جامعة محمد الأول بوجدة : هل هو مقر رئاسة جامعة ام قاعدة لانازا ؟
ان اي زائر لمقر رئاسة جامعة محمد الأول بوجدة يقف مندهشا امام الباب الخشبي الضخم المغلق دائما باحكام ، والذي يوجد خلفه رجال غلاظ شداد من الأمن الخاص ، والذين يقومون بدورهم بالسهر على اسوار وحواجز ممغنطة من الحديد والزجاج تمنع اي شخص من الدخول الى مقر الرئاسة وعندما نقول أي شخص فمعنى ذلك حتى وان كان عميدا او مدير مؤسسة جامعية او أستاذا بالجامعة او طالبا او إداريا او او او
فمكتب السيد رئيس جامعة محمد الأول محصن تحصينا ، وكان الأمر لا يتعلق بمكتب رئيس جامعة وانما يتبادر الى ذهن الزائر وكأنه بمدخل » قاعدة لانازا » بحيث يستحيل الولوج اليه بسلاسة ، والباب الضخم دائم الاغلاق ، والحرس الذين يوجدون بالداخل قد يطلون عليك من الزجاج الداخلي قبل ان يفتحوا لك الباب الأعظم ، بحيث يستحيل الولوج الى مكتب السيد رئيس الجامعة دون سين وجيم من طرف حراس الأمن من قبيل هل لديك موعد مع السيد الرئيس ؟ واذا اجبت بالايجاب فلا يعني انك نجحت في الافلات منهم ومن الحواجز التي امامك ، بل ان الحرس يلجؤون بعد ذلك الى استعمال الهاتف والاتصال بجهة ما ، والاستفسار عما اذا كان سيسمح لك بالولوج ام لا … رغم الموعد …واذا نجحت في الاستنطاق ، » وسهل ربي » في المتصل به هاتفيا ، فانه ومع ذلك لا يمكنك تخطي الحواجز الزجاجية والحديدية الا بعد ان يستعمل الحرس الأمني البطاقة المغناطيسية ليفتحوا لك الباب …. اما اذا لم يكن لديك موعد فما عليك الا ان تعود ادراجك حتى وان كنت من اطر الجامعة وأساتذتها اوادارييها او طلبتها أو أو أو ، اما اذا كنت مجرد مواطن بسيط عادي ساذج مسكين درويش الخ …وتريد لقاء رئيس الجامعة لمشكل ما من المشاكل حتى وان كان مستعجلا او مصيريا ، او او او …فيعني انك يا مسكين لايمكنك ان تحلم بزيارة مكتب الرئيس ، ولا برؤية الرئيس ، ولا بالعثور على الرئيس ، لأنه يجب عليك اخذ موعد ، أما من سيعطيك هذا الموعد …فالله وحده اعلم ؟
يا سيادة الرئيس انها جامعة تربوية ، أكاديمية ، مركزا للتربية والتعليم والبحث ، والحوار ، والاشعاع ، يجب ان تكون منفتحة على محيطها ، وعلى العالم الخارجي ، وعلى مختلف المؤسسات والادارات والجمعيات بدون اغلاق الأبواب الضخمة ، او تشييد ترسانة من الحواجز المغناطيسية ، او الحرس الخاص ، يجب ان تكون الجامعة منفتحة على الخارج ، وبدون اي تحفظ ، لأن كل التوصيات تنادي بانفتاح الجامعة على محيطها ، فلا يمكن يا سيادة الرئيس لأية جامعة ان تخطو اية خطوة الى الأمام اذا كانت منغلقة على ذاتها ، متقوقعة داخل الأسوار المغناطيسية ، لا يمكن لأية جامعة ان تتقدم اذا كان لا يمكن للمواطنين ، والطلبة ، والأساتذة والأطر زيارة مكتب رئيس الجامعة بكل سلاسة وعفوية وبدون اي بروتوكول ، وهذا بالفعل ما يوجد في جميع جامعات العالم ، بحيث انه يمكن لأي كان ان يلج الى مكتب رئيس الجامعة دون ان يقف في وجه لا حرس خاص ، ولا حواجز مغناطيسية ، ولا حواجز حديدية ، ولا حتى موعد …
