من وجدة / قيدوم الصحافة والاعلام المغربي الأستاذ مصطفى العلوي يتحدث عن مجموعة من القضايا الوطنية والمحلية الساخنة VIDEO
على هامش الندوة التي نظمتها رابطة قضاة المغرب حول موضوع » العقار رهان التنمية » يوم الجمعة 15 ابريل الحالي 2016 بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة …اغتنمت الجريدة الالكترونية » وجدة سيتي » فرصة تواجد قيدوم الصحافة والاعلام المغربي الاستاذ الكبير مصطفى العلوي مدير جريدة الأسبوع لتنجز معه حوارا شيقا وعميقا حول بعض القضايا الوطنية والمحلية الساخنة ، والتي تطرق لها استاذنا الكبير سي مصطفى العلوي في سلسلته الاعلامية » الحقيقة الضائعة » بجريدة الاسبوع ، وهي السلسلة التي تعكس بعمق العبقرية الاعلامية الثاقبة التي يتميز بها مدير جريدة الاسبوع في قراءته لمختلف الاحداث والقضايا الوطنية والدولية …حتى انك وانت تحاوره لا تمل من حديثه ، وطريقة تحليله ، ومنهجيته المتميزة في قراءة الاحداث وتحليلها وتفسيرها …
في مسستهل هذا الحوار كان سؤال الجريدة الالكترونية » وجدة سيتي » للأستاذ مصطفى العلوي حول تميزه دون سواه من الكتاب والإعلاميين والباحثين بقراءة الاحداث المغربية الراهنة بمرآة التاريخ استنادا على مقولة الفيلسوف الألماني هيجل
» التاريخ يعيد نفسه » حيث كان جوابه انه بالفعل يؤمن بهذه المقولة لأن العديد من الاحداث التي وقعت في تاريخ المغرب القديم تتكرر خلال هذا العصر او ذاك بطريقة ما من الطرق ، ولهذا فان فهم مختلف الظواهر التاريخية المعاصرة من تاريخ المملكة
اذا كان العديد من القراء والمثقفين المغاربة يفاجؤون ببعض الاحداث التي تحدثت عنها في الحقيقة الضائعة ، فأقول ان كل ما في الأمر انني اقرأ كتب التاريخ بكثرة ، والمغاربة لا يقرأون تاريخ بلدهم لذلك عندما اتحدث عن بعض الأحداث وكأنهم يسمعون بها لأول مرة ، فانا ما قمت به هو انني فقط قمت باستنباطها من كتب التاريخ
يتطلب منا قراءة تاريخ المغرب قراءة معمقة ، غيرأن الاستاذ مصطفى العلوي استطرد قائلا ان تميزه هذا ليس بالامر الغريب ، انما الغرابة هو كون المغاربة لا يقرأون التاريخ ، وهذا
مشكل المغرب ككل قائلا : » اذا كان العديد من القراء والمثقفين المغاربة يفاجؤون ببعض الاحداث التي تحدثت عنها في الحقيقة الضائعة ، فأقول ان كل ما في الأمر انني اقرأ كتب التاريخ بكثرة ، والمغاربة لا يقرأون تاريخ بلدهم لذلك عندما اتحدث عن بعض الأحداث وكأنهم يسمعون بها لأول مرة ، فانا ما قمت به هو انني فقط قمت باستنباطها من كتب التاريخ لا غير وحاولت ان اكيفها مع الحدث الذي اناقشه في » ألحقيقة الضائعة » ، اذن فكل الاحداث التاريخية التي تحدثت عنها استخرجها من كتب التاريخ «
وفي ذات السياق أعاب مدير جريدة الأسبوع على الكثير من المغاربة نفورهم من قراءة الكتب التي تتجاوز 300 صفحة مثلا ، وهنا مربط الفرس والذي يتمثل في النفور من القراءة خصوصا قراءة كتب التاريخ المغربي ، معتبرا ان كثرة المواقع الالكترونية قد شغلت بالفعل المغاربة عن قراءة الكتب ، لذا فان نتيجة ذلك هو انه في المستقبل سيتكون لدى المغاربة جهل بالتاريخ وسيفاجئون عندما سيقرئون في جريدة من الجرائد فقرة من فقرات أي كتاب من كتب التاريخ ,,,,
