الصحفي والكاتب المغربي محمد الزعماري يجيب اليوم عن الاسئلة
الصحفي والكاتب المغربي محمد الزعماري يجيب اليوم عن الاسئلة التسع حول القراءة المقروئية في المغرب
عزيز باكوش
1.
لاحظ المتتبعون لأداء الصحف بالمغرب ، انخفاضا في مبيعات جريدة "المساء" المغربية،ابتداء من شهر أكتوبر المنصرم ، حيث بلغ رقم السحب 124
إلف نسخة أكتوبر،مقابل 132ألف نسخة عن شهر شتنبر، كيف تقدرون هذا التراجع من موقعكم كصحفي ؟
*
من موقعي كمهتم ومراسل صحفي ،لم يفاجئني تراجع مبيعات جريدة "المساء" وقراءها،فمنذ صدور "المساء "واطلاعي على خطها التحريري ،حدست تخلي القراء عنها بعد أن يكتشفوا استغفال بعض كتابها للقراء ،وعدم موضوعيتهم ،والتركيز على أسلوب يخاطب الأهواء ويداعب الأماني، مستبلدا العقول ،ما يجعلها مقالات فارغة من الفكر الرزين والهادف ،وهي سمة مقالات ابرز كتابها.
2.
كيف تقرؤون ارتفاع سحب جريدة" الصباح " من 93 ألف نسخة سحب خلال غشت الماضي الى 135 ألف خلال شهر أكتوبر المنصرم ،على ضوء التنافس البين الجريدتين المستقلتين؟
* التنافس ليس محصورا بين الجريدتين فقط ،وان بدا كذلك ،بل هو من سنة الحياة بين كل الكائنات في ميادينها،وبخصوص ارتفاع سحب جريدة "الصباح" فذلك يعود إلى مجهودات طاقمها الصحفي الذي بذل جهدا لاستعادة مكانة الجريدة في الحياة الصحفية،بالإضافة إلى اعتمادها خطا تحريريا يحترم عقل القارئ ويناقش أفكاره ،والى الاحترافية والموضوعية في نقل الأخبار،واحترام عقول القراء وتقديرها .
3.
كيف تقرؤون مفهوم الاستقلالية في العمل الصحفي،وهل لهذه الاستقلالية دور في ارتفاع أو انخفاض مؤشر الأداء الجريدة في سوق الرواج الصحفي؟
* الاستقلالية في العمل الصحفي مصطلح فضفاض، له عدة مفاهيم حسب زاوية نظر مستعمله، وغرضه منه، وفي رأيي أن هذه الاستقلالية تبقى نسبية،يتحكم فيها مدى موضوعية الكتاب الصحفيين وقدرتهم على مقاومة الإغراءات التي تحدث عنها العديد من الزملاء،وإذا علمنا أن هناك من يستغل صفة الصحفي أو مراسل جريدة ما ،فان هذه الاستقلالية تصبح مجرد شجرة تخفي غابة الولاءات وشعارا لتمرير الخطابات.
4.
هل تتوقعون الأسوأ في غضون الأشهر القادمة، أم تعتبرون التراجع مرحلي، بالنسبة جريدة المساء؟
*إذا استمر الحال على ما عليه، سيكون مصيرها مصير جريدة"أخبار السوق" التي غزت في مرحلة من تاريخ الصحافة المغربية السوق.
5.
جريدة" الخبر" الجزائرية تعتبر من اكبر الجرائد انتشارا في شمال إفريقيا ،إذ بلغت أرقام سحبها لوحدها خلال شهر أكتوبر 600 ألف نسخة. هل الشعب المغربي قارئ مزاجي ؟
*يصعب إصدار حكم على الشعب المغربي انه قارئ مزاجي في غياب إحصائيات دقيقة، إلا انه يمكن تسجيل غياب فضيلة القراءة والمطالعة لدى مكوناته وخاصة إذا قارناها بمرحلة الستينات والسبعينات.كما يلاحظ أن هناك تعامل متنوع مع الجرائد،إذ هناك من يقرا الأخبار فقط ،ومن تستهويه الفضائح الخ ،إلا أن الظاهرة التي يعاينها الجميع هي شراء الجريدة من اجل شبكة الكلمات المتقاطعة أو المسهمة دون الاكتراث لباقي الصفحات.
6.
انحدار الصحافة الحزبية بل موتها سريريا كيف تقراه؟
*
تقصد تراجع مبيعات الصحافة الحزبية، أرى أن ذلك شيء طبيعي في ظل الانفتاح الذي عرفته الساحة، ومزاحمة عناوين جديدة لجرائد كانت وحدها في السوق، بالإضافة إلى الحملات التي استهدفت ضرب التنظيمات الحزبية ،وتراجع المبيعات في نظري لا يعني انحدار مضمون صفحات هذه الجرائد التي ما زالت مقالات كتابها الكبار تستقطب القراء.
7.
قرابة 22 يومية مغربية تسحب حوالي 400 ألف بينما جريدة الخبر الجزائرية وحدها تسحب 600 ألف، ما تعليقكم ؟؟
*ذاك يعني أن إخواننا الجزائريين أكثر قراءة منا نحن أبناء المغرب،وربما قد تكون الفضيلة الحسنة الوحيدة التي غرستها الثقافة الفرنسية بالجزائر.
8. ما الاقتراحات التي تراها مناسبة لجريدة ما كي تحافظ على مكانتها في سوق القراء؟
*من النقط التي يجب أن تراعيها جريدة ما لتحافظ على مكانتها عند القراء :
– احترام عقول القراء وتقديرها.
– تبني فلسفة التنوع في مضمون صفحاتها.
– الشفافية والموضوعية في المقالات.
– وضوح الخط التحريري
– تبني قضايا الناس والإنصات لنبض الحياة
– التحليل الجاد والبناء للمواضيع المتناولة
– احترام الرأي والرأي المضاد.
9.
هل تنطبق نفس الوصفة على الصحافة الحزبية ؟
– طبعا،مع فارق بسيط ،على هذه الأخيرة تخصص صفحة لأخبار الحزب والتعريف باديلوجيته ،مع فتح نقاش حولها وحول مواقف الحزب ،مع فسح المجال لكل الآراء للظهور على صفحاتها.
اعد الحوار عزيز باكوش
Aucun commentaire