إلى الحبيبة فلسطين
مرثية محمود درويش
شاعر النضال

أهكذا …
لن نراك بعد الحين
يا هرم فلسطين؟
أتتركنا يا محمود
يا رمز الصمود؟
أتتركنا يا درويش
و بأشعارك
كنا وما زلنا نعيش؟

ترتعش الجفون
تريد أن تسكب الدموع
فتنساب كالينبوع   
لكنه القلب الذي يبكي
بدل العيون

آهٍ لحرقة الفؤاد
حين يعلن الحداد
على من لم يعد له وجود
لكن اسمه بحق السماء
كُتب له الخلود

حجرٌ……حجر
رصاص……وقهر بشر
عمرك كله كان سفر
ورغم ابتعادك عن الوطن
أتيت بما هو أقسى
من الرصاص والصخر
أتيت بما اهتز له
كيان الشر

عابرون…….تائهون…
هكذا، بدونك، لا ندري
إلى أين نحن ذاهبون
لكنك جئت بكلمات
ليست ككل الكلمات
فانتقمت بها لنا، ولنفسك،
وللشهداء
ولكل هؤلاء
من تسري في عروقهم
نفس الدماء
وستعيش دوماً
« رغم الداء و الأعداء
كالنسر
فوق القمة الشماء »

محمود……
نمِ الآن مطمئن القلب
مرتاح البال
في مرقدك الأبدي
فقد تركت هناك
في كل شبرمن الأرض العطِرة
برائحة الزيتون
ألف محمود و محمود

محمود…..
وجهك السَّمح لن يغادرنا
لأن روحك تسكننا
وصوتك الساحر
قد استقر في مسامعنا
يُقوينا
و يغرس الأمل فينا