ساكنة عاصمة الثقافة العربية تعبر عن ارتياحها لمبادرة معالجة الحفر والأخاديد في شوارعها وفي نفس الوقت تعبرعن قلقها من حالة البلوكاج السائدة في مجلسها

محمد شركي

كنت قد وجهت  من قبل عبر هذا الموقع نداء إلى السيد عمدة المدينة من أجل معالجة بعض المظاهر السلبية التي لا تناسب اختيار حاضرة زيري بن عطية عاصمة للثقافة العربية ، ومن ضمن تلك المظاهر انتشار الحفر والأخاديد في  بعض شوارعها والتي ازداد عمقها بفعل التساقطات المطرية لهذا الموسم الذي نحمد الله عز وجل عليه حمدا كثيرا . ولوحظ مؤخرا أن الجهة المعنية التفتت مشكورة إلى هذه الحفر والأخاديد فعالجتها بالتزفيت . وقد عبرت الساكنة عن ارتياحها لهذه المبادرة إلا أن ما يروج  في أوساطها عن مجلس المدينة أنه يعرف حالة  » بلوكاج  » بسبب  خلاف أو سوء تفاهم بين الفرقاء المسؤولين عن تدبير شؤون المدينة . ومن شبه المؤكد أن سبب هذا الخلاف هو الصراع الحزبي بينهم . وساكنة مدينة وجدة جد قلقة من حالة البلوكاج التي يعرفها مجلسها، الشيء الذي ينعكس سلبا على سير الأشغال ، وانطلاق المشاريع  فيها خصوصا وأنها قد اختيرت عاصمة للثقافة العربية وزفّت عروسا بهذه المناسبة بين مدن الوطن العربي .

 وتهيب الساكنة بكل الفرقاء لبذل ما في وسعهم من  جهد وسعة صدر وتجاهل للذوات وللحزبية الضيقة والمتشنجة حرصا على مصلحة المدينة العامة . ومهما تكن الخلافات بين الفرقاء، فلا بد أن تبقى مصلحة المدينة العامة خطا أحمر بالنسبة للجميع . ولا بد أن يتجاوز الفرقاء كل خلافاتهم عندما يتعلق الأمر بهذه المصلحة المقدسة . وإذا كان الفرقاء يدعون جميعا حب هذه المدينة وحب ساكنتها ، ويظهرون التنافس في خدمتها، فعليهم أن يثبتوا ذلك بالملموس على أرض الواقع ، وأن يبادروا إلى إنهاء حالة البلوكاج .  والعقلاء الأكياس ينكرون ذواتهم حين يتعلق الأمر بالمصلحة العامة ، و من أجلها يمدون أيديهم  ولو للخصوم ، ويتحالفون حتى مع الشيطان كما يقال .

ومعلوم أن الساكنة لا تميز بين جهد هذا الفريق أو ذاك  أو جهد فلان وفلتان ،بل ترجع الفضل للجميع حين تتحقق مكاسب لفائدة المدينة ولا تبخس جهة أو فرد جهده  . وعلى الفرقاء أن يعملوا  أولا ابتغاء مرضاة الله عز وجل ، و ثانيا وفاء بما قطعوه على أنفسهم من عهد للتفاني في خدمة المدينة والجهة عموما وقد طوقت أعناقهم مسؤولية جسيمة السؤال عنها في الآجل أعظم وأدهى . وليس من المقبول أن تكون مشاريع شق الطرقات وتعبيدها وتزفيتها جارية على قدم وساق في عدة مناطق في الجهة ، و في المقابل لا تجد شوارع المدينة  من الزفت ما تسد به حفرها وأخاديدها المنتشرة فيها .

وعلى السلطات المحلية أن تتحمل مسؤوليتها لوضع حد لهذا البلوكاج بما يخوله لها القانون من إجراءات  وتدابير وألا تقف موقف المتفرج ، وعليها أن تخبر الرأي العام بالجهة المسؤولة عنه . وعلى أصحاب التأثير في كل الفرقاء من ذوي الأصوات المسموعة والمحترمة أن يبادروا إلى الجمع بينهم في مساعي حميدة  كما جرت العادة في عدة حالات  شهدتها المدينة عسى أن يتحقق ما تأمله الساكنة من انفراج يعود على المدينة وعليها بالخير .

وفي الخير نأمل أن نرى قريبا انفراجا يبشر بالخير. وإن يعلم الله عز وجل في قلوب الفرقاء خيرا يؤتيهم خيرا .