Home»Correspondants»صحيفة: محمد السادس أسدل الستار علي حفلات القصور.. وفنانون يستحضرون ذكرياتهم مع والده

صحيفة: محمد السادس أسدل الستار علي حفلات القصور.. وفنانون يستحضرون ذكرياتهم مع والده

0
Shares
PinterestGoogle+

2005/03/25

الحسن الثاني اختار عبد الوهاب شريكا له في مائدة العشاء.. ومنع صباح من مغادرة الرباط إلا بعد أداء أغنية محلية

الرباط ـ القدس العربي ـ من الطاهر الطويل: اختارت صحيفة مغربية الخروج عن جدية المواضيع التي دأبت علي تناولها في إطار المنافسة مع غيرها من الأسبوعيات المحلية، من قبيل خفايا محيط القصر وأسرار الجيش وملفات المخابرات وأحوال إدريس البصري (وزير الداخلية الأسبق) في باريس؛ فاقترحت علي قرائها، هذا الأسبوع، ملفا طريفا ومفيدا في الوقت نفسه: الوجه الفني للملك الراحل الحسن الثاني ولابنه العاهل محمد السادس

.

أوردت أسبوعية الأيام شهادات عدد من الفنانين المغاربة الذين أكدوا أن الحسن الثاني كان يلقب بـ الملك الفنان ، لأنه كان يحب الموسيقي وكان ضليعا في العزف علي الأكورديون والكمان وبعض الآلات الإيقاعية، مشيرين إلي أنه كان يعقد في قصوره حفلات فنية يستدعي لها مجموعة من مشاهير الطرب والمسرح من داخل المغرب وخارجه. كما أنه كان يفاجئ الجميع بإبداء ملاحظات دقيقة حول النوتات والألحان والموازين، وساهم هو نفسه في تلحين بعض القطع الغنائية

.

روي الحسن الثاني في كتابه التحدي أن والده الراحل محمد الخامس حين اقترح عليه ولاية العهد، خيّـره بين الاستمرار في تعلم الموسيقي أو التخلي عنها إن هو أراد تولي العهد. كما سبق أن صرح في حديث صحافي أنه لو لم يكن ملكا لكان موسيقيا

.

وقال المطرب محمود الإدريسي، في شهادته لـ الأيام ، إن الحسن أهداه أكثر من مرة معطفه، وكشف أنه كثيرا ما كان يقود بنفسه الفرقة الموسيقية الملكية، وفي ذات الآن يردّ علي مكالمة هاتفية يقود بها معركة في الصحراء (خلال الحرب ضد جبهة البوليساريو ) أو يحدث فيها رؤساء دول. وحكي الإدريسي كيف أن الملك الراحل أمره بإبلاغ المطربات المغربيات سميرة سعيد وعزيزة جلال وغيثة بنعبد السلام عدم رضاه علي رغبتهن في الهجرة إلي مصر، ولكنه سمح لهن بذلك بعدما استعطفنه في الأمر، واشترط عليهن أن تظل الأغنية المغربية حاضرة في برنامجهن. ومما ورد في شهادة الإدريسي أيضا: أتذكر أنه بينما كان يجلس الحسن الثاني إلي جانب محمد عبد الوهاب، وكانت فايزة أحمد تغني مع الفرقة الماسية، فجأة نهض وأشار بحركة منه إلي فايزة أن تتوقف عن الغناء، ونظر إلي عازف الكمان وطلب منه أن يعزف، فوجد به نشازا وأن كمانه غير مضبوط موسيقيا. حينها وقف محمد عبد الوهاب إجلالا وصفق للملك، فسوّي العازف الكمان وتابعت فايزة الغناء

.

