لن نتبع ملتهم
التنصير مفهوم مأخوذ من النصرانية, أو من مدينة الناصرة بالشام. ويطلق عليه أحيانا التبشير, أي حمل الناس على اعتناق عقيدة الأقانيم الثلاثة. وهو دين, أو معتقد, جاء به عيسى عليه السلام, ويسمى المسيحية, نسبة إلى المسيح عليه السلام, أو النصرانية, نسبة إلى أنصار المسيح, أو ما يسميهم القرآن الكريم بالحواريين.
والتنصير, ليست ظاهرة حديثة, بل كان قبل الإسلام, واشتد منذ البعثة النبوية.وإن كان يخبو أحيانا ويطفو أخرى.ولقد سجل القرآن الكريم محاولات أهل الكتاب المستميتة, في رد المسلمين عن دينهم منذ الوهلة الأولى فقال:{{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم. من بعد ما تبين لهم الحق}}وقال أيضا:{{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. قل إن هدى الله هو الهدى}}.كما أخبرنا القرآن بأن أهل الكتاب لن يترددوا مطلقا, ولن يذخروا جهدا في مقاتلة أهل الإسلام لتجريدهم من عقيدتهم, وردهم عن دينهم إن استطاعوا.وكلمتي [إن استطاعوا] تحمل دلالات عميقة, منها تحدي أهل الكتاب, أن يحققوا مشروعهم ألتنصيري الذي يهدف إلى توحيد العالم تحت راية الصليب, ومن ثم استرجاع مجد النصرانية ومن ورائها الكنيسة فقال:{{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا. ومن يرتدد منكم عن دينه وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة}}.
إن مكائد الغرب, وتخطيطا ته المعتمدة على التحريف, والتشويه, والدس على الإسلام, والتدخل في المناهج التربوية والتعليمية, باسم إصلاح التعليم, وبسم تقويض منابع التعليم الإرهابي, وإدراج بعض النصوص المتعارضة مع العقيدة الإسلامية في الكتاب المدرسي. وما فرض ما يسمى ميثاق التربية والتكوين في المغرب كمشروع لإصلاح التعليم . والتكفل بالأيتام واللقطاء, وإقامة مراكز لهم في إمزورن إقليم الحسيمة ومراكش والاهتمام بالمعاقين وذوي الحاجات الصعبة وتقديم المساعدات الطبية والخدمات الإنسانية لهم مستغلين غفلة الدولة والمجتمع المدني عنهم, إلا وجه من وجوه التدخل الغربي الغير البريء.ولن يتردد الغرب في استخدام القوة المتمثلة في الإعلام والهجمات العسكرية كما حدث في أفغانستان والعراق والصومال…بحجة محاربة الإرهاب, أو نشر الديمقراطية والحداثة والعولمة, من أجل مشروعه ألتنصيري الهادف إلى زعزعة الإسلام الذي يراه المنافس الوحيد القوي بحماته العرب بل العدو أللذود بعد الحرب الباردة , حتى يفرض نموذجه الاقتصادي القائم أساسا على الربا, والدعارة, والخمر, والميسر, وهي أمور يحاربها ويحرمها الإسلام, ونموذجه الفكري والعقدي القائم على الكذب والتحريف والتشويه وعند ذلك يتمكن من قيادة العالم .
إن أخوف ما يخافه الغرب, هو أن تصبح الخلافة حقيقة , ينظم تحت لوائها شتات المسلمين, مكونين قوة تردع الكنيسة وتشكل عليها خطرا .ولذلك فهم ينفقون الأموال الطائلة, ويبذلون كل جهد مادي, أو معنوي, أو عسكري, من أجل خلق الحركات الانفصالية (حركة البوليساريو في المغرب) والدعوة إلى الطائفية (الحركة الأمازيغية في شمال إقريقيا والعراق) و تفتيت العالم الإسلامي وإبقائه مشرذما مختلفا متناحرا يرزح تحت نيران الطائفية والحروب الأهلية. يقول يوسف القرضاوي:{{إن الكنيسة أنفقت على المنصرين 193 مليار دولار سنة 1996 وحوالي 200مليار دولار سنة 1997}} وأكيد أن ما تنفقه الكنيسة على التنصير يفوق بكثير ما ذكره يوسف القرضاوي شكر الله له.ولكنها أموال سينفقونها وتكون عليهم غما.
