Home»Débats»الفايسبوك… مرة أخرى

الفايسبوك… مرة أخرى

3
Shares
PinterestGoogle+

فيما مضى، قبل عامين …بل أكثر، كتبت على موقع « وجدة سيتي » مقالا اخترت له  » ما أضيق العيش لولا فسحة الفايسبوك ! » عنوانا. كنت حينئذ حديث العهد قليلا بهذا العالم الأزرق. سجلت نفسي فيه بعد إلحاح من الأصدقاء ليكون جسرا للتواصل بيننا بعد أن مضى كل واحد منا الى حال سبيله. كنت معجبا بهذا العالم حدَّ الانبهار. كنت أرى فيه فضاء فسيحا للنقاش الهادف والتوعية والتثقيف …خصوصا إبان نفحات نسائِمِ الربيع في يومه العشرين.

لكن نظرتي لهذا العالم تغيرت، ليس بشكل جذري طبعا، لكن خفـتت حماستي وخفّت نسبيا رغم أن إفضال عالم مارك زوكربيرغ  علي كثيرة لا سبيل إلى جحودها.

 وعليه لا بد من الإشارة أن بعض التدوينات بهتت من كثرة التكرار والاجترار بما فيها تلك التي أعيد نشرها بعد أن يذكرني بها الفايسبوك مشكورا. وأخرى مكرورة ومنسوخة تتوسل الجيمات والتقاسم رغم تفاهة مضمونها وضحالة محتواها وكأني بها تُخرج الى الوجود علاقتنا مع التطور التكنولوجي الهائل. فهل أصبحنا نعيش عالم الجهل بتكنولوجيا عصرية؟ وبصيغة أخرى هل تساهم التكنولوجيا في نشر الفكر المتخلف؟

من جهة أخرى، بعض ما ننشره على حيطاننا وجدراننا أو ننتحله لا يشبهنا ، ليس صورتنا الحقيقية بل قد يعكسها بشكل مزيف وأحيانا يتعارض مع أفكارنا. هل هو تشوه نفسي؟

هذا بالإضافة الى أن هناك من اتخذ جداره الفاسيبوكي مطية يتصيد أخطاء الآخرين، ينقب عنها بدقة متناهية وحتى إن لم يجد فقد يختلقها ليجعل من صاحبها أو أصحابها فريسة وموضوعا مثيرا. فيما اتخذه البعض فضاء للتكاذب والاستعراض كوسيلة لتفريغ المكبوتات.

و مما استرعى انتباهي كذلك في هذا العالم العجيب هو أن صورة الشخص تنال من الإعجاب والحب أكثر بكثير مما تناله أفكاره. سواء كان هذا الشخص عاديا أو له مكانته العلمية أو الاعتبارية. أليست قيمة الانسان مرهونة بأفكاره وآرائه، ام الى الجحيم فلتذهب الأفكار؟

هذه الغابة الزرقاء كما يحلو للبعض ان يسميها، قد غيرتنا وغيرت حتى أسلوب التعبير عن مشاعرنا. أصبحنا نفرح، نحزن ونغضب الكترونيا. بالضغط -بكل بساطة- على الزر الموافق لأحاسيسنا!

لهذه الأسباب، وغيرها من مواطن القصور، تغيرت نظرتي لهذا الفضاء. ربما كنت أبحث فيه عن خلاص مزعوم لواقع مأزوم. وبالرغم من ذلك فإني لا زلت أومن بأن للفايسبوك وجها مضيئا لا بد أن يسود.

سؤال آخر وليس أخيرا  ألا يوجد فضاء آخر ممكن لبعض أحلامنا قد يكون أحمر أو أصفر…المهم أن يتسع لجميع أحلامنا وأوهامنا نحن  » المداويخ « 

حميد وشاني

لمن فاته قراءة المقال المُشارإليه أعلاه نعيد نشره لكل غاية نرجوها مفيدة.

الرابط:/national-article-108633-ar/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D8%B6%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%81%D8%B3%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83.html

                                            ما أضيق العيش لولا فسحة الفايسبوك !

تحية افتراضية لجميع سكان العالم الأزرق، وبعد   حدثنا شخص افتراضي قال:

ذات يوم من الأيام ،كنت أمشي في الطريق، صدفة التقيت بصديق.سألني عن أحوالي وأحوال العائلة ، وكل من له بي صلة ، من الأقارب و أفراد العائلة .

بعدها استفسرني عن حالة الحاسوب.أجبته على ما افترضته دعابة وممازحة ،بأنه  بخير وعلى خير ،سليم لا يشكو من علة .

