Home»Correspondants»إعادة الاعتبار للسلطة

إعادة الاعتبار للسلطة

0
Shares
PinterestGoogle+

* بقلم : أمياي عبد المجيد
في اعتقادي أنّ مفهوم السلطة في الألفية الثالثة بدأ يترنح ، ويوسع بشكل مخيف ، حيث أنّ الإنسان لم يعد يميز بين ما هو سلطوي،وما يجب أن يكون من اختصاص السلطة ، وبمجرد العودة بالذاكرة إلى الخمس، أو الست سنوات الماضية ندرك هذه المفارقة المحدثة وكيف أن بعض القوى غيرت هذا المفهوم فأمريكا مثلا قامت بخرق القوانين الدولية ،وغزت العراق وتسلطت لتمارس سلطة موسعة . ولا نعني بالسلطة كل ما تقره الدولة من قوانين ملزمة ، بل حتى الصيغة التي تخرج بها هذه القوانين إلى الوجود ، ولو كنا نعرف المعايير الدقيقة التي تتبناها الأنظمة في تقرير هذه القوانين الأساسية المحددة لمجموعة من الممارسات لأدركنا حقائق عديدة على مؤسسات هذه الدول خاصة أنها تقوم بوضع شيء هو يمسنا بالدرجة الأولى كمواطنين ، فلا يعقل أن نكون جاهلين لما نحكم به ونسير عليه ولكنّا أيضا عرفنا مجموعة من الحقوق التي لم نكن على علم بأنها تخصنا ومن حقنا استرجاعها .
إن تطلعات الإنسان المستمرة إلى رؤية نفسه في حال أفضل وفي إطار حديثنا عن دول حديثة العهد بالممارسة السياسية ومشاركة بعض أجهزتها وأركانها في صياغة بعض القوانين تجعل منها التنظيمات الأكثر ميولا إلى قمع المواطنين وإجبارهم على السير وفق الوضع الذي يحددونه في إطار الزعم أن ذلك يعبر عن مساعدة على الاستقرار وتكوين دولة ذات مؤسسات ، مع العلم أن الأمر الحقيقي الذي يجعلها في تكريس هذا الواقع هو فشلها في إيجاد الحلول المناسبة ، فكيف إذن يمكن أن يمارس المواطن حقه الطبيعي مثلا في التصويت واختيار نواب له في البرلمان وهو يعلم مسبقا أن هذه لعبة يتوخى مقيموها إهدار وقت هذا المواطن لكسب ثقته بأي ثمن حتى وان كان ذلك على حساب العلاقات الطبيعية التي يجب أن تكون شفافة وصادقة .
لو كانت السلطة تؤخذ وتفهم في سياقها الصحيح ، أي أن تكون سلطة ذات مؤسسات تسعى إلى خدمة الشعب لما حدثت كل هذه التغيرات على نطاق فهم هذا المفهوم ، بل الأبعد من ذلك أصبحت السلطة رمزا للغطرسة ،والجبروت ومجرد معرفتنا بنفوذ شخص معين في إدارته لجهاز من أجهزة السلطة تتكون لدينا خلفية ننظر بها بعين ريبة وتوجس حتى أصبحنا نعيش في دول مخيفة الكل يخاف من الكل ، لا احد يستطيع ضمان عمله ، ولا وظيفته مذكرين أنفسنا بقوانين الطبيعة المطلقة التي ينفرد كل شخص بمميزاته وينعزل عن المحيط والبقاء للقوة السالبة لكرامة الإنسان .
يجب أن نذكر أن مفهوم السلطة عندما بدأ يتبلور في المجتمعات جاء أولا كوثيقة وأرضية تأسيسية لصيانة كرامة الإنسان وتحقيق تواصل ايجابي بين الطبقة الحاكمة ،والمحكومين وبمجرد إخلالنا بهذا الأساس تصبح ممارسة السلطة فوضى عارمة .ثانيا لان المواطن مادام يتطلع إلى دولة الحق والقانون لا بد من أخذ في عين الاعتبار أن ما يقدم من ثروات وتنازلات هي في صالح إقامة هذه الدولة ذات الشرعية التي يعترف بها ، وينتظر من مؤسساتها أن تسير أحواله ، ولا نعلم بان دولة قامت على غير هذا الأساس فإسرائيل التي نعاديها اليوم لم يكن لها وجود و منذ بضعة عقود استطاعت القيام بذات الطريقة بغض النظر إن كنا نفهم أو لا السياق الذي استعملت فيها إسرائيل قوتها .
يتبين لنا من خلال الأسئلة الكبرى التي يطرحها الواقع المأساوي أننا بحاجة ملحة إلى إعادة فهم السلطة في شكلها الايجابي وربما نحتاج إلى تغيير جذري في قواعدنا المعتمدة في تطبيق السلطة ولا أعقد أن الإنسان الذي يسير في أفق التقدم والتطور هو بقادر على تقبل حال جانب مهم يدخل في ممارسته اليومية كحاكم أو محكوم يسير إلى مزيد من التراجع وربما إذا استمر الحال هكذا يندثر مفهوم السلطة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. Dr Yousef Shihab
    09/03/2007 at 19:18

    really impreesed by the authour, his ideas, his way of expresion. and matchurity . Whish you the best. If possible pl. e his ph.# Dr. Shihab Canada.

  2. tahiri mostapha
    12/03/2007 at 00:06

    tres bien Le sujet au niveau hait bon courage

  3. NOURELHOUDAKASRI
    01/04/2007 at 22:33

    JE TE FELESITE POUR LE SUJET ET LA FORCE POLITIQUE DONT TU AS PROUVE

  4. شاعر
    03/04/2007 at 19:17

    خطر كبير يترتب عن امتلاك السلطة في البلاد العربية
    ان الوصول الى السلطة في البلاد العربية المتخلفة ، كيفما كانت الآلية المستعملة ، يترتب عنه شيء اخطر من السلطة نفسها . ذلك الشيء هو ان مالكي السلطة يعتقدون انهم على حق ، وأن ما يقولونه ويفعلونه خو عين الصواب حتى ولو كان تافها . فلقد مررت بعدة تجارب اخجل من ذكرها لتفاهتها وهي عبارة عن افكار يطرحها الموجود في موقع القرار لا قيمة لها على الاطلاق . وهي هامشية لا تمس شيئا ذا بال . فهل يستطيع رئيس بلدية امي ان يملي توصيات على مهندس متخصص في البناء او البستنة او القناطر ؟ نعم . لانه فقط يمتلك السلطة .
    وهل يستطيع رئيس مصلحة في التربية الوطنية ان يملي على مهندس في الاعلاميات بعض الآراء في تدبير الحاسوب . نعم لانه رئيس .
    وكما قيل الرئيس هو الرئيس . تدخل مكتب الرئيس بأفكارك وتخلرج منه بأفكاره . فالرئيس دائما على حق .
    اما اذا كان هذا الرئيس هو الدولة وكانت تملك فوق ذلك القوة ، قإن الفوضى والجبروت هو المتوقع .
    والنظر الى السلطة والسلطوية وباقي المشتقات كالتسلط و.. فيمكن النظر اليها من زوايا مختلفة وهي معادلات فيها كل شيء الا كرامة الانسان .
    والحقيقة ام مقالك – في تقديري – باب مشرع للحديث وهو على القدر المطلوب ليفتح بابا علميا للمزيد من البحث .
    ومع تحياتي .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *