هذه المناصب تخلق فراعنة العصر الحديث
ما يجعل المواطنين يصابون بالدهشة و الانزعاج، و خاصة المتعلمين منهم، أنهم يسمعون، من خلال وسائل الإعلام الوطنية، أن وزيرا فلانا،أو مسئولا كبيرا أو رئيسا لمجلس النواب ،أدخل تعديلات على البناية التي هو مسؤول فيها ،ليصنع أو يأمر من خلال هذه التعديلات في بناية الإدارة أن يكون لسيادته وحضرته، ممر خاص به لوحده.بدون أن يسمح للآخرين الذين يشتغلون معه، أن يمروا من هناك.وهو ممر بني من عرق و مال الشعب و الأمة . وإنها هذه هي أولى الخطوات في درب التميز عن الآخرين،و طريق إلى الاعتقاد انه هو كبشر ، و مكانته، ليست من طينة البشر الذين يراهم في الطريق و يتحدث إليهم بالأمر.و كأنه من فصيلة، لا تذهب إلى المرحاض، لتفرغ ما في بطنها من أوساخ الدنيا و روائح نتنة (شرف الله قدركم).
و حتى القرارات التي يتخذها أو يقترحها- تكون في الغالب الأعم- على مقاسه هو،و لا تمس الفئة العريضة من المواطنين. بل انه يخيط قرارات، حسب وضعيته الاقتصادية، و نمط تفكيره الموغل في الأنانية و النرجسية، وقناعاته الشخصية و تصوراته ،التي لا تعتبر وجودا للآخرين. و كأن الوظيفة التي عين فيها، خلقت له وحده،ليبسط غروره و تعاليه وتكبره على الناس، ( وقد قال حكماؤنا البسطاء منذ الأزل »ما تكبر غي الزوبية » (أي مكان طرح الأزبال) شرف الله قدركم).
و قد نجد من يحمل هذه الأفكار و المعتقدات الفرعونية،أولئك المسؤولين الذين يحملون جنسية مزدوجة. و هم لا يضمرون و لا يعلنون ولاؤهم للوطن، الذي يشغلهم، ومنه يسترزقون، و يأكلون خبزه، و يشربون من مائهن و يستنشقون هواءه، بل ولاؤهم للوطن الثاني الذي يحملون جنسيته.وهم عندما يملأون جيوبهم، يتنكرون لهذا الوطن، الذي أواهم و أطعمهم. بل يتنكرون
حتى لآبائهم …
هم –فراعنة العصر الحديث-لا يرون في هذا الوطن العزيز، إلا منجما للذهب، أو بقرة حلوبا، و عندما ينضب حليبها، يتنكرون للجميل وللوطن و للأمة و للمواطنين. وبهذا يظهرون جحودهم.
وهم ،لا يرون في المواطنين، إلا أنواعا من البشر الغريب والمتخلف و البدائي(العروبي)، أو أنواعا من الحيوانات بقرون، و بدون جهاز عصبي .
أليس مثل هؤلاء هم فراعنة العصر الحديث؟؟.أليس المنصب هو من خلق و يخلق فراعنة على الدوام ، شبيهة بفراعنة العصر القديم؟؟ .
فلا عجب أننا ،قد ننتظر منهم، أنهم سيقولون يوما-سرا أو علانية- ما قاله فرعون موسى عليه السلام لقومه ((أنا ربكم الأعلى)). وكما قالها من قبل، الملك(و قد قيل أن اسمه النمرود) في عهد سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء وقد ادعى أنه اله و »أنه يحيي و يميت » .
انتاج : صايم نورالدين
Aucun commentaire