Home»Correspondants»أبواق الحقد

أبواق الحقد

0
Shares
PinterestGoogle+

بخط اليد

 

هل يصدق عاقل في الدنيا أن تقوم دولة بتبديد أموال الشعب في دعم انفصاليين والادعاء بأن الأمر يتعلق بتصفية الاستعمار ، وهي تعيش شبه حرب أهلية لمدة تفوق عشر سنوات ، خلفت حوالي 200ألف قتيل إضافة إلى ضحايا من المعطوبين والذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم ؟ وهل يعقل أن تستمر هذه الدولة في إهدار الأموال الطائلة لاستعداء دول بعيدة على دولة شقيقة تربطهما علاقات الأخوة والدين والدم والتاريخ المشترك ؟ الواقع أن الإجابة مستعصية ومستحيلة على مثل هذه الأسئلة ، لكننا نستطيع أن نتكهن بأن الأمريتعلق بالأنانية المفرطة ، والرغبة في التفوق على الآخر مهما كان الثمن

بالرغم من الثروات التي حباها بها الله فإن الأموال الضخمة التي تنفقها الجزائر في سياستها الخارجية للترويج لأطروحة الانفصال تحرم المواطن الجزائري البسيط من الكثير من الخدمات ، حتى أن لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري تساءلت أخيرا عن سبب لجوء الحكومة الجزائرية إلى إقرار زيادات في أسعار بعض المواد ، على الرغم من ارتفاع مداخيل المحروقات التي من شأنها أن تخفّف عن أعباء النفقات اليومية للمواطن البسيط ، مشيرة إلى التراجع عن مكسب مجانية العلاج ، في وقت بلغ فيه احتياطي الصرف 2ر 43 مليار دولار ، و توفر صندوق ضبط الإيرادات على 624 مليار دينار جزائري لو وظف جزء بسيط من هذه الأموال المهدورة في برامج التنمية الداخلية والنهوض بأوضاع الجزائر لكان أفضل للجزائريين وللمغاربة على حد سواء إن مصلحة الجزائر تتمثل في وجود مغرب قوي ، كما أن مصلحة المغرب تتمثل في وجود جزائر قوية

ولعل الإخوة الجزائريين يتذكرون واقعة إيسلي المشؤومة ، فقد كانت وبالا على المنطقة بأسرها ، لأن المغرب والجزائر كانتا دولتين ضعيفتين ، وواهمون أولئك الذين يتخوفون من قوة المغرب، حيث لم يثبت عبر التاريخ أن كانت قوة المغرب مصدر خوف أوقلق بالنسبة للجزائر لقد كان من المفروض أن تشكل هاتان الدولتان محور قطب قوي سياسيا واقتصاديا، لكن فترة الحرب الباردة أرخت بظلالها على توجهات كل واحدة منهما ، وتعمقت العداوة بفعل ترسبات وعقد الماضي بالغ المغرب في سياسة المرونة ، في حين أن الجزائر بالغت في سياسة التنطع ، واعتبرجزء من حكام الجزائر أن تسامح وتساهل المغرب ضعفا، في حين أن بلدنا كان دائما يرفض المقايضة بالمبادىء ، ويعتبر أن البلدين يشكلان ، في الواقع، كيانا واحدا ، حيث ظلت علاقات الأخوة مستمرة بين الشعبين رغم حركات المد والجزر التي طبعت العلاقات السياسية بين البلدين وظهر بشكل جلي أن الصراع المفتعل في الصحراء المغربية يدخل في إطار توجه خارجي يهدف إلى تعطيل مسيرة التطور والتقدم بالمنطقة ، والدليل وجود أطراف من خارج الجزائر فقدت بوصلة المنطق ، كما هو الشأن بالنسبة لبعض الإسبانيين الذين يلعبون على الحبلين ، فهم ضد الانفصال في بلدهم ومع الانفصال في المغرب

إنه منطق صعب على الهضم ، لم يستطع التخلص من عقدة الذنببعد أجواء الانفراج التي ظهرت بوادرها منذ مدة بين الجارين الجزائر والمغرب ، طفت من جديد فقاعات التوتر التي يهندس لها النافذون في الجزائر وتزمر لها أبواق زرع الحقد والضغينة بين الشعبين الشقيقين ويظهر أن هناك جهات ما تخاف من قوة الجزائر والمغرب ، وتسعى جاهدة ليبقي البلد الأول في معسكر العداوة مع البلد الثاني ، ولذلك تسارع بين الفينة والأخرى إلى دق طبول الحرب وقد علمنا التاريخ أن زعماء الحروب خاسرون في آخر المطاف في شتنبر 1996 سألت أحد الزملاء الصحفيين الجزائريين

لماذا يعاند النافذون في الجزائر أنفسهم ويتجاهلون حقائق التاريخ بخصوص الصحراء المغربية ؟ أجاب بشكل مقتضب

إنهم لايريدون أن ينسوا حرب الرمالعبدالفتاح الصادقي

جريدة العلم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *