Home»Correspondants»العرب ، وجهة نظر يابانية

العرب ، وجهة نظر يابانية

0
Shares
PinterestGoogle+

« باختصار أريد أن اقول للقارئ العربي رأيا في بعض مسائله كما أراها من الخارج كأي أجنبي عاش في البلدان العربية وقرأ الأدب العربي وأهتم بالحياة اليومية في المدينة والريف والبادية . »

نوبوأكي نوتوهارا

***********************

 » العرب ، وجهة نظر يابانية  » هو عنوان الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى سنة 2003لللمستعرب الياباني نوبو أكي نوتوهارا . الكاتب  عاش مع العرب و عايشهم/عاشرهم  مدة طويلة متنقلا بين البوادي والمدن في عدة دول عربية .له معرفة واسعة بالمثقفين العرب. .وقد سجل انطباعاته الذاتية في هذا الكتاب ، استعرض فيه الكثير من الظواهر غير الصحية في  صورة قد تبدو  قاتمة أحيانا لكنها صادقة ، وفي أخرى تبعث على الضحك ، لَكِنّهُ ضَحِكٌ كالبُكَا  كما يقول المتنبي.سخرية سوداء.

أنقل لكم نموذج  أو عينة (Chantillon) من هذه الصورة السلبية وغيرها كثير في الكتاب للأسف.  وَ اللّي مـا قْرى يَتْنزّه .وقبل ذلك نعيد  بدورنا طرح  نفس سؤال نوبو أكي نوتوهارا:

« لماذا لا يستفيد العرب من تجاربهم ؟ لماذا يكرر العرب أخطاءهم ؟ « 

وبدوري أطرح سؤالا آخر :هل نستخلص العبر  ونتعلم من الدرس الياباني ؟؟

————————————-

في الطريق الى بيت صديقي *

أذكر حادثة بسيطة للغاية موجودة على نطاق واسع. في عاصمة عربية ذهبت

لأزور صديقا عربيا. وعندما وصلت إلى الحي الذي يسكنه فاجأتني القاذورات وفضلات الطعام وكافة أشكال النفايات وأكياس الزبالة. كانت منشورة بعشوائية على الأرض، والشارع والزوايا. على اي حال، وصلت إلى البناية التي يسكن فيها ذلك الصديق. المدخل كان قذرا والدرج أيضا ولكن لدهشتي فقد وجدت عالما آخر خلف باب صديقي. كان البيت نظيفا للغاية وكان مرتبا وأنيقا ومريحا. لقد فهمت أن كل ما يخص الملكية العامة يعامله الناس كأنه عدو فينتقمون منه ولذلك نجد المقاعد في الحدائق العامة مكسرة أو مخلوعة ونجد معظم مصابيح الشوارع محطمة. كما أن دورات المياه العامة قذرة بصورة لا توصف. وحتى المباني الحكومية فقد لحق بها كل انواع التخريب الممكنة. لقد فكرت طويلا في ظاهرة تخريب الممتلكات العامة وفهمت أن المواطن العربي يقرن بين الأملاك العامة والسلطة وهو نفسيا في لا وعيه على الأقل ينتقم سلبيا من السلطة القمعية فيدمر بانتقامه وطنه. ومجتمعه بدلا من ان يدمر السلطة نفسها. تلك المظاهر السلبية التي ذكرتها اختفت تماما من المجتمع الياباني. ولكنها لم تختف منذ زمن طويل. لقد استمرت إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية بسنوات. ولكننا انتصرنا عليها وتحررنا منها وعرفنا مسؤوليتنا عن الملكية العامة معرفة جيدة. لا استطيع الفصل بين القمع وعدم الشعور بالمسؤولية في المجتمع العربي. كيف يتبدى الأمر للآخر غير العربي؟ بالأخص نحن القادمين من اليابان؟

*الصفحة 31 و 32 من كتاب » العرب ، وجهة نظر يابانية  » نوبو أكي نوتوهارا  منشرات الجمل 2003

* لمن أراد تحميل الكتاب فما عليه سوى وضع العنوان عل متصفح غوغل

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *