الإقصاء المذل يكشف المستور و صدمة البنين ستبقى غصة في الحلق
بعدما حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات بجمعه لثلاث انتصارات من ثلاث مباريات (9 نقط)، أمام منتخبات قوية كساحل العاج وجنوب إفريقيا، تأهل الفريق الوطني إلى دور ثمن النهائي، ليعلن نفسه مرشحا فوق العادة للسير بعيدا في هذه المنافسة، حيث بدأت تكبر أحلام الجمهور المغربي في رؤية منتخب قوي ينسينا خيبات الماضي وما يؤكد هذا هو لقاء ثمن النهائي الذي أوقعنا مع منتخب بنيني متواضع الإمكانيات ليزيد بذلك اطمئنان المغاربة على منتخبهم.الكل أجمع على أن الأسود سيعبرون فخ البنين بدون عناء نظرا للإمكانيات المتباينة بين المنتخبين، لكن رقعة الميدان كان لها رأي آخر بل جعلتنا نعود إلى أرض الواقع ونضع أرجلنا في الأرض ونعترف أننا لا زلنا نعاني من خلل ما، رغم توفرنا على كم هائل من خيرة اللاعبين إفريقيا وعالميا يتقدمه الفتى الواعد حكيم زياش.
أسود الأطلس استهلوا لقاء البنين بضغط طفيف بينما لجأت منتخب البنين للدفاع بحذر شديد ، ليتجه الفريق المغربي للتمريرات القصيرة والبناء من الخلف. ففي الدقيقة الخامسة مرر حكيم زياش لأمرابط، الذي وضع الكرة أمام النصيري غير أنها لمست أحد المدافعين وخرجت بعيدا وجاءت فرصة أخرى للنخبة الوطنية خلال الدقيقة 16 حيث مرر بوصوفة لدرار أمام المرمى، لكنه فشل في ترويض الكر بعد تدخل المدافع البنيني.
وتواصل المد الهجومي للمنتخب الوطني المغربي حيث شهدت الدقيقة 28 هجمة مرتدة من الجهة اليسرى، وصلت الكرة لزياش أمام مربع العمليات الذي سدد بقوة لكن الحارس البنيني تصدى لها، أمام اكتفاء الخصم بالدفاع نظرا لقلة امكانياته الفنية.
لينتهي الشوط الأول بعجز مغربي في فك شفرة المنتخب البنيني العنيد دفاعيا.
خلال الشوط الثاني بدا أن منتخب المغربي يريد رفع الإيقاع ، حيث سنحت له فرصة بعد تمريرة جيدة من حكيمي، لبلهدة الذي سدد الكرة بدون تركيز. وأمام هذا الضغط المستمر من العناصر الوطنية جاءت عرضية من الجناح البنيني نحو معترك العمليات في الدقيقة 53، والتي وصلت لأديليهو، الذي سدد في الشباك محرزا هدف التقدم لبنين،أمام صدمة مغربية كبيرة ودفع هيرفي رينارد، مدرب الأسود، ببوفال بدلا من بلهندة لإعطاء شحنة لخط الهجوم الذي عانى كثيرا أمام التكتل الدفاعي لمنتخب البنين. وازداد ضغط منتخب المغربي كثيرا لإدراك التعادل، وفي الدقيقة 74 خرج درار ونزل بدلا منه مزراوي، بعدها بدقيقة واحدة انتزع بوصوفة الكرة من المدافع أديوتي الذي أراد الاستهتار، ومررها للنصيري الذي سجل هدف التعادل للمنتخب المغربي.
وواصل المنتخب المغربب ضغطه، عن طريق أشرف حكيمي الذي بدا نشيطا في الجهة اليسرى، وشكل خطورة على دفاع بنين، وسدد زياش ركلة حرة في الدقيقة 80، لكن الحارس ألاجبي تصدى لها.
وأجرى رينارد التغيير الثالث بإشراك أسامة الإدريسي، بدلا من أمرابط في الدقيقة 88.
وفي الوقت بدل الضائع حصل المنتخب المغربي على ركلة جزاء بعد عرقلة حكيمي، لكن حكيم زياش لم يفلح في تسجيلها ليلجأ الفريقان إلى الأشواط الإضافية التي عرفت ضغط كبير من المنتخب الوطني دون جدوى. وأهدر زياش فرصة سانحة للتسجيل في الدقيقة 117، بعد تمريرة من بوصوفة، لتنتهي المباراة بالتعادل 1 ـ 1، ليحتكم المنتخبان لضربات الحظ أو ضرباء الأعصاب التي عصفت بأحلام المغاربة بعد تضييع كل من سفيان بوفال ويوسف النصيري.
إلى هنا انتهى حلم المغاربة في معانقة الكأس التي غابت عن الخزينة منذ سنة 1976، ليبقى السؤال المطروح هو كيف تدبر الكرة في وطننا؟ وما هي العراقيل التي تقف في وجهنا كل مرة أردنا فيها تحقيق أهدافنا المسطرة؟ ومن المسؤول الأول عن هذه الإخفاقات؟
رشيد نشينش
Aucun commentaire