تحت الدف ( 15 ) الرجل الذي نبت بين شفتيه منقار ديك
تحت الدف ( 15 ) الرجل الذي نبت بين شفتيه منقار ديك
حدثنا أبو الغرائب عن أبي العجائب أن مواطنا اشتهر بين بني عصره بالوداعة والرقة ، وكان عارفا بلغة الإنس والجن ، ولغة الحمام والديكة ، سريع الحفظ ، أمين النقل . كان يعرف عند بني عصره بالدياك نسبة إلى الديك ، كان حدث يوما أن حضر مأدبة قوامها دجاج مشوي وأساسها طبيخ مزين بشرائح لحمية تشبه البطائق الفوطوغرافية .. وكان من بين الحضور فضولي محنك في لغة الطبيخ يعرف بطباخ » الزرود » . ظل صامتا والحضور منهمك في سلخ عورات القرية.. تحدث البعض عن شؤون القرية ومصيرها المؤلم جراء غياب شيخ القبيلة لمدة طويلة . بينما تحدث آخرون عن زمن العزة الذي عاشته القرية قبل سنين ولت .. أما صاحبنا الدياك فظل صامتا مكتفيا بتفحص جماجم الحاضرين متهيئا له أن كائنات تقفز من رؤوسهم بين الفينة والأخرى . وفي لحظة خاطفة بدت له تلك الكائنات وكأنها ديوك تهجم على خم دجاج جاره .. تطاير الكلام مع تطاير ريش الدجاج ، وارتفع صوت الحاضرين مع ارتفاع صياح الديوك حتي اشتبكت في ذهن صاحبنا الدياك معالم المكان وتمنى لو كان ديك ذلك الخم بامتياز .. أعاد كل الأخبار والنكت والمواقف التي ازدحم بها المكان وراجعها وحللها ثم ركبها ولم يستنتج أي خبر ذي أهمية يستحق بثه بين الناس لشغلهم كالعادة . فكر في أن يؤلف خبرا ذا قيمة اعتمادا على خبرة جاره في نسج المواقف والإشاعات . حدد موضوع الخبر وشخصياته وزمانه ومكانه ومرجعيته . وقرر أن ينشره في الجمع الحاضر حتى يشاركهم همومهم خاصة وأنه يعرف ما يحاك ضد بقرة جاره الحلوب التي كثر من حولها الطالبون والجزارون والسماسرة والمتنافسون وتجار الخردة على حليبها ولحمها واستقر أمرها في الأخير على بعضهم وهم الآن في مفاوضات دائمة حول كيفية مص حليبها ومضغ لحمها . تعجب صاحبنا الدياك وفغر فاه مشدوها حائرا ومتسائلا عن سبب هذا الصخب والعويل الذي لم يشهد له مثيل من قبل .. تملى وجوه الحاضرين بامتعاض وسخرية وتذكر حلم ليلته السابقة حيث رأى في منامه أنه كان بصدد تسييج خم دجاجه وإذا بعض الديوك تطير وتقفز من معطفه وتدخل الخم وتجهز على كل ما به ، وكان كلما أمسك بديك خرج منه ديكان . حتى امتلأ المكان بالديكة . حاول أن يشغل نفسه بالمشاركة في الحديث الذي كان دائرا حول تحديد زمان تقديم المأدبة خاصة وأن أكثر المدعوين لم يحضروا بعد ، فسأل إن كان جميع سكان القرية قد دعوا إلى هذه المأدبة .. في حين تساءل آخرون عن علاقة بعض الحاضرين بالقرية . ولما اشتد النقاش مرة أخرى أدرك صاحبنا الدياك أنه لا بد من تغيير مجرى الحديث حتى تهدأ النفوس لاستقبال ما كان يطبخ بشهية مفتوحة ونهم مبطوح .. روى لهم ما رآه البارحة في منامه وطلب منهم تفسير ذلك إن كان من بينهم عارف بتفسير الأحلام. قال كبيرالحاضرين مفسرا حلمه : فأما الديوك فهم أولائك الذين أرادو أن يقفزوا بعيدا عن أنظار الناس بعد جمود طويل ، وأما الخم فهو العجين الذي يتلوى في بطون بعض هؤلاء وأما المعطف فهو فقيه القرية الذي يزين الحياة لمريديه وأتباعه وأما الدجاج فهو ممتلكات وموارد القرية التي أراد البعض استغلالها لقضاء مآربه . وعلق فضولي محنك أن الحلم يشير إلى أن كبير الديكة سيصبح عرافا للقرية وسيجمع حوله جماعة من تجار الخردة ليقتحموا أسواق القرى الأخرى …ضحك الحاضرون كثيرا واستغربوا من صاحبنا الدياك ومن حلمه ، فدخل صاحب المأدبة على عجل وهو يحمل طجينا كبيرا وضعه وسط الحاضرين الذين تحلقوا من حوله .. ولما تفضل صاحبنا الدياك بإزاحة غطاء الطجين تطايرت ديوك من وسطه وتطاير المرق على الحاضرين .. وفي رواية أخرى تطاير المرق على معطف صاحبنا الدياك وأحدث بقعا خرجت منها ديوك كثيرة وكان بعض المرق قد دخل جوفه جعله يسعل سعلتين نبت على إثرهما منقار ديك اضطره إلى مغادرة المكان فورا .. يتبع مع فضول آخر .
2 Comments
والحاج الدياك مختص كذلك في لغة الشطيح والرديح والزامر ولعب الأدوار غير الطلائعية . وقد أقسم على أنه سهر على إرسال الدعوات إلى أصحاب القرية كلهم بنفسه ولم تصل إلى أصحابها لتقاعس ساعي البريد ، ثم أقسم بذلك مع أنه لم يمرّ على عودته من الديار المقدسة أقل من شهر ولم ينبت في رأسه ريش حلقه من مناسك الحج، لكن انكشف وتعرى وخجل من نفسه بعد أن قام مستخدم بالقرية وصرح امام الملأ أن لا دعوة أرسلت ولا ورقة بعثت الأمر الذي حوله إلى ديك لا يصيح…
vraiment des manifique histoire tbarkalahe 3la mon prof bonne contunuation