غزة في الحروف

               غ

 غيم
وغارات وغي ولا غيرة..

وحوش حديدية في الأفق

 تزحف على
صدى صرير

السلاسل الصدئة..

تدعس

جثث الشهداء الصامدة..

وسط الغيس وغياض الدم

تزحف عبر ليل..

كم تغنت به ليلى

وقيس تائه بدون بندقية..

غبار و لاخيار..

غير ما تختاره غزة الأبية..

غبار ولا غيار بالنار..

بل بأجساد سئمت حصار الأوغاد..

اغتيالات… وغوائل..

أهوال.. وغرائب..

ونكتفي ببيانات وبأشعار تجلد عميرة..

                  ز

 حرقة زادت
على حرقة على حرقة..

حزن تكلس على حزن على حزن..

ولا زاد و لا ماء ولا زيتون و لا ولا ولا ولا ..

والويل.. الويل…

لكل ذيل

عن أسته لا ينش ذبابة..  

وعيون لا زالت… عجبا..

ترقب التلفاز..

ترقب السماء..

عسى طير أبابيل تحمل رشاشة..

عسى حجر من سجيل يلبس رصاصة..

لا زالت عيون تعبر الشوارع

هناك..

شوارع مزفتة بالدم النبيل..

ودمع الحسرة..

وآهات النكبة..

لا زالت نابضة بالحياة والعزة..

تلك غزة..

           ة

 رصاصات
تائهة..

تقتنص الطفولة

قنابل تائهة..

همها أن تنفجر..

في بطن صبي لا زال يحبو

في بطن أم لا زالت حبلى..

فسفور تائه في الشوارع..

يلهث وراء قدم طفل حافية..

آه نشنش اللحم.. احترق العظم..

قيل في جنيف..

ذي ليست حرب..

ولا زالت تلك الأمم..

هادئة تجلد عميرة..

وعلوق ينتشي من دمي..

وأنا المقاوم لست تائها..

أنا رصاصة..

ليست طائشة..

أنا غزة.. قنبلة… إنسانية..

في الظلام انفجرت..

عن عورة قبة السلام..

أزاحت أكاذيب الهول..

و عن زخات تنديدات

لا تندي جبينا..

و لا تثير حنينا..

كشفت..

تلك غزة.. تستجدي..

لا تستجدي..

استجدوها..استجدوها..

أنتم يا معشر الإنس..

كي لا تبقى وصمة عار

على خدي..

أنا الإنسان

الباحث عن أمني..

ماذا عندي..وماذا بيدي..

قلم..

طقطقات أزرار..

ماذا بقلبي..

قلق..

أعاصير غضب

وإيمان بالقدر..

ماذا بعقلي..

هبل..

ماذا بجمجمتي..

مخ بقر..

ماذا بوسعي..

لا شيء..

أنا اللا شيء..

وكيف لي أن ينمو ذاك اللاشيء..

تلك غزة تقاوم.. 

بأشلاء موتاها..

تقاوم بحليب ثكلاها..

تقاوم..

وتقاوم..

بأنين جرحاها..

تقاوم..

وتقاوم…

بجوعها..

تقاوم..

وتقاوم..

بعطشها..

تقاوم..

وتقاوم..

بظلامها..

تقاوم..

وتقاوم..

تلك غزة..

لا تساوم..

وجدة في 12-1-2009