بحضور عبد الإله بنكيران أشغال مؤتمر القمة العربية الأخير بشرم الشيخ بمصر، وتمثيله رسميا المملكة المغربية وامتثاله بكل إخلاص وتفان لتوجيهات الملك محمد السادس، يكون أمين عام العدالة والتنمية المغربي قد أبان مرة أخرى عن حس عال للوطنية، و رد عمليا على خرافة وجود بيعة سرية بين هذا الحزب والمرشد العام للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين فك الله أسره.
بهذا الرد العملي، يكون الرئيس الحالي للحكومة المغربية قد سفه نظرية المؤامرة عند إسلاميي الملك أو « إخوان المغرب » حسب تعبير الصحافة المصرية، وبالتالي يكون كل أعضاء العدالة والتنمية قد أكدوا من جديد أن بيعتهم لأمير المؤمنين محمد السادس ، ملك كل المغاربة، وولاءهم للمغرب و للمصلحة العليا للوطن، وأن ذلك الموقف بمثابة المبدأ الراسخ وليس من قبيل التكتيك أو الشعار أو التقية كما دأبت على ترديده المعارضة في الداخل أو في الخارج.
أحزاب المعارضة المغربية أصبح لزاما عليها أن تبحث عن تهم أخرى تواجه بها حزب المصباح في الانتخابات المقبلة. خاصة أن ورقة اللاوطنية و الولاءات للخارج أصبحت في خبر كان. وهي بالمناسبة « خرافة  » قديمة لطالما استغلها اليسار قبل شباط. وكلنا نتذكر  مطالبة محمد اليازغي على قناة دوزيم  بحل حزب العدالة والتنمية باعتباره المسؤول المعنوي عن التفجيرات الإرهابية ل 16 ماي 2003 وبكونه يستغل وراء الديمقراطية لإسقاط النظام !!
و في إطار محاولة استغلال شباط لنفس الموجة، خصصت يومية «العلم» الناطقة باسم حزب الاستقلال مقالا مطولا في صفحتها الأولى لإحصاء أوجه الشبه بين مرسي و بنكيران، حددتها في عشرة. فبالنسبة للاستقلاليين يبدو رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران والرئيس المصري المعزول محمد مرسي  وجهين لعملة واحدة .
وصرح شباط إبَّان حلوله ضيفًا على قناة العربيَّة، في برنامج « نقطة نظام »، أنَّ التساؤل عن علاقة حزب العدالة والتنمية بتنظيم « داعش » الإرهابي والموساد لا يزالُ مطروحا،…  « . و لمزيد من التوضيح ، يمكن الرجول لجريدة هسبريس ليوم 22 فبراير 2015 و اتصفح المقال التالي: « شباط: نهاية الرئيس المصري المعزول مرسي تنتظر بنكيران »
ومن جانبه، لم يتردد حزب الأصالة والمعاصرة المعارض في ترديد نفس الأسطوانة ضد غريمه بنكيران، فقد خصص في أحد بلاغاته حيزا هاما لنقاش أبعاد و خلفيات الهجوم الذي شنه رئيس الحكومة ومجموعة من مريديه التابعين للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، حسب ماجاء في النص البياني للبلاغ. و أفرد المكتب السياسي حيزا هاما من أشغاله، لنقاش  » خلفيات وأبعاد الهجوم الذي شنه مؤخرا رئيس الحكومة »، ومجموعة من اعتبرهم بلاغ للحزب بـ « مريديه  » في الحزب وفي حركته، يقصد  » التوحيد والإصلاح « ، والتي قال إنها  » تابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين « .
و استنكر ذات البلاغ ما اعتبره تصعيدا ل »مجموعة من المنتمين لما يصطلح عليهم بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بالمغرب، في التهجم على حزب الأصالة والمعاصرة وعلى رموزه… »
و في نفس السياق، تقول منابر المعارضة إن الحبيب الشوباني، الوزير المغربي المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أن يجيب عندما أحرجه مقدم برنامج « مباشرة معكم » عن صحة كلام حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، بخصوص العلاقة التي تربط حزب العدالة والتنمية بتنظيم « داعش ». واكتفى الشوباني،القيادي في حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، برفض الخوض في الموضوع). و لم يتردد بعضهم في الحديث في تسمية أعضاء العدالة والتنمية ب  « دواعش المغرب »
أما في خارج المغرب، فقد رأت بعض وسائل إعلام مصر في لقاء بنكيران بالسيسي خطوة في تخلي من أسمتهم « إخوان المغرب » عن « التنظيم الدولي للإخوان المسلمين »، على حد تعبيرها. أي أن ( البيعة) كانت قائمة في السابق !!
ما ينتظره الشعب من جميع الفرقاء السياسيين (أغلبية أو معارضة) هو الابتعاد عن المزايدات الفارغة في مواضيع حساسة مثل الانتماء للدين والوطن واللغة…، مع التركيز في الخطاب السياسي على البرامج والأعمال المنجزة والتنافس في خدمة الوطن، و للمواطن الكلمة الأخيرة يوم الاقتراع السري.