الدكتور مصطفى بنحمزة يشارك في ندوة دولية بهولندا
ستنعقد في الثامن من ابريل من الشهر القادم ندوة دولية بهولندا تحت شعار » جميعا من اجل التعايش ، دون خوف ». حيث سيشارك فيها كل من وزير الشؤون الاجتماعية الهولندي السيد » آشــر لودفايك » الذي زار المغرب هذا الأسبوع والتقى عددا من الوزراء و على رأسهم رئيس الحكومة السيد بنكيران ، كما سيحضرها سفير فرنسا بلاهاي وعمدة مدينة ليــدن و سفير صاحب الجلالة السيد بلوقي والقناصلة العامون للمملكة المغربية كما سيحضر كذلك رئيس الكنيسة البروتستانتية ورئيسة رابطة اليهود اللبراليين وممثلون عن بعض الوزارات الهولندية وصحافيون بارزون يمثلون الجرائد الكبرى في هولندا كجريدة » فولكس كرانت » و » تراو » ووسائل الاعلام الرسمية اضا فة الى الأطر والجمعيات المغربية و عدد من الهولنديين .
أما من المغرب، فسيحضر الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة مرفوقا بالدكتور سمير بودينار مدير مركز الأبحاث والدراسات الانسانية والاجتماعية بنفس المدينة في انتظار الرد من وزراء ومسؤولين آخرين عن الدعوة التي وجهت لهم قصد المشاركة. هذا ولقد سبق للدكتور بنحمزة أن زارهولندا في عدة مناسبات سواء أثناء مناقشة مشروع بلدية روتردام حول موضوع » الاسلام والاندماج » الى جانب المرحوم الدكتور المنجرة والدكتورة رجاء وأساتذة أتراك ، أو من خلال استجابته للدعوة التي وجهت له من طرف مؤسسة آفـاق للفن والثقافة والتعليم بغية تكريمه في بلدية دلفسهافن الهولندية ، تقديرا لدوره البارز وعلمه الغزير ودفاعه المستميت عن الاسلام والمسلمين، و وطنيته العالية من جهة ، ومن جهة أخرى اعترافا بالأعمال الاجتماعية والخيرية التي يقوم بها مع مجموعة من المحسنين والأساتذة الأفاضل لفائدة الفقراء والمحتاجين بالمغرب الشرقي .
الا أن الحضور البارز للدكتور بنحمزة في الديار الهولندية ، تمثل في مشاركته الفعالة في لقاء نظمته مؤسسة الأمل والتنمية المغربية بمدينة ليدن مع مؤسسة زرع الأعضاء الهولندية الى جانب أطباء وجراحين مرموقين بهولندا . وكان لافتا جدا، التدخلات الاجابية للدكتور بنحمزة في هذا الباب، حيث أفتى بالتبرع بأعضاء المسلمين لغير المسلمين وانقاذ حياتهم شريطة أن لايضر ذلك بصحة المتبرعين . ومما ترك أثرا ايجابيا في نفوس الحاضرين هي الطريقة التي تناول بها الدكتورهذاالموضوع حيث قال بأن الاسلام لم ولن يكن أبدا دينا سلبيا أوانتهازيا، بل الاسلام مبني على منطق الأخذ والعطاء ، أي بما أن المسلمين يستفيدون ويقبلون أعضاء الاخرين عندما يكونون متوقفين على ذلك، فمن الواجب عليهم أن ينقذوا أرواح الاخرين كذلك بالتبرع بأعضائهم كلما دعت الحاجة لذلك يضيف الدكتور. و لقد تبنت وزارة الصحة الهولندية هذه الفتوى ، كما علقت عليها العديد من الصحف والقنوات آنذاك ، خصوصا لما أضاف الدكتور على هذه الفتوى الشرعية ، تحليلا علميا معاصرا حيث قال بان المسلمين يمثلون أقلية في الديار الهولندية ، أي حوالي مليون هولندي مسلم أمام 15 مليون من ساكنة هولندا الأصليين وبالتالي حتى من منطق الربح والخسارة فان المسلمين هم الرابحون في هذه الحالة.
الى جانب حضور ومشاركة الدكتور بنحمزة في هذه الندوة ، ستقوم مؤسسة زرع الأعضاء الهولندية بتكريمه كأول عالم مسلم يساهم باجابية في المجتمع الهولندي ويدعو باستمرار الى الحوار والتسامح ونبذ العنف كما أن شعبية الدكتور بنحمزة كبيرة جدا داخل أفراد الجالية المغربية لأنه وبشهادة الجميع، يشرف المغرب والمغاربة في كل تدخلاته خصوصا و أنه يعرف الكثير عن مشاكلها من خلال تواصله مع أفرادها. كما ستنظم زيارة للضيفين الكريمين الى البرلمان الهولندي يوم 10 أبريل .
بقي أن نشير على أن الندوة التي تسهر على تنظيمها كل من مؤسسة الأمل والتنمية بليدن، ومؤسسة آفـــاق للفن والثقافة والتعليم بروتردام بعمل مشترك مع المعهد المغربي بلاهاي وبمساندة من السيد بلوقي سفير صاحب الجلالة بلاهاي والقنصلية العامة للمملكة المغربية بروتردام ودعم من مؤسسة الحسن الثاني ، تأتي في وقت عصيب و في جو مشحون تعرفه أوروبا ، خصوصا بعد أحداث » شارلي ايبدو » وما تبعها من اساءة الى الاسلام واعتداء على المسلمين من مغاربة وغيرهم وصلت الى حد القتل. ولعل هذا النوع من الندوات والاستمرار في الحوار مع أصحاب القرار ومع المجتمع المدني بمختلف مكوناته يخفف من وطأة ذلك .أضف الى هذا المكانة الرفيعة التي أصبحت تتمتع بها المملكة المغربية في العالم من استقرار وتسامح ووسطية جعل العديد من الدول الأوروبية تعيد حساباتها ولعل مثال على ذلك مواقف فرنسا الأخيرة تجاه المغرب ، وزيارة وزير الشؤون الاجتماعية و نائب الوزير الأول الهولندي السيد » آشـر لودفايك » للمغرب بمبادرة منه ، بعد أن كانت مواقفه السابقة تجاه المغاربة وحقوق الأرامل والأطفال بالمغرب غير مشرفة .
بقلم لحسن بنمريت هولندا
Aucun commentaire