عواقب احتجاجات ظريفة..

لم تشكل الوقفات الاحتجاجية ـــ الظريفة ـــ الوطنية والجهوية والإقليمية التي نفذها المفتشون المنضوون تحت لواء نقابة مفتشي التعليم ، الا جزءا من برنامجهم النضالي ،الذي امتد على طول هذه السنة الدراسية ، والذي تميز بمقاطعة كل الأنشطة باستثناء الزيارات الصفية ، وعلى الرغم من الطرحات الرسمية التي تريد التقليل من تأثيرات كل مظاهر الاحتجاج التي يقوم بها المفتشون على السير العادي للدراسة ،فان الممارسين الفعليين انطلاقا من أقصى وحدة مدرسية ومرورا بالنيابات والأكاديميات ووصولا إلى قلب الوزارة يدركون كل الإدراك الحجم الحقيقي لهذه الاحتجاجات ، وليتهم اكتفوا بالتجاهل والهروب إلى الأمام بل سخروا كل ما لديهم من موارد بشرية ومادية لإقبار صوت المفتشين . وتجاوز بعض المسؤولين حدود اللباقة إلى التعريض بالمفتشين في اجتماعات رسمية ،محاولة منهم لإقناع الرأي العام بعدم نفعية وجدوى التفتيش في المنظومة التربوية.
والمتتبع للمعركة التي يخوضها المفتشون داخل نقابتهم الفتية يكاد لا يعثر على رد فعل مباشر للوزارة الوصية ، باستثناء الردود التي تمررها عبر اللجنة العشرية ، أو الردود الغير المباشرة والتي تخرج على شكل رسائل مشفرة قابلة لكل تأويل ، فالكل يتذكر عبارةّ ّ الرفاه الديمقراطي ّ وعبارة ّ الاحتجاجات الظريفة ّ وما إلى ذلك من الردود التي تسعى بالدرجة الأولى إلى زرع اليأس في نفوس المفتشين ، والتشكيك في قدرة نقابتهم على تحقيق ولو جزء من ملفهم المطلبي .
وبموازاة مع الحوار من وراء الجدر ، او حوار المتباعدين الذي تنهجه الوزارة ،صمم المفتشون خلال المؤتمر الاول عل استمرار البرنامج النضالي الظريف ،بمقاطعة شاملة وظريفة ، ووقفات مناسبة وظريفة ….حتى تصحو الوزارة على العواقب الحقيقية لما اعتبرته وتعتبره ظريفا .
ها قد بدأت بوادر الاحتجاجات الظريفة تتجلى للقريب والبعيد ، فلمهزلة تسرب امتحانات الباكالوريا دلالات على مصداقية القوى الحية بهذا الوطن العزيز والتي عيرت ونادت في أكثر من مرة ومن مناسبة عن ضرورة متابعة وتقييم مسار إصلاح منظومتنا التربوية ، متابعة علمية ودقيقة تمكننا من القضاء على الاختلالات التي قد يؤدي أبناؤنا ثمنها غاليا ، لا متابعة منتديات الصخب واللغط التي تختتم بالمؤدبات وما طاب من الأكل والشراب ….