الحرب حينما تصل الى القرآن : الدكتور مصطفى بنحمزة
لرد العملي على الحملة
ما يقع الآن في فلسطين والعراق من مقاومة وصمود لو كتب لقيل عنه أنه ضرب من الخيال. إن الهدف من هذه الحملة على القرآن هو الإجهاز على هذه القيم التي كانت سببا لنهوض هذه الأمة، يجب أن ينحاز كل مسلم للقرآن وأهله، ويعمل على مقاومة هذا المشروع الذي يسعى لمحاربة القرآن. يجب أن نواجهه جميعا بمشروع مماثل، ألا وهو العودة إلى القرآن وحفظ ما تيسر منه، وهذا لا يعذر أحد بتركه قليلا أو كثيرا، كل حسب قدرته، وهذا هو الرد الحقيقي، لأن الرد لا يكون دائما بذكر الترهات وتبادل التهم، بل الرد يكون عمليا بإحياء القرآن واللغة العربية.
تيسر في مدة أقل من سنة جمع القرآن الكريم، حيث قام عمر بن الخطاب بدعوة الناس لإحضار ما لديهم من مكتوبات تلقوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كتب ترك عند أبي بكر، وبعد موته صار إلى عمر ثم انتهى عند حفصة إلى أن عمل عثمان على توحيد ما كان بين أيدي الناس من مكتوبات، وأتمنت حفصة على كتاب الله وهي امرأة، وهذا يبرز مكانة المرأة في الإسلام، حيث كانت تؤتمن على أغلى شيء تملكه الأمة وهو القرآن، وهي النسخة الوحيدة التي ليس لها نظير يومئذ، ويتعلق بما مستقبل الدين كله.
ولمَ لا وحفصة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عمر، ليس هناك مكان اطمأن إليه المسلمون أكثر من بيت حفصة ليحفظ فيه القرآن، وعمر حينما يضعه عندها، فهو يعرف من هي حفصة وما هي أخلاقها، إذ القضية ليست خوفا من السرقة، بل هي قضية أمانة، أي أن الذي يوضع عنده لا يجب أن يتصرف فيه لا بزيادة ولا بنقصان، فهو مؤتمن على أغلى شيء تعول عليه الأمة.
حينئذ كان الرجال كثرا، لكن هذا الكتاب يحتاج إلى من له القدرة على حفظه من التبديل والتغيير، فما وجدوا من يتصف بهذه الصفات، ويتولى هذه المهمة أفضل من حفصة رضي الله عنها، هذا في الوقت الذي كان فيه دعاة تحرير المرأة يناقشون هل المرأة إنسان أم شيطان، حينها جعلها الإنسان المسلم أوثق من يوضع القرآن عنده
*** للاطلاع على الدرس كاملا : افتح صفحة اسلاميات
Aucun commentaire