ما هو مصير التماسيح و العفاريت في البرنامج الحكومي المقبل؟
طيلة الخمس سنوات الماضية بتمامها وكمالها ،من عمر الحكومة الحالية التي تقوم الآن بمهمة تصريف أعمال يومية في انتظار تكوين حكومة جديدة من طرف نفس الرئيس القديم الجديد . وهي سنوات طويلة بالترقيم الشمسي و ليس القمري، جعلنا سعادة رئيس الحكومة نتحسس وجود العفاريت و التماسيح وكائنات أخرى غريبة تعيش في دهاليز الحكومة، وتنغص عليها حياتها في النهار و الليل. حتى أن الكثير من المغاربة بدأوا يشعرون بالهلع من وجود تماسيح بفكين كبيرين نشيطين في الطحن و البلع تتجول في كل مكان وفي كل المدن ، وهي كائنات متدربة على شم الفرائس عن بعد، وخاصة الفرائس التي توجد في الصناديق البيضاء و السوداء و الخزانات ، وتبحث في الخرائط الطبوغرافية لعلها تجد مساحة أرضية قد تسر الناظرين لتبسط عليها أجنحتها وأوزارها و أثقالها (لتلهفها ) وأهلها ينظرون . و للتماسيح أفواه كبيرة لا تنغلق إلا نادر، ويقال: إنها تبكي بدموع حارة على فرائسها العزيزة وهي تلتهمها التهاما في بلعتين (من فعل بلع و ابتلع بدون مرور على عملية المضغ و الطحن).
أما العفاريت التي يخاف منها سعادة رئيس الحكومة، فهي كائنات رهيبة ومخيفة لا ترى بالعين المجردة و لا بالميكروسكوب الالكتروني المجهري ،و لا بأية وسيلة للكشف و الرصد المعروفة عند الباحثين العالميين في الدول المتطورة في الأبحاث العلمية في العلوم الدقيقة و التشريحية، إنها كائنات لا يرى لها شكل ولا لون ، و لا يسمع لها صوت(صماء بكماء عمياء). وكان على سعادة الرئيس، الاستعانة في هذه الحالة،بالكهنةles sorciers و المنجمين وخاصة من إخواننا الأفارقة في أدغال الغابات الاستوائية، الذين لهم باع كبير وشهرة عالمية معترف بها في الكشف عن المستور وإحضار القوى الخفية والأرواح و الأشباح و الشياطين و العفاريت،لهم قدرة خارقة على مساءلتها و التحكم فيها عن بعد، و التأثير عليها .إنها قوى خفية لا ترى بالعين المجردة، و لكن يلمس أثرها. رئيس الحكومة عليه أن يستعين بهؤلاء الكهنة و المنجمين الافارقة، لعله يجد الطريق إلى التماسيح و العفاريت التي ظلت تطارده وتطارد إصلاحاته طيلة خمس سنوات متتالية وهي في حالة تلبس ،وهي متهمة أن جعلته فريسة الأرق و الكآبة،وكادت تعصف بحكومته في السنوات الأولى من ولايته .
رئيس الحكومة سيكون حكومة جديدة تمارس مهامها خلال الخمس سنوات القادمة، إن استطاع التغلب على طموحات ورغبات وشراهة وأطماع بعض الراغبين في الاستوزار و لهم هوس على الاستحواذ على خيرات البلد والهجوم على الغنائم و الامتيازات و الصناديق… وما أكثرهم؟ فهل يستطيع أن يجمع شمل الديناصورات و الثعابين و الغيلان إلى جوار التماسيح و العفاريت و الشياطين في مجلس واحد ؟
نتمنى أن يكتب له النجاح في ذلك .و لكن في الوقت الحاضر حكومة تصريف الأعمال هي حكومة(عاجزة و ميتة) مكلفة فقط بتصريف أعمال الدولة و المواطن إلى حين تكوين حكومة جديدة بوجوه جديدة – قديمة و ربما مع عفاريت وتماسيح جديدة أو متجددة…
وفي ظروف الانتظار العسيرة هذه، التي تشبه ولادة متعسرة قد يلجأ فيها الطبيب إلى ولادة قيصرية تفاديا للمشاكل و المخاطر و الآثار السلبية والجانبية،يتسابق رئيس الحكومة مع الزمن ،على مسافة ماراطونية لأجل الوصول إلى تفاوض متوافق عليه، مع أحزاب لها نوام كثر في البارلمان، لعله يحصل على الأغلبية العددية المريحة التي تمكنه من تمرير قرارات تعسفية أخرى، وكوارث اقتصادية إضافية، قد تجر الويلات و المصائب و الثبور على ما تبقى في جيوب المغاربة(أسوة بما فعلته الحكومات في مصر و اليونان في المواطن هناك ). وقد ترجعنا هذه القرارات الحكومية التعسفية إلى سنة 1945أي نهاية الحرب العالمية الثانية ،و التي كان يسميها المغاربة الذين عايشوا تلك الفترة (بعام الجوع) أي عهد عاش فيه المغاربة الفقراء الوطنيون وليس العملاء ، مع الجوع و القمل و البرغوث والبعوض والذباب و الضفادع و السل وسائر أمراض المجاعة و الطاعون و الجذري، وكل فيروسات الفقر المعروفة لدى الطب الغربي و المجهولة لديه لحد الآن.
