تشير الإحصائيات إلى أن عدد مرضى الزهايمر أو ما يعرف لدى الكثيرين بمرض الخرف وفقدان الذاكرة لدى المسنين، يبلغ حاليا في تونس حوالي 20 ألف مصاب. غير أن الأطباء المختصين في المجال يؤكدون أن نسب الإصابة بمرض الزهايمر في تونس أرفع بكثير خاصة في الجهات الداخلية للبلاد من منطلق أن الكثير من العائلات لا تتفطن لإصابة أبائهم وأجدادهم بالزهايمر ويدرجون أعراض المرض في خانة الخرف والفقدان الطبيعي للذاكرة المرتبط بالتقدم في السن والمريض لا يستطيع بمفرده التفطن لإصابته فالعائلة من يلاحظ الأعراض الأولى للمرض المتمثلة في نسيان البديهيات كمكان السكن وأفراد العائلة…
وعادة ما يصيب الزهايمرالأشخاص ما فوق 60 سنة..غير أن بعض الدراسات أثبتت امكانية حدوث الإصابة في سن الـ40 سنة وإن بنسب ضئيلة. ويواجه المصابون بمرض الزهايمر في بلادنا مشكل غياب التكفل والتغطية الصحية والإجتماعية الشاملة حيث يقتصر تكفل الصندوق الوطني للتأمين على المرض على توفير الأدوية المساعدة على التخفيف من سرعة تطور المرض دون الشفاء منه تماما بما أنه لم يتم إلى حد الآن اكتشاف دواء أو لقاح فعال لمرض الزهايمر.
تكاليف المرافقة
من جهتها تشير مصادر الجمعية التونسية للزهايمر أن نوعية المرض تتطلب تكفلا يتجاوز الأدوية فقط لأن مريض الزهايمر يحتاج إلى جانب الأدوية إلى مرافقة مستمرة عائلية أو من طرف أعوان الإحاطة الحياتية لأن المصاب بهذا المرض يصبح غير قادر على ممارسة حياته اليومية دون مرافقة فقد يخرج دون ثياب وقد يكون عرضة لحوادث بسبب عدم سيطرته على ذاكرته كما يفقد المريض القدرة على الكلام والفهم وقابلية التعرف على الأشياء والأشخاص بالإضافة إلى العجز عن القيام بالأشياء البديهية.
وتضيف مصادر الجمعية التونسية للزهايمر أن المرافقة المستمرة لمريض الزهايمر لها مصاريفها وكلفتها وتسعى حاليا الجمعية لإقناع صندوق التأمين على المرض لأخذها بعين الإعتبار في التكفل بالمرضى كما هو معمول به في صيغ التكفل الشاملة لبعض الأمراض الأخرى على غرار مرض التصلب اللوحوي.
وحول هذا الموضوع وبمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر الموافق لـ22 سبتمبر من كل سنة ينتظر أن تنظم الجمعية التونسية للزهايمر ملتقى لتناول موضوع الإحاطة بالمساعد الأسري لمريض الزهايمر وذلك يوم الإربعاء القادم.