مرت عدة شهور ،تعطل الحاسوب.حاولت معه فلم يستجب .فحصته لعله يكون تعرض لفيروس ، لكن دون جدوى. هل أصابه مكروه؟ لم أطق صبرا .انشغل بالي به.قلقت كثيرا.عرضته على تقني ذو اختصاص كما هو الحال عندما يمرض فرد من أفراد الأسرة.فالحاسوب كذلك  يُصاب بالعدوى ، يمرض ، يتعطل وقد يموت ،لا قدر الله ،حين يأتي أجله فلا تنفغ يومئذ نافعة.

أصبحت شديد التوتر سريع الانفعال .أعراض جانبية!!  لم أهْتدِ  إلى شيء يمكن أن يسُدّ أو يردم الفراغ الذي خلّفه. هنا تذكرت صديقي وكنه سؤاله عن صحة الحاسوب وما  كان يرمي إلىه ، فأيقنت أنه فعلا جزء لا يتجزأ من العائلة .هو عنصر ضروري لا غنى عنه.

ولأني لا أملك سوى هاتفا نقالا بليدا وكسولا من الجيل الأول ،لا يمكنه أن يكون للحاسوب بديلا، فلم أعد قادرا على التواصل عبر الفايسبوك.شعرت بالوحدة وسط الجميع. لاشيء و لا أحد قادر أن يقوم مقامه .بات الفاسيبوك ملاذا ومتنفسا وحيدا. إدمان !!

العيش في العالم الافتراضي بالنسبة لي أضحى أكثر يسرا وسلاسة من نظيره الواقعي.مثلا أستطيع أن أنشأ صداقة أو ألغيها (إذا طلع لي صاحبها في  الرأس) بضغطة زر فقط.أما في الحياة الواقعية فيحتاج الانسان إلى كثير من المداراة  و…و..

على حائطي أو من ورائه ، أنفلت من الرقابة ، أقول ما أشاء، دون خطوط حمراء كثيرة. أجرؤ فيه أكثر من الواقع.أفجر غضبي ، أسُب من أشاء من رئيس الجماعة حتى رئيس الحكومة ،مرورا بالوزراء واحدا واحدا. هو نعمة جاد بها علينا التطور التقني.فيه منافع كثيرة رغم أنه لا يخلو من بأس.أفلا  يستحق  إذن أن نجعل له يوما عالميا نحتفل به نظرا لما له من فضل علينا.صراحة ،أحيانا تومض في ذهني فكرة أنه علينا ان نقف احتراما لهذا الفضاء الأزرق من باب العرفان بالجميل .فبفضله أصبحت عندنا قوة اقتراحية ، مناضلون افتراضيون ،ورأي  عام مفترض.كما أصبحنا نسمع عن جيش الفايسبوك وكتائبه ، و عن معارضة فايسبوكية نشيطة تحشد وتشحذ الهمم لها دور أكبر من بعض الأحزاب المتقاعسة بل تتجاوزها أحيانا  بحيث أصبح يضرب لها سبعة وسبعون حسابا.من هذا المنطلق ربما  هناك من اعتبر الفايسبوك سلطة خامسة.

شخصيا ،غدا العيش في العالم الافتراضي كما سبق لي أن قلت لكم قبل قليل  أكثر يسرا وسلاسة من العالم الواقعي.استأنست بالحياة الافتراضية واستأنست بي حتى أني أحيانا أفترض أني تعشيت فأشبع.وافترض أني نِمت فيهجرني النوم وأهجره ، وقد يصل بي الحد أحيانا أن أفترض أني صليت…. أصبحت كثير الافتراض .أفترض مثلا أن سكان الفايسبوك الأصليون والملتحقون الجدد قد اتحدوا .أفترض أن زهرات  فبراير نمت من جديد وعاشت وانتعشت .افترض مثلكم أشياء كثيرة . أصبحت كائنا مُفترِض.أنا أفترض إذن أنا موجود . كوجيتو !!

أتواصل مع أسرتي الصغيرة ،رغم أننا نعيش تحت سقف واحد ،عبر هذا الفضاء الأزرق.أصرّف مواقفي وأمرّرها … وأبعث رسائل مشفرة وأخرى دون تشفير .

ولكي أتواصل مع نفسي أنشأت حسابا آخر.وهكذا أصبحت أسلم عَليَّ  أكلِّمُني ،اُخاطِبني ،  أناقِشُني ، اُعجِبُني اشاركُني ،أنتقِدني وأحيانا انكرُني. استلاب!! (aliénation ) وكادت هذه العادة أن تلتصق بي حتى خارج المنزل ،أكلم نفسي بصوت مسموع حتى أني أثير انتباه البعض.

تعطل الحاسوب مرة أخرى .لكن عوض أن أعرضه على اختصاصي عرضت نفسي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. اسماعيل
    03/05/2018 at 22:28

    الفايسبوك و كل ما حولنا أسلحة ذو حدين فنحن من نقرر كيفية استعمالهم للخير او الشر , فلا داعي للبحت عن دريعة لتبرير جهلنا و انانيتنا ووو…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *