وقف حمار الشيخ في العقبة
تلك حكاية من حكايات المدرسة التقليدية ،و بالضبط في المراحل الاعدادية لتلك السنوات الجمرية و الرصاصية التي كانت تبيح للمدرس أن يعلق التلميذ من قفاه، أو يضربه في أي منطقة من جسمه فكل المناطق مستباحة من الرأس و العينين و شد الأذنين و الصفعات على الوجه بلا رحمة و لا شفقة، غير واع سيادة المدرس بالنتائج الصحية و النفسية لهذه الاعمال الوحشية بالمنظور المعاصر(منظور حقوق الانسان و حقوق الطفل). و كأن معاملة تلميذ الأمس كانت تشبه في ملامحها و صورها معاملة الانسان في هذه المنطقة الشرقية(للحمار و البغل و حتى الأحصنة التي تجر العربات في كثير من الحالات).انسان المشرق يتميز بسخونة الرأس و حرارته المرتفعة كلما زادت درجات مقياس (النرفزة)عنده.فنذكر أننا نشبه جيراننا العرب على الحدود الشرقية.هم ايضا شعب من فصيلة الرأس يغلي من الحرارة. و قد اعترف لهم بهذه الميزة السيد رئيس الجمهورية حاليا.
و لهذا لا نلجأ هنا في منطقتنا الشرقية الى التفاوض و مناقشة الأمور بهدوء كما يفعل أهل فاس مثلا ،التي دفعتنا الدراسة الى جامعتهم، ومعاينة كيف يتصرفون في أوقات الضغط المرتفعة: انهم يسبون و يلعنون و يهددون و يسكتون…و كفى.. وكفى المؤمنين شر القتال،و قد يتصالحون في الحين عندما يتدخل أهل الخير و الاحسان، و يقبلون بعضهم بعضا و يتصافحون… و كل واحد ينصرف صامتا الى حال سبيله(جنان السبيل لهم.. شي الله آ مولاي ادريس).و كل واحد يشق طريقه الى منزله سالما غانما ،لا يحمل جسمه أية علامة للجرح أو الدم أو الاغماء أوبملابس ممزقة… أهل فاس الطيبين وهم اهل الطرب الاندلسي، يعرفون كيف يدبرون صراعاتهم ،و تنتهي دائما بالتعادل 0 ل0 (لا غالب و لا مغلوب ،و الكل مرتاح للنتائج …بخلافنا نحن أهل المشرق و اخواننا على الحدود الشرقية،كل المشاكل لا تحل بالكلام و لا بالزعيق و الصعيق و الشتم و السب، فتلك من توابل المخاصمات،ومن مقدمات المصارعات.فسرعان ما يختلط الحابل بالنابل و تستعمل كل الوسائل(كما في الاقتصاد الميكيافيلي: كل الوسائل مشروعة لبلوغ الغاية، منها اللكمات و الركلات و العصي و الحجارة و الآن تستعمل الخناجر و السيوف). ليس المهم أن تتم المنازلة بالسلامة للجميع، بل المهم من المنتصر و من المنهزم و من الغالب و من المغلوب؟ ومن يبكي كالمرأة و من يضحك كالبطل؟حتى لو كان المنهزم يرحل الى الدار الأخرى، أو ببطن مفتوحة ،أو بفتحة على المحيا أو… المهم أن يموت رجلا واقفا لا حثالة؟؟؟
في مشروعات المنازلة عند اقوياء الشرق في هذا العصر(عصر العولمة و الانفتاح على كل أشكال المخدرات)، لا حلول الا بالخناجر؟
هو مجتمع يؤمن بالعنف،حتى في الأسرة حيث كان الصغار في ذلك الوقت يسمعون صراخ و عويل و نحيب النساء و هن يضربن من أزواجهن(تلك كنت علامة تجارية للرجولة الحقيقية و ليست المزيفة).حتى أن الأب الذي لا يضرب بناته وأولاده و زوجته لا يسمى رجلا حقيقيا بل رجلا مزيفا.
كان المدرس في الماضي يطرح سؤالا على جميع التلاميذ ،الذين يرفعون أصابعم للاجابة.و عندما يختار المدرس واحدا منهم، و يبدأ هذا الاخير في تقديم نصف الاجابة الأولى و يتلعثم في النصف الثاني، أي يفكربتلعثم من شدة الخوف ،في النصف الآخر من الجواب… يعلق المدرس قائلا » وقف حمار الشيخ في العقبة »…
و كل سالك سبيل نحو العقبة يتوقف لاسترجاع الأنفاس حتى يستمر في المسير…لأنها العقبة و ما أدراك ما العقبة؟.
و لكن حضرة المدرس المغربي لا يعلن و لا يكمل قصة الشيخ الذي وقف حماره في العقبة. ماذا صنع الشيخ مع حماره المتوقف؟هل ضربه ضربات موجعة توقظه من العياء و تنشطه من تعب الدنيا و مصائبها ؟أم هل شتمه؟هل انتظرو صبر على تعب حماره حتى يسترجع أنفاسه و يكمل المسيرة؟
توقفت الحكاية في نصفها،أما شطرها الثاني ترك للتعليقات و التأويلات و التفسيرات.كل واحد يفسر على ليلاه.
