الطريق المستقيم و المنطق السليم
يقول أهل الرياضيات و الهندسة الرياضية ا اقصر الطرق هو الطريق المستقيم.وهنا يلتقي الدين الإسلامي طبعا مع هذه القاعدة العلمية.فالطرق الملتوية كثيرة و متعددة.و لكن الطريق المستقيم واحد فقط.و في الهندسة الأقليدية و التي يطلق عليها بعض المؤرخين بالهندسة التقليدية كانت ترى أن الخطين المتوازيين لا يلتقيان.ان الرياضيات اليونانية كانت تنطلق من أساس فكري-كان صحيحا في ذلك الوقت لأنه كان مبنيا على الحواس :وهو أن الأرض مستوية. كما ا ن أهل المنطق يسيرون في نفس الاتجاه وهو إرساء قوانين للتفكير السليم منها قانون الهوية وقانون عدم التناقض و قانون أو مبدأ الثالث المرفوع و استعانت ببراهين عقلية يعرفها من كان يدرس الفلسفة(في شعبة الفلسفة كانت مادة يدرسها الطلبة يطلق عليها »المنطق) أو الرياضيات…
كل تفكير إنساني خاضع للمنطق.و المنطق يقتضي الحياد حتى يصل إلى الموضوعية.فالكتاب في جريدة (وجدة سيتي) و انأ واحد منهم و أتكلم من قناعتي الشخصية و حريتي الفكرية:لا نمجد الأشخاص و لا نقدسهم كما يفعل أهل الأحزاب السياسية، فكل شخص هو سيد نفسه و لا يمكن أن يكون عبدا للآخر كيفما كان نوعه و ماله وطبقته و فكره… ما دمنا أننا اخترنا بقناعة و اقتناع أن لا نكون إلا عبيدا للخالق مولانا و إليه المرجع و المصير و الحساب.
.و لسنا مستعدين أن نمنح فكرنا أو قلمنا لمن لا يستحق. و لا نستأجر و لا نرتزق مما نكتب،و لا نبيع ولاءنا للأشخاص أو لجهات إلا لجهة الوطن الذي فيه ولدنا و فيه نحيا و فيه نموت، و منه نبعث أحياء عند الخالق الكريم …
و نحن قبل كل شيء لا نصنف أنفسنا من الصحافيين، لأننا لسنا صحافيين مختصين في الكتابة الصحافية التي لها جنودها وأبطالها الذين يخوضون المعارك كل يوم … بل من كتاب بسطاء يقرأون من منابر عدة من جرائد الكترونية وورقية و منابر وقنوات إعلامية عالمية و من كتب و مجلات كما يفعل كل المتعلمين و خاصة من المدرسين حتى لا تكون معلوماتهم في خبر كان حتى لا يكونوا آخر من يعلم…و نبدي تفكيرنا و تعليقنا وملاحظاتنا و تحليلنا و نقدمه للناس كمساهمة منا في نشر السلعة الفكرية لمن أراد أن يطلع عليها.لا اقل و لا أكثر ،و نحن قبل كل شيء أناس محايدون ننشد الموضوعية ونتمسك بحريتنا الفكرية…
لا نكون مع من يمنح البرلمانيين كل الامتيازات من الفنادق و المطاعم و اجهزة الاتصال و السيارات الفارهة و التعويضات عن المكالمات و الأسفار داخل المغرب و خارجه…و…و لن نكون مع من يمنح العلاوات و الامتيازات و والوظائف الأشباح المبالغ فيها لبعض الناس و بعض لأطر في بعض الوزارات.
و لسنا مع من يمنح الطلبة الأساتذة المنح ، و يمنع طلبة آخرين في المعاهد المتخصصة منها ، و الذين يستنزفون ميزانية أسرهم.و لا مع منح بعض الطلبة في الجامعات وحرمان البعض الآخر:أليسوا مواطنين ؟(خاصة عندما نجد المنحة تعطى لمن لا يستحق ).