وذكر عازف العود الموسيقار الحاج يونس أن الحسن اتصل هاتفيا بالرئيس الراحل أنور السادات يوصيه بالاعتناء بالمطربة عزيزة جلال حين هاجرت إلي القاهرة. وأكد يونس أن الحسن كان يجيد القراءة الفورية للنوتة الموسيقية، بل وساهم في تلحين مجموعة من الأغاني، وأنه كان يبدي ملاحظات حول بعض الألحان، فمرة واجه الموسيقيين المغاربة بقوله: أتدرون أن بليغ حمدي أخذ من التراث المغربي في مقطع من أغنية رميت الورد طفيت الشمع وبالضبط من معزوفة الأطلس ؟ وأشار علي الفرقة الموسيقية أن تؤدي مقطعا من المعزوفة التي قال إن بليغ أخذ منها لحنا لمقطع من الأغنية المذكورة التي أداها عبد الحليم حافظ

.

فيما أكد عازف القانون صالح الشرقي أن الحسن اختار له نصوصا شعرية ليلحنها، وذكر من جهة أخري أن محمد عبد الوهاب ظل الفنان الوحيد الذي يشارك الحسن مائدة العشاء، كما حكي ما جري للفنانة صباح مع العاهل الراحل، حيث طلب منها أن تؤدي أغنية ما أنا إلا بشر (التي يغنيها المطرب عبد الوهاب الدكالي) فقالت له: غدًا موعد سفري وستضيع مني التذكرة. فقال لها: لن تخرجي من المغرب إلا بعد أداء هذه الأغنية، ولتمزقي بطاقة السفر وسأرسلك في طائرتي الخاصة

.

واستحضر الملحن والمايسترو عبد العاطي أمنا نقدا لاذعا وُوجه به مع فنانين مغاربة آخرين من لدن الملك الحسن، حينما قال لهم في حفل بالقصر حضره أعضاء الحكومة: أنتم كسالي مثل هؤلاء الوزراء، لا تملكون روح المبادرة . وذكر أمنا أنه أنجز في إحدي المناسبات الوطنية أغنية تتغني بالأمير مولاي رشيد (شقيق الملك محمد السادس)، وما إن سمعها العاهل الراحل حتي قال هذه الأغنية علي وزن ـ مُضناك جفاه مرقد ـ لمحمد عبد الوهاب

.

وحكي عمر السيد عضو مجموعة ناس الغيوان أن الحسن قال له إن نظارتيه الطبيتين لا تتلاءمان مع شكل الفرقة البوهيمي ، خاصة وأنه يبدو كأستاذ. ونصحه بأن يذكّـره لكي يبعثه إلي الولايات المتحدة الأمريكية لاستبدال نظارتيه بعدسات لاصقة. ولكن السيد لم يفعل نزولا عند نصيحة أحد الفنانين المقربين من الملك، علي حد قوله. وأوضح المخرج الطيب الصديقي أن العروض المسرحية التي كان يقيمها فنانون في القصر، لا يحضرها أي أجنبي عن محيط العائلة الملكية

.

غير أن الملك محمد السادس ـ كما كتب نور الدين مفتاح رئيس تحرير أسبوعية الأيام ـ أسدل الستار علي كل هذا الحفل الذي دام زهاء أربعين عاما، وبقي فنانو البلاط يجترون الذكريات بجانب آلاتهم المعطلة، وأغلقت القصور ليلا حيث لا تسمع فيها أنغام ولا أهات تطريب

.

وكان محمد السادس قال في حوار مع صحيفة لوفيغارو : إنني أحب كثيرا موسيقي عصري من راي وروك، وأعترف أن أذواقي جد تجارية، ولكن أترك لنفسي تنجذب إلي مختلف التيارات المعاصرة . ورأت الأيام أن العاهل الحالي وظّـف ميوله السينمائية ليدعم بهذا الفن رهانه في تسويق صورة المغرب كأجمل بلد في العالم. يذكر أن مهرجان مراكش الدولي للفن السابع ارتبط بما أصبح يطلق عليه العهد الجديد

.

عن جريدة القدس العربي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *