دلالات الصليب الأحمر
الصليب الأحمر
تعريف المصطلح :
الصليب الأحمر هو صليب ممتد الأذرع يتخذ لون أحمر ، يوضع في المحطات والمطارات والملاعب والمدارس والمعامل مشيرا بذلك إلى أماكن الإسعاف .
سبب التسمية :
سمي بذلك لاتخاذ الصليب اللون الأحمر من ضمن باقي الألوان ، ولانتشار هذا الرمز في المستشفيات عند الغربيين ، أما المسلمون فيتخذون شكل الهلال ، وبذلك يطلق عند الغربيين ب « الصليب الأحمر الفرنسي » مثلا ، وعند المسلمين ب « الهلال الأحمر المغربي » مثلا .
والسبب الرئيسي في كون اتخاذ رمز الصليب بشكل خاص هو أن جرحى حروب أروبا فيما بينها كانوا يعالجون في الكنائس باعتبارها مواقع غير حربية ، فاتُخذ الصليب إشارة إلى الكنيسة واللون الأحمر إشارة إلى دم الجرحى والقتلى .
تاريخ الظهور :
أ – الظهور المعنوي عام 1859 : ونعني بذلك عمله في ميدان الإسعاف قبل اتخاذ الصليب كشعار ، جاء في الموسوعة : [ بدأ تاريخ الصليب الأحمر بمغامرة وليس هذا من المدهش في شيء ، بما أن مؤسسه نفسه كان يحب المغامرة فعندما بلغ « هنري دونان » الواحدة والعشرين من عمره غادر جينيف مسقط رأسه ليجرب حظه بالجزائر وتونس ومن شمال إفريقيا توجه إلى إيطاليا ، حيث وجد نفسه وسط حالة حرب ، هناك اكتشف فجأة معنى فظاعات الحرب ، كانت معركة « سولفيرينو » قد وقعت عشية 24 يونيو 1859 وكان يتمدد في ميدان القتال 41000 جندي فرنسي ونمساوي بين قتيل وجريح ، حين وصل « دونان » إلى « كاستيليوني » وهي قرية صغيرة مجاورة لمكان المعركة يبلغ تعداد سكانها 3000 نسمة وجد بها 9000 جريح أغلبهم ملقون على الأرض كانوا في كل مكان ، مكدسين كما اتفق ، وبداخل الكنائس كـان الأحياء ممددين فـوق الموتـى
ولعلاج هذا الحشد الغفير لم يكن هناك سوى خمسة أطباء عسكرين وعدد أقل من الممرضين ، أي لا أحد تقريبا ، كان الإهمال شبه تام ، لقد عبر دونان لا حقا عن سخطه في كتاب ألفه بغضب عارم وعنونه ( ذكرى سولفيرنيو ) لكنه عندما كان أمام مخلفات المعركة تصرف بطريقة أخرى فشمر عن ساعديه وعكف طيلة خمسة أيام ، لم ينم خلالها تقريبا على علاج الجرحى برعونة مردها إلى عدم خبرته ، ولكن بكل ما لديه من عزم ، تلك كانت بداية الصليب الأحمر ومبادرته الأولى ، أما الباقي فتم بطريقة منطقية ](4).
ب – الظهور الفعلي للرمز عام 1863 : جاء في الموسوعة [ هكذا اجتمعت بجنيف عصبة صغيرة من خمسة أفراد بتحفيز من « دونان » وأطلقت على نفسها اسم « اللجنة الدولية لإسعاف الجرحى » محددة مهمتها في العمل بجميع بلدان العالم على إنشاء جمعيات خاصة لإسعاف جرحى الحرب وتم الإعلان عن الفكرة سنة 1863 ، تأسست أولى الجمعيات بأوروبا في بداية الأمر ، ثم سرعان ما انتشرت بباقي القارات ولتمييز العاملين بها اختارت رمز الصليب الأحمر ](5).
مدلولات المصطلح :
أ – دلالة على مراكز الإسعاف والتمريض : حيث نجده يشير إلى مراكز الإسعاف أو التمريض ويثبت كل من المسعف والممرضة شعاره المصغر ببذلتهما حيث يربط على الكتف . حتى تتجنب مثل هذه المواقع والأشخاص في الحروب .
ب – دلالة على المساعدة المجانية : ونكران الذات والتضحية من أجل مساعدة الآخرين إذ أغلب الناس العاملين بها متطوعين .
ج – دلالة على المرجعية النصرانية : حيث تقدم معوناتها ومساعدتها سواء في الأدوية والأفرشة والمواد الغذائية للمعوزين باعتبارها منظمة مسيحية تحمل شعار الصليب لا باعتبارها منظمة إنسانية ، وهذا الجانب خطير جدا إذ تمرر مع تلك المساعدات الفكر المسيحي وتسهل المشروع التنصيري ، خصوصا أنها تنشط في الأماكن التي لا تدين بدين النصرانية .
ـ
1 – 1/405-406
2 – الهامش 1/406
3 – موسوعة المعارف الحديثة 5/83 .
4 – موسوعة المعارف الحديثة 5/80 .
5 – موسوعة المعارف الحديثة 5/81 .
– راجع كتابنا « اللموز في دلالات الرموز »
5 Comments
هنري دونان هو سويسري الجنسية، وكان له دور كبير في هذا المجال، و اكراما له كان الرمز صليبا أحمر في لون أبيض، العلم السويسري أحمر فيه صليب أبيض.
و الهلال الأحمر له علاقة بالراية التركية، اذ نجد اللون الأحمر يتوسطه هلال أبيض.
و عمل هذه المنظمات يجب أن يكون انسانيا بعيدا عن الإديولوجيات.
مشكور استادنا الكريم على هدة المعلومات القيمة,غير انه يوجد بعض اللبس فيها,اولا اختيار رمز الصليب بالنسبة لهده المؤسسة ليس له ارتباط بالنصرانية,اد تم اختياره كعرفان لما قدمه »هنري دونان « لهده الجمعية,كمؤسس لها,اد ان هدا الرمز تم اختياره تكريماله نظرا لاصوله السويسرية.هدا فقط للامانة العلمية.اما كون هده الؤسسة تقدم خدماتها في الوقت الحاضر بايعاز ديني لنشر النصرانية,فانا لم اتحقق من هدا الامر,غير أنه و للامانةأيضا,يتماشى الهلال الاحمر و الصليب الاخمر جنبا الى جنب في كثير من الاحيان.و لم يثبت قط ان تم الاعتراض على هدا الامر لا من هدا الطرف او داك.فكلاهما رمز لمؤسسة واحدة.و ان كان ما تقدمت به صحيح,فهدا الامر يضرب في الصميم المبادئ السبعة التي تقوم عليها هده المؤسسة الانسانية,و على راسهاالحياد و عدم التحيز.فالمرجو التحقق من هدا الامر أستادنا الكريم.
شكرا على هدا الموضوع والمعلومات القيمة لقد سهلت علينا عملية البحت شكرا مجددا
نحن المسلمين نثمن كل عمل انساني شريف يهذف الى الحفاظ على الحياة كيف ما كانت علامته
ولكن في بلادنا المغرب دينه الاسلام نرفض ان يستفرد الصليب على كل اوجه العمل الانساني و يجب ان تطغى علامة الهلال على الصليب على مستوى سيارات الاسعاف ولكن ما الاحظه ان الصليب هو الموجود
حرام هادشي وحشوما
اين هي جمعيات الهلال الاحمر المغربي اين هو وجودكم المنعدم
من خلال عملي كباحثة وإعلامية سبق لهاالتعامل مع تلك المرسسة عن قرب، أرى أن هذا المقال يحتوي مغالطات تسيء بالفعل لمؤسسة محترمة مدنية تسعى لخدمة الجميع دون تحيز لدين أو نوع او عرق، كما تضم ضمن فريق عملها الذي يتجاوز 15 ألف موظف كل التيارات والأجناس والأعراق والأديان، وبالطبع ولا أساس من الصحة للقول بإنها تستخدم الصليب لهوية دينية تخصها. وفي واقع الأمر إنما هذه الشارة مجرد مقلوب العلم السوبسري تكريماً لدونان صاحب الفكرة وأحد أهم الداعين لتنفيذها.
دمتم بخير