هي الأم التِي أحيتْ مَواتًا
رمضان مصباح الادريسي
في رثاء عائشة الشنا
هُنا كانتْ وما عادتْ حَصافٌ ** ملاكٌ قلبُه لطفٌ ورَأفُ
بِدمعٍ من خطايانا وشوك ٍ ** بِحلقٍ لم يجدُ حُبا يَعِفُّ
وطِفلٍ لا لهُ فيها أيادي ** بكى حِضنًا و حُبا لا يَجِفُّ
تعالتْ صرخةٌ منه تبوحُ ** أتَرمِيني أبي، وِزرًا يُخيفُ؟
أتُلقِينا كسَقطٍ من متاعٍ ** الى غابٍ، بِجَفنٍ لا يرِفُّ؟
فمنْ يرحم وفي الغابِ الأفاعي ** وان لانَتْ بها سُمٌّ زِعافُ؟
ترَجَّلْ يا طريدَ العارِ انِّي ** كما تعلمْ بِلا عارٍ يَحُفُّ
لكِني ،رغم أنفي، حَرفُ عِلَّة ** وفي الأشْعارِ اِقْواءٌ عَسافُ
فها أمٌّ بفيضٍ مِن حنانٍ ** كنهرٍ اذْ جرى ماتَ الجَفافُ
فها عائِشٌ بقلبٍ من لجَينٍ ** أبٌ أمٌّ وأختٌ يا عفافُ
ودِفءُ الحِضن في ليلٍ بهيمٍ ** يُقهقِه فيه أشباحٌ جِلافُ
وتَمضي لا ترى وِزرا لِطفلٍ ** وانْ ألقتْ به أمٌّ رَجافُ
هِي الأم ُّ التي أبناؤُها ** من خطايانا ، اذا هانَ العفافُ
هي الأم التي أحْيتْ مَواتا ** بأغْراسٍ يُرى فيها القطافُ
هي الأم التي أبْكت نَدامَى ** وربَّتْ أمَّهاتٍ عافَهُنَّ ضِعافُ
ستبقى روحُها مُزْنًا يجودُ ** وظِلاًّ لا تُباعِدهُ الخِرافُ
اذا في الغابِ جُورٌ من ذِئابٍ ** وفِسقٌ لا يُبالي ، لا يخافُ
فيا غَيث المَشاتي طُفْ بِقبرٍ ** لِيزهِرْ كُلَّما حلَّت به الألْطافُ
مستفركي:شتنبر2022
Aucun commentaire