نسيم الصباح يلفح وجهي برقة ولطف.. استيقظت أحلامي على ذلك النسيم الذي أنعش روحي ومنحها قليلاً من بسمة غابت عني زمناً من الزمان.. حرقت أوراقي ونثرت بقاياها في الهواء ..

فنظرت خلف الافق لأحلق وحدي وفقط وحدي أنا وأفكاري وذاتي المتألمة .. بعيداً عن كل شيء بعيداً عن صفحاتي وأوراقي التي حكمت عليها نفسي بالموت .. سألغي ذاكرتي وأوقف عملها فلا تلزمني في هذا الوقت .. أرغب أن أكون ناسية منسية في هذا الزمان .. أعشقك وحدتي التي لطالما قلت انها قاتلة .. ولكني اليوم في أمس حاجتي اليك .. تلزمني الوحدة وتمنحني صفائي الذي أفتقدهُ قلبي .. أريد أن أتنفس نقاء وصفاء .. أن أحلق وأحلق وألقي كل احساس يؤلمني الى قعر البحر.. وأنظر من خلف الافق وتبتسم عيناي وهي تتمتع برؤية صفاء المياه وأمواج البحر تعلو وتنخفض.. ونوارس البحر تحلق تبتسم لي وتشعرني بطمأنينة أبحث عنها.. عجزت الارض عن أفراحي وعجزت أنا عن أدراكها.. وقلبي ليس الا مساحة شاسعة مليئة تضج بهموم الحياة وأحزان ضقت بها وضاق بها قلبي.. أتذكرني يا مكاني القديم عند تلك التلة البعيدة .. عند ساعات الغروب جلست انا وحدي أستمتع بمشهد الوداع فلطالما عشقت النظر اليه.. وعدت أدراجي الى غرفتي عند حلول المساء وغياب الشمس .. فعلى أنغام أغنيتي الحزينة طربت روحي ورقصت أحلامي.. ونثر قلمي أفكاري لتملأ صفحات وصفحات.. أعتذر لكِ أوراقي فلا يستريح فؤادي أن بقيتي بين رفوفي تقطنين.. فلكل ولادة موت ورحيل وسكون.. يجب أن اقتلك أوراقي.. وأخلي دفاتري من كلماتك.. يجب أن أسكن وأهدأ.. مجنون هو داخلي فأحيانا لا أملكة عندما يتفجر على سطوري.. يفضي ويفضي .. ولا يمل من هذيانه.. ولكني الان يجب أن أكتفي بهذا القدر من الحديث مع ذاتي المحمومة.. سأعود عندما يعيش الامل داخلي من جديد .. وعندما أرقص طرباً على مقطوعه اللقاء.. فتنتعش روحي وتفتح لي الحرية أبوابها المقفلة..