أسرة محمد المسكيني: إلى الدولة الجزائرية المستقلة
رمضان مصباح الإدريسي
في إطار انشغالي المتواصل بالنوازل الجزائرية ،ماضيا وحاضرا،جمعتني مذاكرات تاريخية مع الحاج عبد القادر البوشتي ؛وهو ينتمي إلى بيت عريق من البيوتات البوشتية بالقنيطرة؛ وقد فتحت لي هذه المذاكرات – إضافة إلى مثيلاتها مع المقاوم الحاج الجابري، من نفس المدينة- مجالا واسعا لإثراء معرفتي،الوثائقية والنظرية، بالدعم الذي كان يقدمه المغاربة ،من جميع الفئات، لقيادات جبهة التحرير الجزائرية ؛التي كانت تتواجد بمدينة القنيطرة.
لقد سبق أن تحدثت عن الدعم الوجدي الأكيد لجبهة التحرير ؛والذي اتخذ أشكالا عدة :
*اقتسام المنازل مع العائلات الجزائرية.
*الدعم المالي للثورة.
*إيواء المجاهدين ؛خصوصا حينما يضيق عليهم المستعمر الخناق في جبال بني بوسعيد المطلة على وجدة.
*المشاركة المباشرة في عمليات المقاومة.
* سماح المملكة بإنشاء ثكنات كاملة لما كان يسمى جيش الحدود؛وقد كان تحت قيادة بوخروبة(هواري بومدين).
* الصبر على غطرسة الجزائريين ،مدنيين وعسكريين ،وتلمس الأعذار لكل ما كان يصدر عنهم في حق الساكنة الوجدية.
(في هذا الإطار يذكر أن بعض ديون هواري بومدين،الشخصية،لتجار وجدة وأحفير، لا تزال عالقة بذمته إلى اليوم)
اليوم ،إذ تمادت الجزائر في عدوانها وتحرشها بسيادة المغرب على جميع أراضيه ؛خصوصا وقد ظهر أخيرا ضابط جزائري كبير ،وهو يؤلب الانفصاليين،والمحتجزين، بمخيمات تندوف ضد المملكة – في فضح سافر للحياد الجزائري المزعوم في ملف الصحراء- تصر أسرة المرحوم صدقي محمد المسكيني على الإدلاء ،للتاريخ،بتواصيل المبالغ المالية ،الدعمية، التي كان الوالد والصهر يقدمها لأطر جبهة التحرير بالقنيطرة .
لولا كيد الجيران لما لجأت الأسرة إلى الكشف عن وطنية هذا الرجل ،ومغاربيته وأريحيته.
ولعل الكثير من الأسر المغربية بحوزتها مثل هذه الوثائق ،التي يجب أن تظهر للوجود ،حتى يعي الشعب الجزائري –خصوصا الشباب – مدى ما لحق تاريخهم من تزييف ممنهج ؛تغطية لعاهات دولة مستبدة ،أطاحت بشرعية القادة التاريخيين لجبهة التحرير ؛وسعت إلى بث الكراهية بين الشعبين، حتى تفكك جميع الروابط التي نسجت بين قيادات حركات التحرر المغاربية
Aucun commentaire