لكن ما يهمنا من الموضوع الذي يؤرقنا كمواطنين ويدفعنا إلى طرحه ومناقشته هو البحث و التساؤل عن مصير تلك العفاريت و التماسيح التي عمرت في مكاتب ورفوف ودواليب و سراديب رئيس الحكومة مدة 5سنوات، وجعلت رئيس الحكومة يذكرها في كل خطبه دون أن تكون له القدرة و الفصاحة على نعتها بأسمائها الحقيقية خوفا من بطشها ؟
الأسئلة التي نطرحها للمناقشة كثيرة منهاهو:هل ماتت التماسيح و العفاريت موتة طبيعية لشيخوختها ،أم قضي عليها قضاء مبرما ونهائيا ؟
أم هي في سبات شتوي كسبات أهل الكهف تنتظر الفرصة و الظروف المواتية للاستيقاظ و التكاثر كما تفعل الجراثيم و الفيروسات؟
أم هل تنتظر تكوين حكومة جديدة لتفعل فعلتها وتجدد نشاطها في كل تقديم ميزانية جديدة، وفي كل تصريح حكومي جديد؟ فلعابها ينهمر فيضانا كلما رأت نفسها أمام المال…
أم لازالت محافظة على نشاطها وحيويتها كما كانت بالأمس ولازالت إلى اليوم ، وتمارس مهامها بنظام وانتظام وبنشاط مستمر بعيدة عن الأنظار الطفيلية و المتطفلة ؟
هل رئيس الحكومة في حالة عجز تام ؟ أم لم يتمكن من اكتشافها و فضحها؟
أم أن شيئا من هذا لم يكن(لا عفاريت و لا تماسيح ولا هم يحزنون)؟أي كانت الأمور عبارة عن جعجعة كبيرة ولم يكن هناك طحين؟
أم هي فرقعة إعلامية تبرر بها الحكومة وتغطي على عجزها و فشلها في حل المشاكل الاجتماعية؟
هل الحديث عن التماسيح و العفاريت يدخل في برنامج إقناع المواطن أن الحكومة تعاني من المظلومية و (الحكرة) وأن هناك جهات تمارس مؤامراتها في الخفاء و تعرقل عملها، وهي المسئولة عن الفشل الحكومي؟
وهل الكلام عن العفاريت و التماسيح سينال الحظ الوافر من خطب رئيس الحكومة في الولاية القادمة؟
في انتظار ما تكشفه الأيام خلال 5سنوات عجاف آتية مع الحكومة الجديدة، نتمنى أن لا ترهبنا التماسيح والعفاريت و الثعابين و الشياطين و الأشباح التي بلعت القديم و الجديد من المال و الغنائم ، و التي اكتسبت عبر التاريخ المناعة و الخبرة و الحنكة والحصانة نخاف أن تتسرب إلى ما تبقى في جيوب المواطنين وما تجده في حسابات الموظفين البنكية المغلوبين على أمرهم من أجل أن تلتهمها بشراهتها المعروفة.
2 Comments
إن التماسيح والعفاريت راهم طايرين بالفرحة لفوز بنكيران بولاية ثانية لأنه عفى عنهم في المرة الأولى و سيستمرون في نهب أراضي و خيرات البلاد و سرقة أموال الشعب. و ما غادي يتغير والو وهانا هانتوما.
ادارة الضرائب بوجدة توجد فيها هي الاخرى تماسيح وثعاببن بلعت القديم و الجديد من المال
العام واكتسبت الخبرة و الحنكة والحصانة-شي كيحمي ش- عند من المواطن يمكن لويشكي
فيــــــها الماكلة والطحين تسمصير بحال الجوطية فاتحين دكاكين مشي مكاتب -جيب انهارك امبارك
هدا ما اسس له مسؤولها الجديد ولد فلاج الطوبة البراني دهن السير بسير هو مكانش لي يكولو