الدخول المدرسي…
الدخول المدرسي….
لم يكن الجو عاديا هده السنة لان الدخول المدرسي صادف أيام غير عادية اقترنت بالعشر الأواخر من شهر المغفرة والتواب وصلة الأرحام, ومع دلك فهي أيام عادية كأي دخول مدرسي, عادية بالنسبة لفلذات أكبادنا الدين لم يبلغوا الحلم. وصيامهم تطوعي ليس إلا.
كم تمنت أن ياخد لها صورا تذكارية وهي تصوم أيامها الأولى, صورا أو فلما ينضاف إلى ذكريات الطفولة وهي تلبس قفطان المجبود والشربيل في ظل الطفرة الرقمية… لكن ؟.اصطف التلاميذ ذكورا وإناثا وهم يلبسون أجمل الثياب, تبادلوا التحيات وسال بعضهم بعضا عن أين قضى كل واحد منهم عطلته الصيفية.؟أما هي فلم تتحدث عن العطلة لأنها قضتها بين جدران المنزل.رغم التفوق والحصول على جائزة… لقد استقبلوا الموسم الدراسي الجديد بكل حيوية ونشاط. فجأة دق جرس الدخول لأول مرة بعد العودة من العطلة الصيفية.اصطف التلاميذ بساحة المدرسة التي تغير لون جدرانها وتغيرت ملامح الرسومات الجدارية في زمن قياسي.بعد تحية العلم وترديد النشيد الوطني, توجه التلاميذ إلى الطبقة المخصصة لكل مستوى , كانت المدرسة كبيرة تستوعب كافة التلاميذ المسجلين ومن أتى متأخرا فلا يقبل تسجيله أمام اعتذارات المديرة المسؤولة. لقد كتبت بخط عريض وأنيق على سبورة الإعلانات الموضوعة بالباب الرئيسي – ليست لدينا مقاعد شاغرة في الوقت الراهن. تقبلوا اعتذاراتنا وشكرا على تفهمكم -.
ومع دلك أصر بعض آباء وأولياء التلاميذ على التسجيل بهده المؤسسة الخاصة المدفوعة الأجر لكن… دخل تلاميذ الصف الرابع مثنى مثنى إلى القسم فوجدوه مغايرا تماما للسنة الماضية من حيث صباغة جدران والصور المعلقة عليه المكتب والمقاعد… كل شئ يوحي بالتجديد. نادت الاستادة على جميع التلاميذ, لم يتغيب منهم أي احد. سجلت دلك في دفترالحضورووقعت على ورقة الغياب. بعد دلك قدمت لهم نفسها قائلة اسمي الاستادة (رزان) مدرسة رياضيات المستوى الرابع. ثم أمرتهم بالانتباه والاستعداد للدرس الأول. وبينما هي منغمسة في تحضير الجدادة لإلقاء الدرس , نودي عيها إلى مكتب المديرة عبر مكبر الصوت. فطلبت من التلميذة (حفصة) التي كانت تجلس أمام مكتبها حراسة التلاميذ , وأمرتها بتسجيل كل تلميذ مشاغب على السبورة إلى حين رجوعها.
لم تلتفت (حفصة) إلى ما طلبته منها الاستادة خرجت إلى السبورة وهي ترتدي وزرتها البيضاء الأنيقة التي زادتها جمالا وبهاء, وقالت للتلاميذ وهي تضع نظارة الاستادة على أعينها. انتبهوا جيدا, من يذكرني منكم بالدرس الماضي؟ سكت التلاميذ ولم يتكلم منهم أي احد. قالت وهي تنظر إليهم باستغراب شديد, لا بسط لكم العملية, الدرس الماضي تعلق بالحساب فمن يذكرني منكم وبسرعة بجدول الضرب لرقم خمسة؟ لقد اخترت لكم الجدول السهل . أسرع التلاميذ في رفع أصابعهم وهم يرددون بصوت مرتفع استادة أنا استادة… فاشارة إلى صديقتها القديمة التي كانت تجلس بجانبها في سيارة النقل المدرسي. فأجابت جوابا صحيحا وطلبت منها- الاستادة الصغيرة – دكراسمها لتحصل على نقطة حسنة تتمثل في قصة من القصص التي كان يشتريها لها أبوها عند كل فرصة .
