غزوة أُحُد، بأكاديمية الرباط
رمضان مصباح الإدريسي
الثانوية الشبح:
في غزوة أحد ،حسب رواة السيرة،يقلب الرماةُ نصرَ المسلمين هزيمة ؛إذ استعجلوا الغنيمة ،قبل تثبيت النصر على المكيين بقيادة أبي سفيان ؛مخالفين بهذا خُطط القتال التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم،ومن أهمها ملازمة الرماة للجبل الذي يُنسب اليوم لهم.
يومها أحاطت السيوف الكافرة بالمصطفى، ونالت من جبهته الكريمة، وأنفه ورباعيته،ونادى من استعجل ،بدوره ،الفرحة،ألا إني قتلت محمدا.سيعتبر المسلمون أن هذا النداء كان من الشيطان.
هذا عن أُحُدِ السنةِ الثالثة للهجرة؛ودولة الإسلام المدينية لم تتجاوز مرحلة التأسيس..
فماذا عن أُحُدِ مدينة سلا؟
الثانوية الشبح التي جعلتها غزوة ذات التماسيح، تقطع جميع المراحل التي رسمتها مدونة الصفقات العمومية ،في حين أبت عليها ذات العفاريت ألا تفارق الشبحية لتصبح ،فعلا،ثروة تربوية مادية ،تستفيد منها الساكنة السلاوية.
يحصل كل هذا في مغرب السنة الستين بعد الاستقلال؛وهو بكامل مؤسساته ،وترسانته القانونية ؛إضافة إلى المدونة المذكورة التي صار لها فقهاء تفكيك واختراق ،من قبيل « الأرأيتيين » أصحاب الامام أبي حنيفة .
فقهاء يفهمون أكثر من شيخ اليسار عبد الرحمن اليوسفي؛ الذي اقتنع بان المرحلة الأولى، في محاربة الفساد ،هي بناء ترسانة قانونية جامعة مانعة.إن الإشكال الذي واجهته ،باقتدار،حكومته، لم ينحصر في محاربة خرق القانون ،وإنما تجاوزه إلى محاربة اللاقانون ،في العديد من المجالات. وقد عشنا إلى أن سمعنا: »عفا الله عما سلف »؛وهي من خرق القانون باستعادة اللاقانون؛أي التوحش ينسبه « رجل دين « للدين.
اطلعتُ على وثيقَتيْ غزوة أُحُد اللتين نشرتهما هيسبريس ،مشكورة،وتتبعت كل التعليقات التي فاقت المائة ،وهي –كيميائيا- درجة الغليان بالنسبة للماء؛حينما تقتحم عليه النارُ سكينَتَهُ ؛فكيف بمواطنين وجدوا أنفسهم،في أحد – ومثيلاتها- محاصرين ببراكين من الفساد المالي والإداري ،أبت إلا أن تخرج أعناقها وأحشاءها.؟
كذب إداري فج يُفترض أن مسؤولين إداريين تربويين –منهم السامون- ألصقوه بالدولة بكل تمظهراتها وسلطها :الملكية،التشريعية،التنفيذية،القضائية،المواطِنية،الهوياتية،التاريخية والجغرافية؛ بدءا من الحاجة التي لا ندري أهي حقيقية أم مزعومة؛ ثم المشروع وقد اكتملت دراسته- ان حصل- ودفتر التحملات والغلاف المالي؛ووصولا إلى محضر المعاينة الذي تشهد فيه الدولة-طبعا-بأنها عاينت ثانوية أحد،في مكان وزمان محددين،وهي قائمة؛ بصفتها مؤسسة تربوية جديدة ؛وفق شروط دفتر التحملات،وباقي وثائق الصفقة.
مؤسسة تربوية مُستحدثة ،معماريا،و مُرسمة ضمن الخريطة المدرسية النيابية،الأكاديمية والوطنية؛وضمن أملاك الدولة طبعا.
طبعا تتأسس على وجودها ،رسميا، ضمن هذه الخريطة، التزامات دولتية تتعلق بالتلاميذ، والهيئتين الإدارية والتربوية؛والتزامات تتعلق بالتجهيز.
هل يمكن أن تصل السفالة والرداءة ببعض المسئولين إلى هذه الدرجة؟ صرف ميزانية تفوق النصف مليار سنتيم على ثانوية شبح.
هل اهتدى بعض المسئولين،أخيرا، إلى أن مسلسل الموظفات والموظفين الأشباح ،في قطاع التعليم،بحاجة إلى حلقات أخرى، تظهر فيها مؤسسات تعليمية شبحية ،تستوعب هذه الفئة من المؤلفة قلوبهم الجدد؟
ممكن ،ما دمنا قد استعدنا تهافت وجشع الرماة في غزوة أحد ؛ونحن نشيد ثانوية أحد.جشع قلب النصر هزيمة،وكاد يتسبب في مقتل رسول الأمة عليه الصلاة والسلام،وفي انعطاف تاريخي حاد.
تأبط ثانوية وذهب:
لا يقل عن هذا -بمقاييس حاضرنا-ما يصيب مصداقية دولة عابرة للقرون والأجيال ،من شدة وطأة الفساد على دواليبها المركزية والجهوية والمحلية.
ألا سحقا لكل من يُزري بنا ،ويُمرغ كلامنا في التراب ؛حينما نتصدى لأعداء الوطن ووحدته الترابية ؛نفاخرهم ،ونكشف عوراتهم ونفكك ذرائعهم؛ونحن لا ندري – في حالة أحد- أن منا من تأبطوا ميزانية ثانوية وذهبوا.
رغم كل هذا ،واعتبارا للظرف الانتخابي الذي انكشفت فيه هذه الغزوة ولاح غبارها ،أُحسن الظن ؛ في انتظار أن يقول القضاء كلمته.
أقول هذا وبالبال -بفعل التخصص التربوي- الكثير من المشاريع التربوية الإصلاحية التي لم تفلح إلا في إصلاح أحوال المؤلفة جيوبهم.
لعل ثانوية أحد اندرجت ضمن ما سُمي بالمخطط ألاستعجالي لإصلاح التعليم؛وهو المخطط الذي أصبح فيه ،من العادي،أن تتسلم الوزارة المختصة ثانوية وهمية ،بغلاف مالي حقيقي ؛روعيت في صرفه أقصى درجات الاستعجال.
انه إصلاح الإصلاح على حد التعبير الملكي الغني بالدلالات.
أعتقد أن سؤال: أين المواطنة،سابق عن سؤال أين الثروة.
Ramdane3.ahlablog.com
Aucun commentaire