صحيح أن الإعلام تحدث كثيرا عن ظاهرة التنصير في شمال المغرب العربي إذ ذكرت لموند الفرنسية عن أحد المنصرين أن ما بين 4000 و6000 مواطن جزائري تنصر سنة 1992 كما نشرت تقريرا بتاريخ 7/3/5002مفاده أن عدد المنصرين بالمغرب يبلغ 800 منصرا وأن عدد المتنصرين المغاربة بلغ حوالي 700 متنصر تتعارك حولهم أزيد من عشر منظمات تنصيرية من أوربا والولايات المتحدة الأمريكية .والمتفائلون منهم يقولون هناك 10000 مغربي متنصرين. فبملاحظة بسيطة يتبين لنا مدى الجهد الضائع الذي يبذله هؤلاء من أجل التنصير ف 800 منصرا لم يضفروا إلا ب 700 متنصرا.أما إذا تساءلنا عن صنف ونوعية المتنصرين فنجدهم أصلا غير مسلمين بالمقياس الإسلامي إلا بالاسم والوراثة .فهم من الحثالة الذين لا خلاق لهم ولا ذمة مرفوضون أصلا من أسرهم ومجتمعهم طبيعتهم تنفر من الدين ونفسيتهم المريضة تأبى التدين, انتهازيون همهم الوحيد تحقيق المنفعة المادية. وإن اعتنقوا المسيحية فليس اقتناعا أو إيمانا. وإنما المسيحية في نظرهم تفسح لهم مجال الخمر والزنا والعري…كما تفتح لهم أبواب الهجرة .وهؤلاء غالبا ما يرتدون عن المسيحية مرة أخرى عندما تتحسن ظروفهم ويتجاوزون صعوباتهم.
إن الذين يرتدون عن الإسلام لا خير فيهم لا لأمتهم ولا لأمة الغرب( سلمان رشد والبرلمانية الهولندية ذات الأصل الصومالي مثلا ). إن الغرب لا يفهم عقلية المسلم مهما اجتهد. فالمسلم الذي يرضع الإسلام مع أول مصة من ثدي أمه, لا يمكن أن يكون نصرانيا مخلصا للنصرانية على الإطلاق. أضف إلى ذلك أن التوحيد الذي تتشدق به المسيحية المتمثل في الأقانيم الثلاثة لا يستسيغه ولا يفهمه ولا يستوعبه العقل المسلم ولا يقبل به, لأنه تعود لا شعوريا على عقيدة واضحة سهلة خالية من التعقيدات التجريدية . إن كبار القساوسة لم يتمكنوا من استيعاب توحيد الثلاثة في واحد رغم قولهم بنظرية الحلول [حلول اللاهوت في الناسوت] لأنه مفهوم موغل في التجريد .ومع ذلك فماذا يضيرنا لو كفر أو تنصر كل من في الدنيا من المعتوهين والمعوقين وذوي الحاجات الصعبة, وأسلم العقلاء العلماء الأقوياء أمثال محمد أسد عالم الرياضيات بوان كاري سابقا, وروجي جار ودي , وموريس بوكاي وعالم الفلك جيدار دوني ومحمد علي ,ويوسف إسلام وغيرهم من العلماء الكبار في كل المجالات العلمية.ولقد أصاب وزير الأوقاف عندما أجاب عن سؤال للمستشار أحمد القادري يتعلق بالتنصير في المغرب فقال:(إن الجسم الفكري المغربي في غاية الحساسية لا يقبل الدخيل في وحدته المذهبية فكيف به أن يقبله فيما هو أعظم من ذلك )(المجلة المغربية عدد 96ص30).إن ما يمكن أن يشكله التنصير من خطر في بلادنا هو عندما يركب موجة حرية التدين ويستغل النعرة القبلية ويتبنى من يدعو إليها أمثال أحمد الدغرني الذي صرح بهتانا وزورا قائلا((إن الأما زيغ ليسوا كلهم مسلمين فهناك أما زيغ مسيحيون)) [جريدة الأسبوع عدد 62 فبراير 2006]. ومع كل هذا فسيضل الإسلام كما قال أحدهم ((الصخرة التي تتحطم عليها كل محاولات التبشير ما دام للمسلمين هذه الدعائم الأربعة: القرآن والأزهر واجتماع الجمعة ومؤتمر الحج)) [الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة المجلد الثاني ص 679]. وأضيف الأحاديث و السنة النبوية الشريفة ولقد صدق الله العظيم إذ قال:{{من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المومنين أعزة على الكافرين ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون}}.
Aucun commentaire
صح لسانك
أوهام بيحاولوا يعيشوا فيها
هم أنفسهم مثلهم مثل الدواب لا يفهموا شىء من الأساطير اللى بيحكوها أزاى هيدعوا لهذه الوثنية التى يسمونها دين
ولكن حال المسلمين والضعف والهوان هو الذى طمع هؤلاء الكلاب فينا وأيضا أعطى فرصة للمنافقين والحثالة فى الظهور على السطح