« هيليكوبتر » المستشفى الجامعي بوجدة… طِير يا حْــمامْ
شَـــرَّحْ … مَــلَّـــحْ (45) :
« هيليكوبتر » المستشفى الجامعي بوجدة… طِير يا حْــمامْ
أكثر من نصف قرن على قيام المنظومة الصحية بالمغرب منذ مناظرة الصحة الشهيرة في أبريل 1959 برئاسة الملك الراحل محمد الخامس؛ فترة شهدت و ما تزال مجموعة من الأوراش و الاستراتيجيات الهادفة إلى هيكلة و تنظيم منظومة صحية مغربية قائمة بذاتها مراعية لخصوصيتنا المجتمعية و مُحققة للغاية الكونية في توفير الحماية و العلاج و التأهيل الجسدي و العقلي و الاجتماعي الملائم لفائدة كل مواطن مغربي مع تقليص المساهمة المادية للمواطنين في تمويل المنظومة الصحية و التي تتجاوز 57%… ؟؟؟
و عليه فقد تم إرساء نظام لتكوين العنصر البشري من ممرضين و أطباء و تقنيين و كذا إنشاء مجموعة من المؤسسات الصحية التي تضمن تغطية المتطلبات الصحية للشعب المغربي انطلاقا من المناطق القروية وصولا إلى المجالات الحضرية، و لعل تشييد مستشفيات جامعية من المستوى العلاجي الثالث المعروف بتطوره و تقديمه لخدمات صحية من المستوى العالي على مستوى أي مدينة مغربية يعتبر حلما قوميا مُـلحّاً و مكسبا صحيا قُـحّاً…
عاصمة الجهة الشرقية وجدة لا تشكل الاستثناء و تعتبر من أشد الجهات حاجة إلى خريطة صحية قوية على الواقع و ليس فقط بين طيات الورق، في ذات السياق شهدت سنة 2013 الانطلاق الفعلي للمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، فاستبشر سكان الجهة و معهم الأطر الصحية كل الخير في مؤسسة فتية ستخفف الضغط على المستشفى الجهوي « الفارابي » و ستقطع مع السلبيات التي تنخر مختلف أروقة هذا الأخير…
لكن « حتى زين ما خـطاتو لولا » إذ أن المستشفى الجامعي يسير نحو نفس مآل « سِيدْ الفارابي الولي الصالح الله يَنْفَعنا بَراكتو »؛ فقد وصل تأخر مواعيد الاستفادة من مختلف الخدمات الصحية من استشارة طبية أو تقنية إلى ما يفوق الأربع أشهر (اللي ماتْ ماتْ و اللي بقى هو أو زهرو )، لكن وزارة الصحة وقفت وقفة « الرجال » فبعثت بالسيد الكاتب العام في زيارة رسمية للمرفق الاستشفائي الجامعي حاملا معه الحل السحري لمجمل النقائص البنوية الكامن في تسليم مروحية من نوع « سنجاب أ.س. 350 ب2 ECUREUIL » مهمتها الوصول إلى الحالات المستعجلة بالمناطق الوعرة داخل شعاع 300 كلم على مستوى الجهة الشرقية. كما أعطى السيد الكاتب العام تعليماته باستهلال عمل مصلحة المستعجلات خلال أوائل أيام شهر يناير 2015 القادم ضاربا بعرض الحائط البرمجة التي سطرها مسؤولو المؤسسة الاستشفائية بغية تدشين ذات المصلحة الحساسة و التي كانت مرتقبة في النصف الثاني من سنة 2015 نظرا لما تستلزمه من استعداد و توفير للموارد البشرية و اللوجستيكية و المادية…
نَـعَـم ظهر « بابا نويل » بالجهة الشرقية و أعطى أوامره الشفوية بافتتاح مصلحةِ « الجُدران الخاوية » فتجاهل أن أبسط المعدات الطبية اللازمة منعدمة داخل مصلحةٍ حيوية كالمستعجلات، و أن المستشفى لم يتوصل بعد بالغلاف المالي المخصص لعمل المصلحة المذكورة…؟؟؟ ناهيك عن مشكل عدم احترام المعايير المتعارف عليها المتعلقة بتشييد مختلف مرافق المستشفى حيث يُلاحَظ أن بعض أجنحة و قاعات المؤسسة ضيقة جدا و غير ملائمة كتلك الخاصة بالاستشارة الطبية و المستعجلات و التأهيل الوظيفي، كأنها صُمِّمت لتكون زنازين سجنية و ليس قاعات استشفائية…؟؟
لحسن الحظ تم تسليم « الهيليكوبتر » الخارقة في الوقت المناسب، رغم أن وزارة الصحة لم تخطط في البداية لبناء مجال خاص بهبوطها و استقرارها حيث أنها موجودة حاليا بالمطار الدولي لوجدة (حتى يْحَن عليها الله). و مما لا شك فيه فوجود هذه المروحية سيحل مشاكل بنيوية و أساسية ذات أولوية استعجالية كالتي ذُكرت أنَـفـاً…!!! هنيئا للجهة الشرقية بالهدية الاستشفائية الطائرة لرأس السنة « أو الله يْجازي اللي كان حيلة أو سباب »… »كاليك ربِّي منين يبغي يعذب النملة يديرليها جنحين ».
و اعذروا زلات و هفوات أخيكم و رفيقكم محمد عبد الله موساوي.
بقلم محمد عبد الله موساوي
خريج السلك الأول لمعاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي شعبة الترويض الطبي.
خريج السلك الثاني لمعاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي شعبة التدريس.
أستاذ دائم بالمعهد العالي للمهن التمريضية و تقنيات الصحة
وجدة.
2 Comments
Je pense qu’on est entrain d’écrire n’importe quoi. Le système de santé est difficle à comprendre. Je dis au monsieur de cet article; estime toi trés heureux qu’un CHU existe à oujda et que tous les pbs de la santé seront réglés localement. On est au maroc et hamdouaalah. Un chu monsieur coûte à l’état horiblement cher
je vous félicite pour l’article qui contient pas mal de messages entre les lignes ces derniers ne seront jamais comprises par des personnes superficielles dans leur analyse, il faut commencer par mettre en place les dispositifs essentiels comme l’aménagement des locaux conformes aux normes et la préparation du matériel biomédical au niveau des urgences ainsi que les ressources humains avant d’aller chercher un hélicoptère qui n’a même pas la place ou atterrir au sein de l’hôpital chu, et je responsabilise ceux qui croient que le système de santé est difficile et sont entrain de le rendre ainsi par leur absence de conscience et leur analphabétisme en matière de gestion au lieu de commencer par les choses faciles et vitales ils vont chercher des rêveries (la population a besoin de médicament, de matériel biomédical, de personnel bien formé et bien éduqué éthiquement, d’un délai d’attente de prestation qui est à 0…. avant de penser a l’hélicoptère). et merci encore une fois Mr. pour cet article.