مدرسة البحتري(1) بفاس تحتفي بالأستاذة عائشة حيداس
إدريس الواغيش
إن كانت مهنة الصَّحافة مهنة المَصاعب كما هو معروفٌ عنها، فإن مهنة التعليم مهنة المَتاعب بامتياز، لذلك من المؤكد أن رجال التعليم و نساءَه (والاستثناء هنا جائز) لا يتفقدون حساباتهم البنكيّة بعد تقاعدهم( والتقاعد هنا أيضا نسبي)، بقدر ما يتحسّسون رصيدهم الصِّحي في جانبه العقلي والنفسي والعصبيّ على الخُصوص، بعد رحلة قد تكون طالت كثيرًا في التدريس بالقسم وأخذت منهم حصَّتها، والمَحظوظ منهم أو منهنّ هو من يخرج منها مُعافًا في بدنه، سالمًا في عقله وأعصابه من هذا السفر الطويل والشاق بكل ما تحملهُ هذه الكلمة من معنى.
ثقافة الاعتراف بهذا الجميل من نساء ورجال التعليم في مدرسة البحتري (1) بنيابة فاس، وبالدَّور الهام الذي يُقدمه أطر التربية والتدريس فيها وفي خدمة الناشئة والوطن، ونبذاً منهم لثقافة الجحود والنُّكران والنسيان، كان مُحفزًا لهُم ولهُنَّ جميعًا لأن يجعلوا من يوم السبت 21 نونبر 2015 يومًا حافلا بالاعتراف والوفاء، احتفلت فيه المؤسسة بتكريم وتوديع المُربيّة والمُدرِّسة الفاضلة الأستاذة عائشة حيداس، بعد مسيرة حافلة بالعطاء اللا محدود خَدَمت فيها العمليّة التعليميّة بكل تفان، لما يقارب ال (38) من العمل الدَّءوب في نفس المؤسسة، وقبلها في مؤسّسات أخرى على امتداد رُقعة الوطن.
افتُتح الحفل بآيات بَيّنات من القرآن الكريم، أخذ بَعدها مُدير المؤسسة السيد محمد مَفضولي الكلمة ليشكر الأستاذة على مسيرتها التربويّة وعَطائها اللامحدود داخل الفصل، وأيضا على سلوكها الحَسَن مع زُملائها وزَميلاتها في العمل وخارجه.
أخذ الكلمة بعده كل من رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة، وكذا الأستاذين محمد لبو وإدريس الواغيش ليشكرا الأستاذة عائشة حيداس على مسيرتها المُوَفقة، ويُقدموا لها كل من جهته ما يَلزم من شكر وتقدير باسم أطر التدريس بالمؤسسة.
وانتهى التكريم بتقديم بعض الهدايا اعترافا منهم ومنهن لها بالجميل وبالصداقة والمهنيّة التي جمعتهم بها في المؤسسة لسنوات ليست بالقصيرة، مع حفل شاي اختلطت فيه مشاعر الوفاء والحَميميّة الصادقة بنوستالجيا الأيام التي خَلـت داخل فضاء المَدرسة، وفي نفس الوقت تكريسًا لثقافة الاعتراف التي نفتقدُ إليها كثيراً في علاقاتنا وتعاملاتنا داخل مجتمعاتنا العربية.
Aucun commentaire