الحسنة الرقمية
كثيرا ما يتسابق الإنسان لكسب الحسنة بالصدقة يدا ليد و هذا ملاحظ أمام المساجد يوم الجمعة أو أيام قرب الأعياد الدينية لكن صاحبي حسنته هذه فريدة من نوعها في القصة التالية نجسم أطوارها :
نودي على صاحبي المدرس لتكوين مجموعة من الأطفال دون الثالثة عشرة من عمرهم في مجال المعلوميات بإحدى جمعيات المجتمع المدني ، أثناء الحصة الأولى لفت انتباه المدرس نظافة الأطفال و الاهتمام بمظهرهم أثناء دخولهم حصة الدرس ، لم يستوعب المدرس هذه الملاحظة لكونها عامة على المجموعة ، فنادى عن المسؤول
و قال :ما السر في نظافة الأطفال و مواظبتهم على التعلم رغم انتمائهم لبيئة لا تظهر فيها مثل هذه المواصفات إلا مناسبتية وحيث أنهم تجردوا من عقلية الطفل في مثل هذا السن ؟
رد: ما المقصود بعقلية الطفل ؟
قلت : شئ مألوف أغلبهم في هذا السن لا يهتمون بمظهرهم و الفصل الدراسي لمثل هذا السن يتخلله تلميذ مشاغب أو أكثر فنجده منعدم .
رد : يا أستاذ إنها حسنة رقمية .
قلت : لم أفهم
رد : أحد المحسنين قصد الجمعية و طلب منها تكوين مجموعة من الأطفال المحتاجين ماديا و الراغبين الدخول مجال المعلوميات لكن بشرط !.
قلت : و ما هو ؟
رد : النظافة طيلة فترة التكوين و المواظبة على الدروس و عدم الإلمام بالألعاب الرقمية الغير التربوية .
قلت : و مصاريف التكوين ؟
رد : على نفقته
هنا نقف و نحيي هذا المحسن الذي يعد من جنود الخفاء ، و يدفعنا فعله لاستنتاج ما يلي :
– إنها فعلا حسنة رقمية – إنها فعلا مساهمة بامتياز في التنمية البشرية
– كم هم الميسورين إذا تعاملوا بهذا المنطق لمساعدة الطفولة المحتاجة سيساهمون في تمتين أعمدة المستقبل و تقليص الهوة الرقمية مستقبلا … فليتشجع الميسورين لمثل هذا النوع من الحسنات .
ذ/عبد الفتاح بلبركة
العرائش
college_abdelkrim
belbaraka2000@yahoo.fr
6 Comments
جميل مقالاتك تتحفنا دائما بقصص من الواقع استمر في قصصك الرقمية الحوارية و لا تبخل عنا
ورد في الحديث الشريف ان من احيى نفسا فكانما احيى الناس جميعا وقياسا عليه اقول ان من علم انسانا فكانما علم الناس جميعا .فتخيلوا لو قرر حجاجنا الميامين الذين يؤدون مناسك العمرة التبرع بقيمة ما يشترونه من الديار السعودية من بضائع عديمة القيمة في سبيل محو الأمية الرقمية لاطفالنا لأاصبح بلدنا تعليمنا في المراتب الاولى بدل هذا الترتيب المخجل
مبادرة جد جد طيبة نتمنى أن تعم كل مجالات المعرفة للنهوض بواقعنا المعيش كما نتمنى أن يكون المدرسون هم أول من يقدمون مثل هذه الحسنات فكما أن هناك حسنة رقمية هنالك سنة ربوية وهي الإخلاص في العمل وأداء المهام على أكمل وجه وفق الله المحسنين
السر في ذلك أن اله تعالى يحب المحسنين و مع المحسنين
يا ليت رجال التعليم يقدمون دروسا مجانية للتلاميذ في الإعلاميات.خصوصا و أن أغلب المؤسسات التعليمية تتوفر على قاعة رقمية
شكرا لك استاذ عبدالفتاح. أريد أن أنبه فقط الى أن الأطفال يمكن توجيههم لما فيه خيرهم و خير الوطن وسيستجيبون دون شك، كما يمكن توجيههم في الوجهة المناقضة . الله نسأل أن يكثر المحسنين الذين يريدون خيرا بالناشئة و بالوطن.