جميلة …..غيمتي
حين ألملم ذاتي ،
أسترجع ذاكرتي
تنفلت ابتسامة خجلى من شفتي
جميلة…. أصبحت الآن رمزا …
وآسرة
فمن قال أنها خائفة….. وحائرة ؟
أنا المعتوه …
ألوح بالرايات الحمر
في بحر من الآهات والأموات
فلا تلومي إذن …. جميلة
أنا المذنب بلا خطيئة
أنا المنهزم ، المنتصر ،
الساكن….الهادر
أصرخ ، فلا أسمع صدى لصراخي
وحين يجف حلقي
أكتب قصيدة ليلية ،
فيحاصرني بياض البراءة
في عينيك….
وسواد الليل… في غزة
أسمع لهاثا وعواء خائبا
أمد يدي في الهواء ، علي ألمس زنادا
تنتصب قبالتي ، زهرة لا تتوقف عن الكلام
الهادئ…….والابتسام
متى كان الحب يا جميلة…… كرها ؟
أبحث في ، عن ركبتيك
وحين لا أجدهما ، أتكئ على عكازين
وأقول لشهرزاد : آه منك… ومني
جميلة بدني ، غزة وطني
أعرتهما لها ، لتشمت في الجزار والمنشار
من يعيد الآن لجميلة ركبتيها ؟
أتكون قد أكملت لعبتها ؟
و أهدتهما لغزة…. العزة ؟
هات طلباتك الآن ، وتذكري كل الأناشيد القديمة
لك الآن ركبتان….ورجلان
رجل في الضفة ، وأخرى في غزة
أما نحن ، فلا عذر لنا….. يا جميلة
لم يعد لأرجلنا بعد اليوم… معنى
ولا قيمة
سأقطع بعد اليوم ، كل يد تمتد
لأي حمامة….
أو غصن زيتون…. ويمامة
ربما فقدت رجلي قبلك
لكن من سوء حظ الجزار
أن رجليك سينموان زهرا
شجرا وزيتونا ورمانة
كنت….. يا جميلة
ضحية أشقاء لك
لم يعد منذ الآن شيئا عجيبا……
فلا عجب
(لا تكترث(ي) بعد اليوم ، لخيانات العرب)
لا تسأليني إن..
(كانت البطولة كذبة عربية…
أم مثلنا التاريخ كاذب)
الدم يسري في شراييني ثقيلا
والنجوم أوت إلى عينيك دفعة واحدة
لا تمني….لا ندم
نلت شرف البطولة
ونالوا….. لوم الفحولة
وأطنانا من المذلة
وليلا من الغضب….
………………
أنا البصير(لؤي) ، وأنت…البصر
يكفيني الآن ، أن أستلذ بظلمتي
سيسمونك (لؤي) بعد اليوم بصيرا (رأفة بك) ،
وأنت البصر
غزة …..معجزة
أكاد أراها قمرا في سواد غربتي
فيا غزاة….. غزة
سيأتي قريبا صيف ربيعكم
سنسمعكم من جديد ، نشيد خيبر
فثمة موت ينمو على مهل في الخنادق
وربيع يزهر في غير موعده
وعلم خجول من (لؤي) يراوح مكانه
ينتظر بصبر ،
ثأرا خاثرا
في دمي
من كل سارية سيخرج سيف بتار
وتابوت يتلقف سقوط نجمة هوت
(فوصية الدم تستغيث أن نقاوم)
لذا سأسمي جلادك
حين تزهر الورود في عينيك….(لؤي)
سيبكي جلادك …يوما
وتنبت مقلتيك أشجارا..
في حي الزيتون ، وبيت لاهيا وجباليا
من فقد عينيه ، لست أنت
هو الآن ، حبيس زنزانة في صومعة حديدية
كم طيرا ينفلت للموت
ليرنو بجناحية قريبا من المقبرة
في عينيك (لؤي) ألف قمر متلألئ
وفي عيونهم عوسج بري
وبحر من الظلام
قد ينطفئ الضوء في عينيك…
نعم
لكنه لن يمت
(ليتني كنت (الآن مثلك) أعمى)
لم تعد لي (بعدك) رغبة في النظر
لم يعد للعرب ، مذ أن فقأت زرقاء اليمامة عينيها
بصيرة أو….. بصر
Aucun commentaire