ساكنة سيدي لحسن ــ تنتفض ، وتنظم مسيرة مشيا على الاقدام من القرية الى عمالة تاوريرت
نظرا للتهميش الذي تعرفه قرية سيدي لحسن ومختلف الدواوير المكونة لها ، والتي تفتقر الى ابسط سبل العيش الكريم ، هي القرية التي لا يعرف جل المسؤولين موقعها على خريطة المغرب ، ولا اين تقع جغرافيا ، ولا يعرفون اي شيء عن معاناة ساكنتها اجتماعيا ، واقتصاديا ، وثقافيا ، هي القرية الصبورة التي تحملت اجيالها السابقة من ابائنا واجدادنا كل انواع الحكرة والتهميش ، والقمع ، بل هي القرية التي عرفت العديد من البطولات والملاحم ضد جيوش المستعمر ، وضحت بخيرات من رجالها وشبابها دفاعا عن كرامة الوطن ، رغم عزوفهم عن المطالبة ببطائق المقاومة وجيش التحرير ، محتسبين مقامتهم للمستعمر في سبيل الله والوطن والعرش ، وما زالت العديد من الوديان والجبال والتلال تعرف اسماء معارك دارت بين ساكنة القرية وبين عساكر الاستعمار واذنابه … هذه القرية تعرف فقرا مدقعا ، بل يمكن اعتبارها من افقر القرى في المغرب ، حيث هجرت سنوات الجفاف العجاف جل الساكنة حتى ان القرية اصبحت شبه مقفرة الا من الطبقة المعدمة التي لا تجد قوت يومها ، جفت العيون ، وغارت مياه لآبار ، واندثرت المواشي ، وانتشرت الأمراض ، وما عاد في القرية بقاء … الا من امل بعض الشباب المثقف الغيور الذين ابوا الا ان يعلنوها صيحة مدوية قوية في وجه المسؤولين الذين لا يخرجون من مكاتبهم المكيفة قائلين : كفى من الحكرة ، كفى من التهميش ، كفى من الاستهتار ، فنحن بشر مثل باقي البشر ….فنحن ايضا لنا الحق في خيرات المغرب ، لنا الحق في الصحة ، والماء ، والكهرباء ، والتعليم ، و,و,و…
ولاسماع صوتهم بقوة ابت ساكنة القرية شبابا وشيبا رجالا ونساء الا ان ينطلقوا في مسيرة » كفى للحكرة » من القرية الى عمالة تاوريرت مشيا على الأقدام ـــ حوالي 60 كلم ـــ مسيرة من تأطير مجموعة من المناضلين تنديدا بالأوضاع المزرية التي تعيشها الجماعة وردا على سياسة الآذان الصماء التى ينهجها المجلس القروي المتصارع حول الفتات ، وبعد سلسلة من المحاولات البائسة من « السلطات المحلية » لتشتيت و ايقاف المسيرة بوعود كاذبة ، أبى الشباب الغيور الا ان يواصل المشي على الأقدام ، وبعد قطع ما يقارب 40 كلم ..خرجت السلطات المحلية بمحضر موقع مفاده فتح حوار مع الساكنة يوم الاربعاء 09 غشت 2017 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا .
مما يعني ان المسيرة قد حققت النتائج المرجوة منها ، وان كانت نتائج مبدئية فقط في انتظار ما سيسفر عنه الحوار بين الساكنة والسلطات المعنية
ولنا عودة الى كل مستجد
1 Comment
لم يتسم الخطاب الملكي فقط بنبرة حادة تجاه المسؤولين والمنتخبين الذين عليهم تحمل مسؤوليتهم فقط بل كان وسيلة لتوعية الساكنة المقهورة والمهمشة التي تعيش في المناطق النائية والتي لا تتوفر على أساسيات العيش الكريم ، وإقاضها من سباتها وإعطائها الفرصة لتعبرعن غضبها بالوسائل المشروعة. بماذا سيجيب « منتخبو » سيدي لحسن الذين وصلو عن طريق صنادق الإقتراع ؟ ما قديناش ! ما عندناش ! ما حسابناش ! علما أنه من السهل على مثل هؤلاء اقتناء السيارات والإمتيازات الأخرى وإستعمال الأوباها على الفقراء والمساكين. كان من المفرود أن يركب هؤلاء دراجات نارية أو البغال إذا دعت الضرورة لخدمة الوطن و الصالح العام… اتقوا الله في وطنكم وفي أبناء قبيلتكم ياتجار الإنتخابات ! محمد بوعصابة /ناشط جمعوي ومتقاعد /الرباط