التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر من الممنوعات في بلادنا
المحزن حقا أن يظهر المسئولون بالجهة الشرقية التشدد الزائد عن الحد في أمر الترخيص لمسيرة شعبية القصد منها إظهار التضامن مع الإخوة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. فقد طوق رجال الأمن بأمر من المسئولين بطبيعة الحال اليوم بين العشاءين تظاهرة شعبية أمام مسجد عمر بن عبد العزيز بمدينة وجدة ؛ واضطر المتظاهرون للتجمهر أما بوابة المسجد وهم يحملون الشموع ويرددون الهتافات المساندة للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة ؛ وفي نفس الوقت يعبرون عن الغبن الذي شملهم ؛ وقد حرموا من حق التظاهر والتعبير ؛ وهو من الحقوق المضمونة والمكفولة قانونا وشرعا.
وإنه لمن الغبن حقا أن يمنع الناس في وطنهم ؛ وهم أحرار من مجرد إظهار التعاطف مع أشقائهم ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم ؛ خاصة وأن التظاهر كان مؤطرا من طرف نخب مثقفة وذات وعي ؛ ومقدرة للمسئولية.
وقد ألقى كلمة المظاهرة ؛ و يمكن أن ننعتها بكلمة الغبن الداعية عبد الله النهاري الذي وصف المحاصرين في غزة بأنهم على السنة النبوية تذكيرا بما لحق النبي صلى الله عليه وسلم من حصار ومطاردة من طرف ملة الكفر تماما كما يحصل للأشقاء الفلسطينيين على يد اليهود .وصدق هذا الداعية عندما وصف جماهير الأمة العربية والإسلامية بأنها هي المحاصرة حقا لأنها لا تملك مجرد حق التعاطف مع أشقائها في فلسطين في محنتهم.
ولقد كان من المفروض أن تبادر الجهات المسئولة لتنظيم هذه التظاهرة في هذا الوقت العصيب بالنسبة للقضية الفلسطينية كأقل تعبير عن المساندة وهو أضعف الإيمان ؛ أو كان من المفروض أن يتعامل مع المظاهرة ككل المظاهرات العفوية كما يحصل عندما يتعلق الأمر بانتصارات الفريق الوطني لكرة القدم حيث يخرج الآلاف من الناس متظاهرين دون ترخيص ولا يوجد معنى للترخيص أمام هذه العفوية. ومن المؤسف أن يكون التضامن مع محنة الأشقاء الفلسطينيين سلوكا عفويا ومع ذلك لا يقدر من طرف المسئولين الذين يتعاملون مع التظاهرات العفوية بمكيالين.
إن المسكوت عنه في عملية منع هذه التظاهرة هو خوف المسئولين من إغضاب الصهاينة ومن يواليهم على حساب مشاعر الأمة المكلومة بسبب الجرائم الصهيونية التي لا يمكن السكوت عنها سواء تعلق الأمر بالحكام أم بالمحكومين.
لقد حضرت الوقفة ؛ وسمعت كلمة الداعية ؛ وعدت إلى بيتي والأسى يعتصر قلبي لأن أمتي ما زالت لم تنل قسطها من حرية التعبير؛ بل من حرية البكاء ؛ وزادني أسى أن المقاهي كانت مكتظة بالمتفرجين على مباريات كأس أفريقيا ؛ كما ذكر الداعية وهو يخطب في جمهور المتظاهرين. إن أمة فيها مسئولون يمنعون مساندة الشقيق المظلوم ولو بمجرد وقفة ؛ ويحبسون دموع المقهور ولا يسمحون له بمجرد البكاء ؛ وفيها الغافلون الذين يفضلون اللعب واللهو على مساندة أقدس المقدسات أمة بطن الأرض أولى بها من ظهرها ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.ولقد جاء في كلمة الداعية عبد الله النهاري أن مظاهرة مماثلة ستكون يوم الجمعة القادم إذا ما تفضل عليها المسئولون بالترخيص؛والغريب أن يحتاج من يتألم إلى ترخيص في بلادنا دون سائر البلاد
3 Comments
السلام عليكم أستاذي الفاضل سيدي محمد شركي حفظكم الله. إن هذه الأمة غافلة وغفلتها ليست سهوا وإنما نوما. ندعو لها بالصحو والصحوة. وأعان الله إخواننا في فلسطين ونصرهم على الصهاينة المفسدين في الأرض. والله يغفر لنا جميعا. والسلام
و متى نقدم للفلسطيني غير البكاء و العويل و الصياح في الشارع؟ لقد سئموا من كلماتنا الجوفاء و خطبنا الرنانة و التي بمجرد ان تنتهي يعود كل واحد منا إلى حال سبيله …لقد أضاع الفلسطينيون انفسهم طريق المقاومة و راحروا يتصارعون على الكراسي و غرتهم الزعامة…
إننا أمة ثرثارة و أحسن تشبيه لها هو الذي جاء على لسان الرسول صلعم « كغثاء السيل »…
انهار الجدار وتحرر إخواننا بعض الشيء، الحمد لله!!! ما كان هذا ليحدث لو لا تحرك الشارع العربي. كل من وقف أو صرخ أو احتج فله أجر هذا التحرير الجزئي وهذا التنفيس المحدود على مجاهدي غزة، لا تحرموا أنفسكم من الأجر يا سكان وجدة، لقد اهتزت كل المدن المغربية، فما موقعنا نحن من قضايا الأمة؟؟