارثة!

2
Shares
PinterestGoogle+

مسكين ذلك الطفل، شقية تلك الفتاة، تعيس ذلك الكهل، سيؤو الحظ كل هؤلاء و كل من قادته أرجله إلى هذا المكان البائس الذي سُمِّيَ خطأً « منتزها إيكولوجيا ». ما كان يُفترض به أن يكون مكانا يقدم لزائريه طبيعة ساحرة خلابة و بيئة ذات بهاء و رونق تشرح الصدر و تدخل الغبطة على النفس أصبح ينفث في أرواح مرتاديه من الكآبة و الحسرة و الإشمئزاز ما يعكر صفو أوقاتهم لا محالة. أعجاز أشجار و شجيرات ميتة بالعشرات و نباتات زينة أخرى تلفظ أنفاسها الأخيرة، أما المساحات المعشوشبة فتحولت إلى هشيم يابس في جل أجزائها؛ و لا يستسيغ المرء هنا نشر صور هذه الكارثة البيئية لأنها مخلة بالحياء و تخدش الذوق العام، و كما في أفلام الرعب فهي صادمة و تؤثر سلبا على كل مشاهد رقيق القلب مرهف الحس.
كم كلف إنشاء هذا الفضاء جيوب المواطنين من ميزانية الدولة؟ هل على رأسه مسؤول يشرف على تدبير شأنه و يتحمل تبعات ما آلت إليه الأمور؟ و هل لهذا المسؤول – إن وجد – أعين تبصر الحجم المهول للضياع و قلب جريء ينتفض غيرة على هذا الملك العمومي فيحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الغير؟ و هل في بلدنا فوق هذا المسؤول مسؤول آخر أعلى رتبة منه يراقبه و يفتحص تسييره لهذا المرفق؟
كم من مقال كتب في هذا الموضوع؟ و كم مواطنا غيورا أشار إلى هكذا اختلالات في تهيئة هذه الحديقة و صيانتها؟ و كم من الصور نشرت لتوثيق الخراب الهائل الذي نشاهده؟ يبدو ألا حياة لمن تنادي! مضت الشهور و بدأنا نعد السنوات و لم يحرك أحد ساكنا و لا حتى خنصرا للوصول إلى حل ينقذ ماء وجه القائمين على الشأن العام أولا و يساهم ثانيا في نجدة هذا الفضاء. أين ممثلو الشعب من هكذا مشكلة ؟ أنتخبناهم أم انتحبنا لما صوّتْنا عليهم للدفاع عن قضايانا؟ لم نسمع عن واحد منهم انتفض و أقام الدنيا و لم يقعدها إلا بالتوصل إلى حل يحفظ هذا الملك المشترك لساكنة وجدة و هم من أهلها و ينوبون عنهم و من واجبهم الذود عن قضاياهم؟ الكل يغط في سباته العميق و لا أحد يكترث لبضع شجيرات تافهة و غطاء نباتي لا قيمة له.
يا للعبث ! المنتزه الإيكولوجي، فضاء جذاب و متنفس للوجديين! ألفاظ رنانة طنانة خداعة تهزأ من هذا الواقع المر الأليم. أين النزهة في قُحْلٍ يابس أجذب؟ و أين الإكولوجيا فيما تحول إلى كارثة بيئية بكل المعايير؟ و أين محطة معالجة المياه العادمة التي – و حسب الرواية الرسمية – كان يفترض لها أن تُزوِّد هذا « المنتزه » بالماء؟ صدقنا الحكاية و اعتقدنا أننا دخلنا باب التطور من مصراعيها باستغلال مزدوج يروم الفعالية في الحفاظ على البيئة و المحيط العام لعيشنا. أين نحن من هذا و الشجر والعشب و النبات يَإِنُّ عطشا و يموت إهمالا أمام مرئى و مسمع الجميع. فهل في المدينة رجل رشيد؟ و هل يدفع الاستحياء ضمائر من تقع تحت مسؤوليتهم هذه الحديقة للتدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. أملنا و رجائنا في الله كبيرين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *