الفنانة التشكيلية التونسية المقيمة في باريس هندة لوليزي: سكنني عشق المغرب وحركتني طبيعته
وجدة: ميلود بوعمامة
لم تخف الفنانة التشكيلية التونسية هندة لوليزي فرحتها وهي تزور مدينة وجدة، لأول مرة، وذلك في إطار فعاليات النسخة الثانية من الموكب الأدبي الذي تنظمه جمعية « كفايت » للثقافة والتنمية والذي أفردته هذه السنة احتفاء بالمبدع الفنان التشكيلي « اليزيد خرباش » لإسهاماته الوازنة في المجال الفني… مشاركة فعالة لفنانة متألقة في سماء التشكيل، تنتمي لمجالنا المغاربي وتحضر كضيفة شرف ضمن معرض مشترك يجمعها بالثلاثي المبدع: الفنان الفطوغرافي محمد تاغزوت والتشكيلي جمال سعيد والمبدع المحتفى به اليزيد خرباش.
حضور وازن ومتزن لفنانة تونسية تبدع بأنامل أنثوية لتدافع عن بنات جيلها من النساء، وذلك عن طريق حكايات الفن الحالمة، فنانة قادمة من جربة… جزيرة الأحلام، لتلحق من مدينة موغلة في سماء الفن والإبداع إلى عاصمة الأنوار باريس… ومنها ستصقل التجربة الفنية، وتتعمق، لتنبعث من لوحتها نسائم الشرق ونفحات الغرب، تلك هي بوادر تجربة هندة لوليزي مع الفنون التشكيلية.
من هنا بدأت حكاية فن حالمة ولوحة شاعرية تنم عن حسن مرهف، وحضور إبداعي مؤطر، حيث انطلقت الفنانة هندة لوليزي من اللوحة في إطارها الضيق لتجد نفسها في عالم البراح… عالم كله شاعرية وإبداع كما كتبته عنها الإعلامية التونسية عائشة بيار، إنها ترسم المرأة في كل تلويناتها وتناقضاتها، هي ترسم المرأة باعثة للحياة والأمل، مفعمة بالأنوثة ورقة الإحساس، في لوحة لتفاجئنا في لوحة أخرى بامرأة ثائرة تصرخ باحثة عن الأمان والانعتاق والحرية.
ذلك هو الإبداع عند هندة، سبر لأغوار النفس والذات الإنسانية ومناجات للروح في أبهى صورها، لقد وجدت في الخطوط والألوان ضالتها لتحلق بعيدا… بعيدا… في عالم اللامحدود.
لقد ظلت هندة لسنوات تداعب ريشتها الوفية لتحملنا إلى عوامل مختلفة، تختلط فيها المشاعر والأحاسيس، وتثير في داخلنا حب السؤال، ولعلها، ورغم هدوء طباعها ستعمق اهتمامنا بصرخات لوحاتها… لأنها في كل لوحة تعانق الجمال، وتعكس ما بداخل كل امرأة عربية كانت أو غربية من فيض إحساس ورقة مشاعر.
زارت الفنانة هندة لوليزي المغرب في أكثر من مناسبة، وفتنت بجماله الخلاب، وبرقة أهله المضيافين، الذين يحتضنونك برحابة صدر دون سبق معرفة، وتحس في أعماقك وكأنك بين أهلك وعشيرتك، ويلهمك الفضاء الطبيعي المتنوع والمختلف كفنان عاشق للطبيعة والجمال، هذا ما أكدته الفنانة في لقاء قصير معها، بحيث زارت في سنة 2013 قلعة مكونة في إطار الدورة الثانية لورشات « القصبة » للفنانين التشكيلين مع الفنان نور الدين التباعي، وتوجته بمعرض جماعي دولي ضمن فعاليات مهرجان الورود بنفس المدينة، وتوالت إذن الزيارات واللقاءات، وكان اهتمامها بأدق التفاصيل لحياة بلدها الثاني المغرب وساكنته، واهتمامها أيضا بالتقاليد والعادات واللباس والطبخ الذي يشبه بشكل كبير طبخ بلدها تونس الخضراء.
كما كان لهندة لوليزي مشاركات أخرى دولية بالعربية السعودية وفرنسا، ومصر وأخيرا بالمغرب، وساهمت بشكل كبير في تلقين أبجديات الفن التشكيلي من خلال الورشات الفنية التي كانت تنعقد بهذه البلدان العربية والغربية
Aucun commentaire