هل اصبح دور المجالس المنتخبة والمسؤولين هو دعم الحفلات والمهرجانات بالاقليم ؟؟
إن هدف المغرب من إحداث الجماعات المحلية منذ الإنتخابات الجماعية ليوم 29 مايو سنة 1960 ، هو تثبيت اللامركزية ، و تقديم خدمات القرب للمواطنين ، وذلك بنقل السلطة من ممثل الدولة الى رئيس المجلس الجماعي المكلف بتدبير الشأن المحلي على أحسن وجه ، رفقة باقي أعضاء المجلس عن طريق إعداد مخططات تنموية معقولة لمدة ست سنوات تخص الجماعة التي يسيرها ، وتهم المجالات الإقتصادية ، و الإجتماعية ، والثقافية ، والرياضية … الخ .
على المجلس الجماعي تحديد برامج إقتصادية واضحة ، و مضبوطة ، بتوظيف مواردها المالية ، و الجبائية ،في قطاعات الفلاحة ، والصناعة ، و التجارة و الخدمات ، و الحرف ، و تنمية مؤهلاتها السياحية ، مع تشجيع الإستثما ر بإ نشاء مقاولات صغرى و كبرى ، وخلق العمل الذاتي … الخ ، بالإضافة الى الإهتمام بالبنيات التحتية من طرق، و مسالك ، و قناطر، و قنوات الصرف الصحي ، ومد التجمعات السكانية بالكهرباء ، و المياه الصالحة للشرب ، وإصلاح الأراضي الزراعية ، و الإهتمام بالفلاحين وتشجيعهم للإستقرار في أراضيهم بدل الهجرة الى المدينة
. من المفروض على المجلس الجماعي نهج سياسة محلية حكيمة ، تسعى الى تحقيق الإستقرار الإجتماعي ، و الرخاء للسكان المنتمين الى الجماعة التي يسيرها ، عن طريق الإهتمام بالتعليم والتكوين ، ومحاربة الهدر المدرسي ، والعناية بصحة المواطنين بإصلاح المراكز الصحية ، و تزويدها بالأجهزة ، والموارد البشرية الكافية ، و كذلك العمل على محاربة الأمية، و الهشاشة و الفقر، و السكن الغير اللائق ، و تعويضه بسكن مناسب لذوي الدخل المحدود ، ورعاية اليتامى و العجزة ، و ذوي الإحتياجات الخاصة بإنشاء دورأو مراكز إيواء خاصة بهم .
ما قيل عن المجالس الجماعية يقال عن المجلس الاقليمي , ومجلس الجهة , ويحق لنا كسكان اقليم فجيج الذي يشكل اكثر من نصف مساحة الجهة الشرقية ان نتساءل عن حصة اقليم فجيج من التنمية , وعن حصتنا من صندوق دعم العالم القروي باعتبار ان العالم القروي يشكل 35/ في الجهة الشرقية, اين التنمية المجالية , وخلق الثروة , واستغلال الموارد الطبيعية المحلية لابداع انماط من المشاريع المذرة للدخل , سيما وان ارقام المندوبية السامية للتخطيط جد مخيفة , حيث يسجل اقليم فكيك معية اقليم جرادة اعلى معدلات الفقر والبطالة التي تتجاوز 18 / في حين نجد المعدل الوطني للبطالة هو 9.9 / .اين المخطط الاستراتيجي للتنمية للمجلس الاقليمي , الذي لا يتوفر الى الان على مقر , وعلى موارد بشرية واطر في المستوى للنهوض بالاقليم الذي يشكل استثناء في الخصاص مقارنة مع باقي اقاليم الجهة في مجالات شتى , وخاصة النقص الحاصل في الولوج الى الخدمات الاجتماعية كالصحة , والتعليم , والشغل .
لنخلص ونقول وكما يقول المثل الدارجي » اش خاصك العريان … » انه لا يعقل اليوم ان جماعات فقيرة , ومهمشة تنظم مهرجانات بمبالغ تفوق ميزانيتها , لا يعقل ان نجد مجالس وجماعات على حافة الافلاس في الوقت الذي ندعم فيه المهرجانات والحفلات والتي تقصى منها الطاقات , والفرق المحلية , على المجالس المنتخبة , والسلطات ان تلعب دورها الاساسي في الدفاع عن القضايا التنموية للاقليم و وليس الاحسان الانتقائي , ودعم الانشطة التي لا تشكل اولويات بالنسبة للاقليم ,وبالنسبة للمرحلة التي تمر منها بلادنا , ونرجو من المسؤولين وخاصة المتصرفين في المال العام ان ينتبهوا الى ان دعم الانشطة الثقافية والمهرجانات في كل بلدة يرتكز على فلسفة تنشيط المدن والقرى وخلق رواج اقتصادي , واجتماعي ينعكس على الساكنة , وليس تسمين جيوب الغرباء وجهات اخرى , واقليم فجيج يحتاج اليوم الى تنمية حقيقية والتركيز على الاساسيات التي تسبق الكماليات .
محمود حداد
Aucun commentaire