جَاءَ لِيَسْرِقَنَا فَسَرَقْنَاه
دَخَلَ لِصٌ عَلَي مَالِكِ بْنِ دِينَار فلم يجد ما يأخذه .فناداه مالك : لم تجد شيئًا من الدُّنيا ، أفترغب في شئ ٍ من أمر الآخرة ؟ قَالَ : نَعَم ، قَالَ : تَوَضَّأ وصلِّ ركعتين ، ففعل ثم جلس . وخرج إلي المسجد ، فَسُئِل مَنْ ذا ؟ قَالَ : لِصٌ جَاءَ لِيَسْرِقَنَا فَسَرَقْنَاه !!
القصة ذكرها ابن الجوزي و الذهبي في "السير" (5/363.(
كم أعجبتني هذه القصة الغريبة لرجل كان هو أيضا تائها عن الحق فجعل الله توبته عند سماع آية : >> ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.<< انه حق التائه و حاجته إلى من يمد له يد المساعدة و يسرقه من نفسه التي بين جنبيه. فما أحوج أبناءنا المساكين إلى أيادي رحيمة تنتشلهم من أنفسهم، من قيودهم، من اللاعبين بهم…
جَاءَ لِيَسْرِقَنَا فَسَرَقْنَاه !!فسرقناه إلى الحياة، إلى الجادة، إلى اغتنام الوقت الثمين الغالي كي تثمر أيها الشاب و تحيى الحياة الحقيقية ، حياة الأخذ و العطاء .
أيها الشاب، أيها المراهق، هلا سمعت الله يقول : أيها الشاب الباذل شبابه لي التارك شهوته من أجلي أنت عندي أفضل من بعض ملائكتي… يا سلام أي جمال ، ما أحلى هذا الكلام ، انه الارتقاء في درجات الكمال… فز بالقرب و كن في الدنيا متصلا بالباقي بالغني بالقوي الله جل جلاله.. و فز كذلك بالآخرة بالمنصة الربانية … بظل الله يوم لا ظل إلا ظله… سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : منهم شاب نشأ في عبادة الله… يا فرحتك بهذا القرب، بهذا التكريم…
أيها القارئ الكريم هلا فزت أنت أيضا بسرقة من هذا النوع فكنت سببا في هداية شباب قيدتهم شهوة … في زمان تقاعس فيه بعض أهل الحق فعاشوا لأنفسهم …
"يا ابن آدم خلقت الدنيا من أجلك و خلقتك من أجلي، فلا تشتغل بما خلق لك عما خلقت له".
و في الأخير اسأل الهادي أن يهدينا إلى الحكمة و الموعظة الحسنة . اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك آمين.
4 Comments
Très bon article Jazak allah kheiran !
bravo et que tout le monde saisisse la vertu avant que ça soit trop tard !
أخي بلخير جزاك الله خير الجزاء على هذه التذكرة نحتاج فعلا لمن يسرقنا من أنفسنا والشيطان، والله نسأل أن ينقلنا من ظلمات الأوهام إلى نور الأفهام إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أخي الفاضل : إن الدنبا الدانية سرقنا برعوناتها،فما أحوجنا إلى من بسرقنا منها