كما اعتبر الأستاذ مصطفى العلوي ان الكتاب المغاربة يكتبون كتبا عن الفكر وعن العقل وعن قضايا أخرى ليست لها اية علاقة بالتاريخ
واعتبر الأستاذ مصطفى العلوي ان أسلوبه في الكتابة اعتمادا على الاحداث التاريخية تعتمد على السبق الصحفي، وتصيد الاخبار حيث لا يمكن لأي خبر الإفلات من قلم الأستاذ العلوي الذي اعتبر انه أيضا وبنفس الطريقة يتصيد الأخبار من صفحات التاريخ والانقضاض على الاحداث التاريخية التي لم يتم الانتباه اليها من قبل
وفي سؤال حول ما اذا كان الأستاذ مصطفى العلوي يمثل مدرسة إعلامية متميزة ، سواء في الكتابة الإعلامية او في قراءة الحدث التاريخي ، او في تحليله ، بل في منهجية الكتابة الصحفية حيث تعتبر منهجيته فريدة يمكنها ان تمثل مدرسة إعلامية متميزة …حيث أجاب قائلا : » أنا سعيد بهذا الحكم وبهذا الاستنتاج ، متمنيا ان يكون عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والقراء يفكرون بنفس الطريقة » …وان السبب في هذا التميز هو ان الراسمال الوحيد الذي يمتلكه هو القلم والكتابة والتفكير لا غير ، وهذا لابد ان يعطي نتيجة طيبة …كما يمكن ان تترتب عنه أيضا متاعب حيث سبق وان كان قلمه سببا في اعتقاله سنة 63 حيث اختطف في الرباط من طرف أجهزة الجنرال افقير آنذاك واقتيد الى مدينة وجدة حيث تم احتجازه في احدى الفيلات بوجدة في مؤامرة كادت ان تكون خطيرة على حياته لولا الالطاف الإلهية
كما اعتبر الأستاذ مصطفى العلوي ان هناك الكثير من المسؤولين في الدولة استفادوا هم أيضا من تجربته الإعلامية ، ومنهجيته في قراءة الاحداث وتحليلها واستخلاص النتائج منها …متأسفا ان الوحيدين الذين لم يستفيدوا من هذه التجربة هم الصحفيين
كما اعتبر الأستاذ مصطفى العلوي ان هناك الكثير من المسؤولين في الدولة استفادوا هم أيضا من تجربته الإعلامية ، ومنهجيته في قراءة الاحداث وتحليلها واستخلاص النتائج منها …متأسفا ان الوحيدين الذين لم يستفيدوا من هذه التجربة هم الصحفيين قائلا : » اننا كافحنا طويلا من اجل حرية الصحافة ,,,وانني دفعت ثمنا باهضا من اجل هذه الحرية ، و مطالبتي الدائمة بهذه الحرية خصوصا انني كنت من مؤسسي النقابة الوطنية للصحافة المغربية …ولما حصلت هذه الحرية وان كان ذلك نسبيا …حيث تأسست بعد ذلك العديد من الصحف ، ليتبين ان جل الصحفيين منشغلون بتنفيذ أوامر الذي يدفع اكثر وهذا شيئا مؤلما جدا ، لأنني كنت أتمنى ان يخرج جيلا من الصحافيين المغامرين الأقوياء الذين لا يضعفون امام المادة … لذا اتأسف جدا انه لم يخرج جيل من الصحافيين على شاكلتي «
وفي سؤال حول اعتبار الأستاذ مصطفى العلوي ان الجهوية تعتبرا خطرا على وحدة المغرب أجاب قائلا انه يعتبر ان خطط الاستعمار كانت دائما هي تفتيت الدول العربية الإسلامية وبلقنتها ، وهذا ما حدث بالفعل في التاريح الحديث والمعاصر ، حيث تم تقسيم السودان ، وأيضا مؤامرة تقسيم العراق هي في الطريق ، نفس الشيء بالنسبة لليمن وسوريا : » ان المغرب في حاجة الى وحدة … بمجرد ما تم الحديث عن الجهوية بدأت كل جهة ترفع رايتها ، وهذا امر خطير على وحدة المغرب «
اما بخصوص الطريقة التي يدار بها ملف الصحراء والتطورات الأخيرة التي عرفتها القضية الوطنية الأولى بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمخيمات المحتجزين بتندوف وما سمي بانزلاقاته اللفظية والحركية
اعتبر مدير جريدة الأسبوع ان هذا يؤكد مقولة » التاريخ يعيد نفسه » قائلا ان قضية الصحراء » اكلناها » يوم جاء الاستعمار وفصل الصحراء الشرقية عن المغرب وضمها الى الجزائر ، وبدلا من مطالبة المغرب بالصحراء الشرقية أولا ، قام بمطالبة الصحراء الغربية ، فكان ذلك خطأ تاكتيكيا واستراتيجيا ، لذا فالجزائر تعتبر ان المغرب بمجرد ما ان ينهي ملف صحرائه الغربية حتما سيطالب بصحرائه الشرقية ولذا فانها تسعى جاهدة لإطالة عمر قضية الصحراء المغربية الغربية بدعم الوليساريو بكل الطرق والوسائل المادية والدبلوماسية الجزائرية …وهذا ما دفع بأحد الزعماء السياسيين المغاربة بالقول » يجب الرجوع الى المصدر المنطقي المتمثل في ضرورة استرجاع الصحراء المغربية الشرقية لحل مشكل الصحراء المغربية الغربية » وهذا هو المنطق
وبدلا من مطالبة المغرب بالصحراء الشرقية أولا ، قام بمطالبة الصحراء الغربية ، فكان ذلك خطأ تاكتيكيا واستراتيجيا ، لذا فالجزائر تعتبر ان المغرب بمجرد ما ان ينهي ملف صحرائه الغربية حتما سيطالب بصحرائه الشرقية ولذا فانها تسعى جاهدة لإطالة عمر قضية الصحراء المغربية الغربية
اما فيما يتعلق بتدبير ملف الصحراء فاشار الأستاذ مصطفى العلوي انه ارتكبت فيه اخطأء كثيرة ، وقاتلة ، وبانكي مون هو أمين عام الأمم المحتدة لمدة 10 سنوات فما هو اللغز الذي جعله يصبح عدوا للمغرب اليوم بخصوص قضية وحدته الترابية ؟ فهذا يعني انه منفذا لأوامر اسياده ليس الا …هذا من جهة ومن جهة أخرى انه بعد المسيرة الخضراء ارتكب المغرب خطاء آخر يتمثل في عدم فتح أبواب التمازج بين أبناء الصحراء في الجنوب وبين باقي مناطق المغرب بحيث لم يقع ذوبان لأبناء الصحراء مع غيرهم من أبناء المناطق الأخرى بدلا من ابقائهم بالاقاليم الجنوبية ، كان يجب ان يحدث تمازج كلي لابناء الصحراء باخوانهم المغاربة في الشمال والشرق والغرب وفي الريف والأطلس ، اذن فالامتزاج الذي لم نفعله ولم ننجزه يعتبر من بين اهم أخطاء تدبير ملف الصحراء
ان الأمم المتحدة قد يطول صبرها وستطول مجاملتها … الا ان هذا الصبر وهذ المجاملة قد تنفذ في يوم من الأيام وقد تتصرف تصرفا خطيرا ضد وحدتنا الترابية
اما بخصوص استمرار الجزائر في دعم البوليساريو قال الأستاذ مصطفى العلوي » ان الشعب الجزائري يتمرد الآن ضد نظامه واجهزته ، وكذا ترد الأخبار فن نفس التمرد ضد البوليساريو… وان هناك تمرد جاهز وتمرد شعبي داخل المخيمات يريدون من ينقذهم من طغمة البوليساريو
وأتساءل : هل لم يحن الوقت لكي تدرس الدولة عن قرب مخططا اجتماعيا يعادل المخطط العمراني الذي تم في وجدة
«
وبخصوص معاينته لمدينة وجدة قال الأستاذ مصطفى العلوي » انني لم اقم بزيارة وجدة منذ اربع او خمس سنوات ، وفوجئت بالإصلاحات الكبيرة على هيكل وجدة وعلى بنياتها التحتية وشوارعها وساحاتها ….ففي مدينة وجدة بعض المناطق تذكرنا بمدينة جدة او باحدى المدن العصرية في العالم ولكن مقابل هذا ومن ناحية أسواق البلدية ستصدمك ظاهرة العاطلين وكثرة الشباب وأتساءل : هل لم يحن الوقت لكي تدرس الدولة عن قرب مخططا اجتماعيا يعادل المخطط العمراني الذي تم في وجدة «
انجز الحوار : قدوري الحسين مدير الجريدة الالكترونية وجدة سيتي
Aucun commentaire