سيادة الرئيس الستم رئيسا لجمعية حماية المستهلك ، وتدافعون بكل استماتة على حقوق المستهلك ، وكان آخر ذلك حضوركم لبرنامج مواطن اليوم بقناة ميدي 1 ، الا يعتبر المنتوج الجامعي مادة للاستهلاك يجب ان يلج اليها المواطنون بكل سلاسة ، لماذا تحكمون اغلاق ابواب الرئاسة في وجه المستهلكين الأكاديمين والباحثين والطلبة والمثقفين و اصحاب المشاكل التربوية ووووو الا يعتبر ذلك استهلاك للمعرفة والمعلومة ومن حق اي مواطن زيارة رئيس الجامعة بدون اي موعد لأنه يريد استهلاك البحث العلمي والمعرفة ويساهم في الإنتاج الفكري لكن بدون حواجز
الا ترون ياسيادة الرئيس انه يمكن الولوج الى مكاتب العديد من الوزراء دون ان يجد في الممر المؤدي الى مكتب هذا الوزير او ذاك حواجز مثل الحواجز التي وضعتموها بمدخل مقر رئاستكم ، الا ترون انه يمكن الولوج بشكل سلس وعادي الى مكتب السيد الوالي الذي يعتبر ممثل صاحب الجلالة بدون اي حاجز زجاجي او حديدي او حرس خاص او بطاقة مغناطيسية …الا ترون انه يمكن الولوج الى مكتب السيد والي الأمن بدون ان يسألك رجال الأمن بالباب » فين ماشي وعلاش وكيفاش واش عندك الرونديفو ؟
السيد الرئيس هل تساءلتم مع نفسكم حول الانعكاسات الخطيرة لتلك الحواجز على عملية التواصل بينكم وبين مختلف مكونات جامعة محمد الأول من عمداء وأساتذة واداريين وطلبة ، بل وحتى الأجانب الذين يزورون مكتبكم ويصادفون في طريقهم تلك الحواجز والجدران الزجاجية والدواليب الحديدية التي توحي وكأنك لست بمدخل رئاسة جامعة بل وكأنك بإحدى محطات ميترو الانفاق بباريس او لندن او برلين …
السيد الرئيس ان نجاح اية جامعة ، ونجاح أي رئيس جامعة في مهمته لا يمكن ان يتحقق الا بعملية التواصل المفتوح والمنفتح مع كل الفعاليات وبدون أي حواجز او حتى بروتوكولات ، الا يمكن اعتبار هذا » التزراب » الذي تحصنون به مقر رئاستكم من بين العناصر التقييمية التي جعلت جامعة محمد الأول تتدحرج في سلم الترتيب الى اسفل سافلين ؟
السيد الرئيس خلال زيارة احد الوفود الأجنبية خلال الأسابيع الأخيرة الى مقر رئاسة الجامعة ـ وكان سبق لأحد أعضائه ان زارها خلال فترة احد الرؤساء السابقين ، ولم تكن هناك آنذاك اية حواجز ، ولما عاد أخيرا وهم بزيارتكم فوجئ بالحراسة المشددة وبالترسانة المغناطيسية ، وقف امام ذلك مشدوها دون ان يتماسك نفسه قائلا : » يا الاهي ماذا حدث ، لماذا كل هذه الحواجز …لا اصدق ما أرى ؟ »
انه السؤال الذي نتمنى ان تجيبوا عليه كل الذين يستنكرون وجود هذه الجدران المغناطيسية بباب مقر رئاستكم ، او ان تعملوا يا سيادة الرئيس بإعادة الوضع على ما كان عليه وتقوموا بإزالة هذه المهزلة ..وتحطموا جدار برلين هذا .
ولنا عودة الى موضوع آخر
Aucun commentaire