لم لا تكون في تمرين كتابي على الشكل التالي يعطى للتلاميذ: أكمل القصة التالية: وقف حمار الشيخ في العقبة…حلل و ناقش…؟؟؟
سمعنا باحتجاجات الطلبة في كلية الطب بجميع المدن التي تتوفر فيها هذه الكليات…..احتجاج سلمي على القرارات المجحفة في حقهم من طرف وزير الصحة التقدمي الاشتراكي، ومن طرف الحكومة و رئيسها ووزير التعليم العالي….كانت الاحتجاجات سلمية و مسالمة،و لكن صدر الأمر الى رجال الهراوات الصلبة للتدخل لانهاء الاحتجاج بأية نتيجة(الضرب و الجرح و الاعتقالات، وهي موجودة و مثبتة و موثقة بالصوت و الصورة
علاقتنا بحميرنا هي علاقة الانسان العربي بالانسان في الوطن العربي العزيز في وطننا سمعنا باحتجاجات الطلبة في كلية الطب بجميع المدن التي تتوفر فيها هذه الكليات،و صورت مشاهد فيديو لطلبة كلية الطب بالرباط وهم في حالة احتجاج سلمي على القرارات المجحفة في حقهم من طرف وزير الصحة التقدمي الاشتراكي، ومن طرف الحكومة و رئيسها ووزير التعليم العالي… .كانت الاحتجاجات سلمية و مسالمة،و لكن صدر الأمر الى رجال الهراوات الصلبة للتدخل لانهاء الاحتجاج بأية نتيجة(الضرب و الجرح و الاعتقالات، وهي موجودة و مثبتة و موثقة بالصوت و الصورة في بعض المنابر الاعلامية الرقمية أو الاكترونية).و نفس الأمر حدث للسكان في مدينة طنجة عروسة الشمال ياحسرتاه على العباد؟ حيث خرج السكان محتجين ليلا على الفاتورات العالية و الغالية في أثمان استهلاك الماء.و طالب السكان الذين اتفقوا على اطفاء المصابيح الكهربائية في الطرقات و المنازل كوسيلة من وسائل الاحتجاج،برحيل الشركة المستغلة (أمانديس).و تمركزت الحشود وسط المدينة رافعة شعارات منددة بارتفاع أثمان الفاتورات الخيالية.
تصرف رجال الهراوات من قوات التدخل السريع بنفس الطريقة التي استعملت في كلية الطب بالرباط :اقتحام الحشود باستعمال الضرب بالهراوات . كما استعملت خراطيم الماء لفك ارتباط المحتجين.
حمار الشيخ وقف في العقبة لا يدري كيف يكمل المسير.و لكن السكان و الطلبة ايضا وقفوا مذهولين كيف يواجهون بالركلات و الضربات بالهراوات و بوابلل من الشتائم و هم المسالمون؟
و نفس الأمر حدث للسكان في مدينة طنجة عروسة الشمال ياحسرتاه على العباد؟ حيث خرج السكان محتجين ليلا على الفاتورات العالية و الغالية في أثمان استهلاك الماء…..تصرف رجال الهراوات من قوات التدخل السريع بنفس الطريقة التي استعملت في كلية الطب بالرباط :اقتحام الحشود باستعمال الضرب بالهراوات . كما استعملت خراطيم الماء لفك ارتباط المحتجين.
كان من الممكن اخذ احتجاجات السكان بعين الاعتبار و دراسة المشكل لأجل الوصول الى حل كما تفعل كل الدول التي تتخذ سبيل الحوار وسيلة ، لا ان تلجأ في كل مناسبة الى الهراوات .
العصا ليست من الجنة كما يعتقد بعض الناس بل العصا تولد العصيان…و الظن بأن هذه الطريقة هي الحل ظن للعاجزين و الفاشلين من وزراء الامة المتدينين. هو عجز و فشل في ايجاد حلول مرضية. والى متى سنظل نعامل المواطنين كما يعامل الشيخ الذي وقف حماره في العقبة؟…أليست حقوق الانسان سوى عباءة نستر بها عوراتنا في وقت السلم و السلام ،بينما في وقت الحرج، فلا حرج أن نخرج الهراوات للرؤوس الساخنة التي تحتج على واقعها المزري أو على مشاكلها التي لا يبذل المسؤولون أي جهد لحلها بالحوار و النقاش البناء؟
نحن أهل الحوار أم أهل الهراوات المحترمة؟.أليس شعارنا هو:الهراوة هي الحل الديموقراطي لحقوق الانسان كما هي متعارف عليها دوليا ؟.اليست الهراوات هي الحلول السريعة، في كل مناسبة يحتج فيها الانسان المغربي على واقعه المزري؟…فلا احتجاج مع الهراوات…
نعم . لسنا أهل النقاش و الحوار بيننا في الأمور المستعصية ،فهل ناقش الشيخ حماره في توقفه في العقبة؟ نحن أهل الحوار أم أهل الهراوات المحترمة؟.أليس شعارنا هو:الهراوة هي الحل الديموقراطي لحقوق الانسان كما هي متعارف عليها دوليا ؟.اليست الهراوات هي الحلول السريعة، في كل مناسبة يحتج فيها الانسان المغربي على واقعه المزري؟…فلا احتجاج مع الهراوات…
انها الديموقراطية الهراواتية و الشفافية العمودية بالعالم الثالث في العهد المعاصر…حلل و لا تناقش؟ أو من الأحسن أن لا تناقش و لا تحلل؟
انجاز:صايم نورالدين
Aucun commentaire