و لا نمنح الفكر و القلم لمن يرصد الاختلالات في الصناديق ذات العلاقة بالمواطنين (من جراء سرقتها أو تبذيرها أو إهمالها) و لا يحاسب من كان السبب في إفراغها؟و يسوق لنا مبررات أنهم من الأقوياء المتغولين .و عوض ذلك يتوجه إلى الشعب المسكين هو من يؤدي فاتورة الاختلالات في كل شيء.؟؟؟
لسنا مع منتخبين كل همهم أن يشتروا السيارات الجديدة من المال العام لينقلوا عليها إفرادا من أسرهم و يستعملونها في أوقات العطل والمناسبات الدينية، و المحرومون من الشعب(و ما أكثرهم) لا يجد إلا المزابل منها ا يقتات، و لا يجد من المبيت إلا الطرقات؟؟ ….
و لسنا مستعدين أن نمدح من يرى المنكرات ، و لا يقول اللهم إن هذا لمنكر:أن يدافع بعض البرلمانيين عن تقاعدهم و الوزراء كذلك ،و يتصرفون في المال العام (وزير الشكلاط ووزير غرفة النوم ووزير الكراطة و وزير العلاوات الخ) أليس هذا من المنكرات؟ ….
أن يساهم بعض المسيرين في إفلاس مؤسسات ذات منفعة عامة(الماء و الكهرباء و صندوق التقاعد و صندوق الضمان الاجتماعي …) و لا يحاسبون (لأن هناك من يظلهم) ويبذرون أموالها في العلاوات و الاحتفالات والامتيازات و الأسفار و لا يوجد من يحاسبهم .كل هدف هؤلاء أن تفلس هذه المؤسسات من أجل عرضها و بيعها للقطاع الخاص …أليس هذا من المنكرات…؟
أن يفلس قطاع الصحة وقطاع التعليم و يزيد منسوب البطالة ليصل أرقاما مخيفة ،و أن تصل المديونية الخارجية مستوى مرعبا يخيف حتى المهنيين و المختصين في الاقتصاد، فهذا أمر لن يقبله و لن يصفق له إلا متملق ومتسلق و مقتنص للفرص، وباحث عن المناصب و المكاسب و المنافع…
أليس هذا أيضا منكر؟
فأينما يوجد المال،فالقناصون موجودون…(إذا رأيت الضفدعة فان الثعبان ليس ببعيد، وهو مثل فرنسي اطلعنا عليه من أساتذتنا الفرنسيين)…
نعلن لأنفسنا أن ليس لدينا اللسان الذي يطبل ويزمر و يغني و يرقص للانتصارات الخيالية والخطب الفارغة التي تدون على الورق فقط… فمصيرها سلة المهملات …
و نعيد لسنا أقلاما مأجورة لأي جهة إلا لجهة الولاء للوطن،لا نريد مدحا لأحد إلا منا مدحته أعماله و لا نريد قدحا لأحد إلا من قدحته أعماله، و لا فرق عندنا بين عمرو و زيد و لا بين فلان وعلان… ولا نريد فتنة و لا اضطرابا في الوطن كما يتهمنا البعض، فكلنا مسؤول عن الوطن و كل من الموقع الذي يشغله… بل ما نريد إلا الأمن و لامان و العدالة الاجتماعية و العدالة في توزيع خيرات البلد كما شار إلى ذلك قائد البلاد يكررها في كل مناسبة.ونريد الاستفادة لعامة الناس من التعليم و الصحة و العمل و الحرية الفكرية الملتزمة و المحترمة للقانون و قواعد المجتمع، و العيش الكريم اللائق بالبشر المحترم لبشريته …
الكرامة و الوطن للجميع…
و نقول أخيرا مع الناس الطيبين الطاهرين و المخلصين للوطن في أي موقع وأية جهة (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)، ونقول أيضا ما قاله عمر بن الخطاب لابن عمرو بن العاص »متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتم أحرارا »
فاللهم اهدينا إلى صراطك المستقيم، و لا تجعلنا من الضالين الظالمين المعتدين. والسلام على من اتبع الهدى و الرشاد..
و شكرا للقائمين على هذا المنبر الحر على سعة الصدر لكل أصناف و اتجاهات الكتاب….
انتاج :صايم نورالدين
Aucun commentaire