وبينما هي منغمسة في شرح جدول الضرب وكيفية احتسابه بسهولة ويسر. دخلت الاستادة رفقة المديرة والمفتش ووفقوا جميعهم مندهشين لشرح الدرس المتعلق بجدول الضرب . لم تلتفت إليهم (حفصة ) واستمرت في شرح الجدول على السبورة. تدخلت الاستادة وكانت مضطرة لمقاطعتها لان الوقت لا يسمح بالانتظار أكثر. احمر وجهها وتوجهت صوب مقعدها مع اندهاش تلاميذ الفصل. دخل المفتش وشكرها على هدا وطلب منها تذكيره باسمها بمعدل النجاح فأجابته اسمي(حفصة الغالية) ومعدلي96.90 في المائة ومرتبتي الأولى على صعيد المؤسسة. شكرها وشكر الاستادة على مجهوداتها المبذولة ونسي انه قادم في حصة عمل وتفتيش وتبادل الحديث مع (حفصة) وقال لها أتنبأ أن تكوني مدرسة في المستقبل. فأجابته بسرعة واحترام لا يا سيدي أنا لا أريد أن اخرج على رغبة و أمنية أبي رحمه الله ,سأصبح طبيبة أطفال في وضعية صعبة إن شاء الله. تعجب لأمنيتها و تمنى لها الاستمرارية في النجاح لتحقق ما تصبو إليه ,- وما دلك على الله بعزيز-. استأنفت المدرسة الدرس بعدما خصصت مكانا للمفتش الذي تابع عملها دون أن يتفوه ولو بكلمة وظل مشدودا لكلام( حفصة) وأمنيتها الغير منتظرة. وهو يردد في نفسه يتيمة وطبيبة أطفال في وضعية صعبة…؟ لما لا… نعم الأمنية –
عكاشة أبو حفصة
5 Comments
قصة تجمع بين الواقع والخيال، بين ما هو كائن وبين ما يصبو عكاشة أبو حفصة إلى جعله حقيقة، قصة تشد الأنظار وتدفع المرء إلى قراءتها مرات عديدة بتمعن وتبصر. اتمنى لكم التوفيق في مسار الكتابة القصصية والنجاح لابتك حفصة في دراستها وان يجمع شملكما الله في أقرب الآجال.
القصة او المقالة شبه واقعية يمكننا ان نصادفها في كل زمان ومكان
لقد رجعت بي الى ايام الطفولة حينما كان للاستاد احمد بوكماخ كلمته الاولى والاخيرة في التلاوة.كنا نحفظها عن ظهر قلب.فمن منا لا يتدكر تلك الايام الحلوى. تلاوة اقراء, المصحف ودفتر الاختبار واللوحة لا غير. وكان الدخول من السابعة صباحا الى العاشرة ومن العاشرة الى منتصف النهار ومن التانية عشرة والنصف الى التالثة بعد الزوال ومن تما الى السادسة مساءا كل شئ كان منظم ويسير في احسن حال. اما اليوم كل شئ تغير حتى التعليم اصبح بالمقابل وانظافت اليه وسائل النقل يجوب بها التلميد المدينة على متن سيارة النقل المدرسي دون الالتفات الى عواقب دلك على صحته.على اي اشكرك على كتابتك التي عادت بنا الى زمان مضى زمان احمد بوكماخ رحمه الله
لقد رجعت بي الى ايام زمان عندما كان للدخول المدرسي قيمة. وكان السن محدد في سبع سنوات وكان الزمن مقسم الى اربعة افواج من الساعة السابعة صباحا الى السادسة مساءا…لم تكن هناك وسيلة للنقل وكنا نحتفل بالمطعم المدرسي وكانت الكلمة الاولى والاخيرة لاحمد بوكماخ.كنا نحفظ التلاوة عن ظهر قلب.اما الان واما كثرة المقررات اقول الله يحسن عون التلميد الدي تحول الى حمال للمحفظة دون نتيجة تدكر
قصة جد مشوقة .نتمنى من الكاتب ان يتحفنا بمزيد من قصصه الرائعة. وشكرا لوجدة سيتي