قصيدة بعنوان – حديث الغار – بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة جعلها الله للامة فاتحة خير
حديث الغار
أكتـُبْ أبا بَكـْر ٍعلى شِعْري ***** و اقصُصْ حَديثَ الغار بالفخر
اقصص بلا سند ٍ فأنت لهُ ***** سَنَدٌ و مَتـْنـُهُ بالفِدا يَسْري
سندٌ و مَن سندٌ سواك لهُ ***** و رَفيقُ غار ٍأنتَ و العـُمْر
********
ـــ في البَدْء أحمد ذي الجلال ومَن*** حَقّ ٌ له الأرواحُ في الشّـُكْر
ثم الصلاة علي الخليل و من ***** أفديه في عسر و في يسر
روحي الفدا إذ جئتنا ليْلا ***** و طرقت باب البيت بل صدري
أ وصُحْبَة ٌيا مَنْ عَلا الرّسْلَ ***** أ وَ يـَقـْظـَة ٌأمْ نـَوْبَة ُالسّـُكـْر
ـــ هي صُحبة بُشراك أنت لها **** دون الصِّحاب و آلِيَ الطـّـُهـْـِر
دون الفتى للموت مُفتَرشا ***** ثوبي يُعانِق ضَمَّة القبر
دون الذي سيف العِدا ارتعش ***** من ذِرَّةٍ في الكـَفِّ كالسِّحْر
لمَّا أتى بالوادي أعلنها ***** ثـَكِلـَتْهُ أمّـُهُ من يُعِقْ سَيْري
هي صحبة زفت بشائرها ***** فاسرُجْ مطايا الركْبِ للمَهْر
و اركب أبا بكر على سُرُج ***** نحو الخلود و رفعة الذكـْر
أ وَلـَسْتَ خير الصحب من أفدى **** بالروح في سر ٍ و في جهر ِ
و غـَدَوْتَ لي دِرعا بلا دِرع ٍ ***** و تحوم حَوْليَ حوْمَة َ الطير
و تقول يا خير الخلائق لي ***** قلبٌ يُصارع غـَدْرَة َ الكفر
و إذا أتيتُ الغارَ تـَسْبـِقـُني ***** لِتـُصارعَ الأغـْيارَ في الغدر
ما كنتَ تسبق قبلها أدَباَ ***** لله دَرُّك ما الذي يجري
ـــ إني إذا ما مِتّ ُ يا سندي ***** قالوا قضى نَحْبا ً أبو بَكر ِ
و يُقال إن لا قـَدَّر اللهُ ***** نورٌ قضى في بُكـْرَة ِ الفـَجْر
إني أتيت الغار أنثره ***** مِسكا ً يُبارك صَهْوة َ الصَّخْر
اُدْخـُلْ سلامُ الله يحفظك ***** إني ملأتُ الثـَّوبَ في الجُحْر
و الثوبُ إن يَقْصُرْ فلي مددٌ ***** بِيَدَيَّ و القـَدَمَيْـن و الظـَّهْر
و الحِجْرَ أبْسُط ُ للهوى سندا ***** نـَمْ يا حبيب الله في حِجْري
هذي السّـُوَيْعَة زينة الدنيا ***** هذي السويعة ساعة ُ القـَدْر
روحي الفدا لو أمْهل الدمعُ ***** إذ صار فوق الخدِّ كالقـَطـْر
ـــ ماذا جرى يا أكرم الصحب ***** ـــ إني لـُدِغْتُ و لم اُبِحْ سِرِّي
واللدغ زادَ القلبَ أفراحـَا ***** و الدمعُ دمعُ السَّعْدِ و البِشْر
و الشَّهْدُ إن تُرجى حلاوتُه ***** لابد من لدغ ٍ و من صبر
و الداءُ في جنـْبِ الحَبيب دَوَا ***** و السّـُقـْمُ سُقم القلب و الفِكر
اُنْفـُث ْ أبا الزهراء ِ و امتَزجي ***** ذاتٌ بـِذاتِ الطـَّيِّبِ البَدْري
روحي الفدا لـَمَّا دنا القوم ***** مـِن غارنا في غـُرَّة ِ الظـّـُهْر
