من غريب الصدف ان تكون قد مرت عن الاتفاقية الاقتصادية والاجتماعية بين الدولة والنقابات 20 سنة ، وكان يمكن للشباب الذي يوجد داخل الحراك اليوم والذي ولد بعد الاتفاقية هو من يكون يقطف ثمارها لكن العكس هو الذي حصل ، فبمجرد امضاء الاتفاقية حتى دخلت المدينة موتا اكلينيكيا فمدينة جرادة اصيبت بالاختناق وغابت  التنمية المنتظرة واختفت البدائل التي لم تكن الا حبرا على ورق بينما بدأت تتهاوى احلام الساكنة فشباب ضائع بلا مستقبل يفني ايامه داخل آبار الموت … وارامل خادمات في  » اوراش  » تنقية فحم ، لصالح ما يعرف ب » الأباطرة  » ،  فالمرأة التي كانت بعيدة عن السيليكوز وجدت نفسها وابناؤها يتجرعون السواد يوميا من غبار الاتربة السوداء …

فجدوان صاحب العشرين سنة ربما ما كان يمكن له ان يموت بهذه الطريقة البشعة التي توفي بها وما كان هؤلاء الشباب الذي ولد بعد الاتفاقية ان يجد نفسه امام مستقبل مسدود ليس فيه الا رائحة الموت سواء قوارب الموت التي امتطاها الكثيرون او ابار الموت التي تبتلعهم بالتناوب ، حيث تحولت جرادة الى عنوان للموت والعذاب  في احلك وجوهه … لم يسلم منه الكبار والصغار والنساء …

ماذا يمكن ان يقول المجلس الأعلى للحسابات عن فشل الاتفاقية ، وماذا سيقول المجلس الأعلى للحسابات عن الطريقة التي تمت بها تصفية تركة شركة مفاحم المغرب ، ماذا سيقول المجلس الاعلى للحسابات عن الطريقة التي كانت تعطى بها التراخيص  » لاستغلال الفحم  » وبأية طريقة كان يتم الاستغلال والتسويق ، ماذا يمكن ان يقول المجلس الاعلى للحسابات عن الشكايات التي تقدم بها شباب جرادة حول نهب المال العام والذي كان قد وصل الى محكمة جرائم الأموال بفاس ، ماذا سيقول المجلس الأعلى للحسابات حول المشاريع التي لم يتحقق لها النجاح ومنها تلك التي حضيت بتدشين ملكي  » المستشفى الاقليمي والمحطة الطرقية وباقي المشاريع ، ماذا يمكن ان  يقول المجلس الاعلى للحسابات …