إذ َّاكَ جَدَّ الجِدّ ُ و الحزمُ ***** يا ليت غاراً زادَ في الغـَوْر
بالأمس كنتُ فداك و اليومَ ***** أنت الفدا إذ ْ خِفـْتُ مِن فَوْري
ـــ اُثبتْ أبا بكر ٍ و لا تحزن ***** أ وَتَخشى عند الله من جَوْر
أولـَمْ تر موسى أتى يَمَّا ***** و مضى سليمًا فالِقَ البحْر
و النار باتت للفتى سِلما ***** و ابنُ البَتول ِ يموجُ في الدَّهْر
أثبتْ فـَذا خيرُ الوَرى ضيفٌ ***** و رفيقهُ كالشـَّفـْـِع للوَتْر
هذا الحَمامُ و خَيْط ُ من نـَسَجوا ***** و رجاءُهُمْ للـَّدْغ مِن عُذر
أكتُب أبا بكر لك المُلكُ ***** و لك الغِنى و البدءُ مِن ثـَوْر
أ وَلست في ميزانِهمْ رَجَحَتْ ***** لك كفـَّة ٌ في الصدق و الأجْر
أ ولست في المعراج مدرسة ٌ ***** و غدوتَ صِدِّيقـًا بـِلا حـَصْر
أ ولست للفاروق ضِعـْفـَيْن ِ ***** في الجود لما جاء بالشَّطـْر
أكتب فهذا سُراقـَة ُ انْتَفـَضَ ***** مِن غفلة و زَهادَة السِّعْر
و إذا أتوا وعْداً بما كتبوا ***** قال استَوى لي التـِّبْنُ بالتـِّبْر
و اكتب لمن شَقـَّتْ نِطاقـَها في ***** ذاتِ الجليل بأشْرَف الحِبْر
فغدَا لأحْمَدَ نِصْفـُهُ و لها ***** نِصفٌ إذا ما أوصى بالسِّتْر
و لمن غدا بالليل يُخبرنا ***** نَبَأ العِدا و يرُوحُ في الفجر
و لِعامِر ٍ يمْحو الخُطى صُبْحا **** و الله يُثـْبِتُها في اللـَّوْح و السَّطـْر
أكتب فإن الآل قد كتبوا ***** عِلمًا تجاوز مَبْلـَغَ السِّفـْر
لي حيرة إن قـلتُ قد هَجَروا ***** أو قلتُ قد نصروا و لا أدري
غـَزْواً كَغـَزْوَتِهِمْ و كَلَّلـَها ***** ربّ ُ الأنام بأعظم النـَّصر
فاشْرَبْ حبيبَ الله مِن لـَبَن ٍ **** و اسْعَدْ بنصرك و التَقِط ْ تـَمْري
و لـْتـَهْنـَإي بالضيفِ سيِّدتي ***** ما جـَفَّ فاضَ اليومَ مِن كُثـْر
لو تَعْلـَمي كَيف المدينة ُ مِن ***** شَوْق ٍ تـُكابـِدُ قـَسْوةَ َ الجَمْر
وإذا أتى فاضتْ مَدائِحُهُمْ ***** للبَدْر مِن شِعْر و مِن نـَثـْر
و علا نشيدُ الفتح ساحَتـَهُمْ ***** و رَمَى النَّخيلُ بأطـْيَبِ العِطـْر
********
لو تعْلـَمي خيرَ المَدائِن مَا ***** مَتـْنُ الحديثِ و مُسْنـَدُ الفـَخر
لو تعْلمي يا مَن أتى الفتحُ ***** أسْوارَها ما قِصَّة ُ النـَّصْر
لـَهَتَفـْتِ دونَ الشِّرك موقِنة ً **** ها قد أتى البَدْران ِ في بَدْر ِ
1 Comment
لا فــــــضَّ الله فاك أيها الشاعر الحكيم. فمن الحكمة دونما شك أن نـتـذكر تاريخنا الهجري ونحتفي به علىالأقل شعرا زاخرا لعلنا نتذكر أن العرب يوما كانوا ربان العالم الذين قادوا سفن العلم والمعرفة الى بر الأمان والسلم. دمت لنا شاعرا وكاتبا على هذا النهج.